أعلنت أجهزة أمنية في درنة، شرقي ليبيا، قبل أيام، عن تفجير كميات من الألغام التي أزيلت من أحياء المدينة القديمة، قبل نقلها إلى أماكن مخصصة للتخلص منها. وأشار بيان الهندسة العسكرية التابعة لهذه الأجهزة إلى أنّه بالرغم من توقف الحرب في درنة، فالألغام ما زالت تحاصر أهالي عدد من الأحياء. وأشار إلى أنّ الألغام زرعت أثناء الحرب بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومقاتلي قوة الدفاع عن المدينة المناوئة له، خلال ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني الماضيين، وذلك "في الطرقات والأحياء المأهولة بالسكان والمزارع والشواطئ، بل داخل المنازل حتى". وعدّد البيان بعض أنواعها: "ألغام كبيرة مضادة للآليات والمركبات، وصغيرة مضادة للأفراد، وكلّها محظورة دولياً". وأكد البيان أنّ "استمرار وجود الألغام المخزنة والمدفونة في الأحياء السكنية يعني ازدياد مخاطر التعرض إلى الموت أو الإعاقة الجسدية وهو ما حدث فعلاً سواء في درنة وبنغازي أو في غيرهما".
اقــرأ أيضاً
وبالرغم من انخفاض عدد ضحايا الألغام في درنة مقارنة ببنغازي، فالمدينة ما زالت تواجه خطر تهديد الألغام والمفخخات للمدنيين. يؤكد أحد سكان درنة أنّ أحياءها القديمة ما زالت تشكل خطراً على الناس. يتابع لـ"العربي الجديد" أنّ "قوات حفتر لم تعلن سيطرتها على المدينة إلّا بعد شهرين من الحرب، وطوال هذه المدة زرعت ألغاماً وأسقطت صواريخ في كلّ مكان، لكنّ أكثرها خطراً ينتشر في المدينة القديمة"، مشيراً إلى أنّ سلطات حفتر وسلطات المدينة لم تقفل الأحياء القديمة أمام المواطنين. يتابع أنّ "هناك مواطنين تقع بيوتهم داخل هذه الأحياء، ويزورها بعضهم للتفقد أو لنقل حاجياته بعد فرارهم منها". ويؤكد أنّ نزع الألغام يجرى بجهود ذاتية وبسيطة حتى، فليست لدى فرق الهندسة العسكرية إمكانات وآلات حديثة، ما يعني تأخر إبعاد هذا الخطر عن الناس.
ولا يعرف على وجه التحديد عدد ضحايا الألغام في المدينة، لكنّ انتشارها في الأحياء القديمة الأكثر ازدحاماً بالسكان يعني استمرار خطرها. وفي إبريل/ نيسان الماضي نظمت مؤسسات مدنية من درنة ندوة حوارية مواكبة لليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام. وبحسب إعلان القائمين على الندوة فإنّ الإقبال الأهلي الكبير عليها كشف مدى خطورة الوضع. وأشار البيان إلى مشاركة العديد من الشخصيات وخبراء الألغام في الندوة التي أقيمت بالتعاون مع كلية الموارد البيئية بجامعة "عمر المختار" فرع درنة، وجمعية الهلال الأحمر والمهتمين بمجال البيئة. وأوصت الندوة بضرورة تكاتف الجهود من مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية كافة للمحافظة على سلامة المدنيين وحمايتهم من الألغام المنتشرة في المدينة.
ولا يقتصر خطر الألغام والمفخخات عند حدّ القتل المباشر للمدنيين بل يتجاوز ذلك إلى المدى البعيد، بحسب الأكاديمي المتخصص في دراسات التلوث البيئي، لطفي الحوار. يؤكد الحوار لـ"العربي الجديد" أنّ بقاء الألغام ومخلفات الذخيرة داخل الأحياء السكنية القديمة والمتهالكة سيجعلها أكثر خطورة، مضيفاً أنّ "تحلل موادها بمرور الزمن تحت الركام سيرتقي إلى مستوى تلويث البيئة وتسميمها". ويستشهد الحوار برصد حالات تعاني مضاعفات مخلفات الحرب في بنغازي، مؤكداً أنّ غياب الرقابة الرسمية الحكومية غيّب الكثير من الحقائق في أحياء بنغازي. ويؤكد أنّه "ليس من المؤكد إن كان الدجاج الفاسد، كما أعلنت الحكومة، هو السبب الحقيقي في انتشار داء الصفراء بشكل مفاجئ في درنة، فالمرض موجود في أكثر من مدينة ليبية، كما أنّ انتشار داء اللشمانيا في أكثر من مدينة ليبية تعود أسبابه إلى مخلفات الحرب" لافتاً إلى أنّ المرضين من الأمراض التي تنتشر في بلدان النزاعات والحرب.
يصف الحوار مخلفات الحرب بــ"الإرث القاتل"، ويشير إلى أنّ اعترافات السلطات المحلية في بنغازي تؤكد أنّ ضحايا انفجار المفخخات والألغام وصل عددهم إلى 197 ما بين مدني وعسكري حتى نهاية 2018، لافتاً إلى أنّ "أحياء القوارشة وسوق الحوت والصابري وأجزاء أخرى من بنغازي بعد أربعة أعوام من الحرب تحولت إلى وكر للأمراض القاتلة".
اقــرأ أيضاً
كذلك، يلفت الحوار إلى تقارير دولية رصدت زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالسرطان في مدينة سرت بعد حرب تحريرها من قبضة تنظيم "داعش". وهي الحرب التي استخدم فيها طيران الحلف الدولي أنواعاً غير معروفة من الأسلحة، مؤكداً أنّ التقارير تشير إلى تزايد انتشار المرض بين الأطفال فهم الحلقة الأضعف بين الفئات العمرية بسبب مناعة أجسامهم حديثة التكوين. ويختم بالتحذير من مواجهة سكان درنة خطر آثار الألغام والمفخخات كما هي الحال في بنغازي وسرت وغيرهما، من دون أن تتحرك السلطات لحلّ القضية.
وبالرغم من انخفاض عدد ضحايا الألغام في درنة مقارنة ببنغازي، فالمدينة ما زالت تواجه خطر تهديد الألغام والمفخخات للمدنيين. يؤكد أحد سكان درنة أنّ أحياءها القديمة ما زالت تشكل خطراً على الناس. يتابع لـ"العربي الجديد" أنّ "قوات حفتر لم تعلن سيطرتها على المدينة إلّا بعد شهرين من الحرب، وطوال هذه المدة زرعت ألغاماً وأسقطت صواريخ في كلّ مكان، لكنّ أكثرها خطراً ينتشر في المدينة القديمة"، مشيراً إلى أنّ سلطات حفتر وسلطات المدينة لم تقفل الأحياء القديمة أمام المواطنين. يتابع أنّ "هناك مواطنين تقع بيوتهم داخل هذه الأحياء، ويزورها بعضهم للتفقد أو لنقل حاجياته بعد فرارهم منها". ويؤكد أنّ نزع الألغام يجرى بجهود ذاتية وبسيطة حتى، فليست لدى فرق الهندسة العسكرية إمكانات وآلات حديثة، ما يعني تأخر إبعاد هذا الخطر عن الناس.
ولا يعرف على وجه التحديد عدد ضحايا الألغام في المدينة، لكنّ انتشارها في الأحياء القديمة الأكثر ازدحاماً بالسكان يعني استمرار خطرها. وفي إبريل/ نيسان الماضي نظمت مؤسسات مدنية من درنة ندوة حوارية مواكبة لليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام. وبحسب إعلان القائمين على الندوة فإنّ الإقبال الأهلي الكبير عليها كشف مدى خطورة الوضع. وأشار البيان إلى مشاركة العديد من الشخصيات وخبراء الألغام في الندوة التي أقيمت بالتعاون مع كلية الموارد البيئية بجامعة "عمر المختار" فرع درنة، وجمعية الهلال الأحمر والمهتمين بمجال البيئة. وأوصت الندوة بضرورة تكاتف الجهود من مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية كافة للمحافظة على سلامة المدنيين وحمايتهم من الألغام المنتشرة في المدينة.
ولا يقتصر خطر الألغام والمفخخات عند حدّ القتل المباشر للمدنيين بل يتجاوز ذلك إلى المدى البعيد، بحسب الأكاديمي المتخصص في دراسات التلوث البيئي، لطفي الحوار. يؤكد الحوار لـ"العربي الجديد" أنّ بقاء الألغام ومخلفات الذخيرة داخل الأحياء السكنية القديمة والمتهالكة سيجعلها أكثر خطورة، مضيفاً أنّ "تحلل موادها بمرور الزمن تحت الركام سيرتقي إلى مستوى تلويث البيئة وتسميمها". ويستشهد الحوار برصد حالات تعاني مضاعفات مخلفات الحرب في بنغازي، مؤكداً أنّ غياب الرقابة الرسمية الحكومية غيّب الكثير من الحقائق في أحياء بنغازي. ويؤكد أنّه "ليس من المؤكد إن كان الدجاج الفاسد، كما أعلنت الحكومة، هو السبب الحقيقي في انتشار داء الصفراء بشكل مفاجئ في درنة، فالمرض موجود في أكثر من مدينة ليبية، كما أنّ انتشار داء اللشمانيا في أكثر من مدينة ليبية تعود أسبابه إلى مخلفات الحرب" لافتاً إلى أنّ المرضين من الأمراض التي تنتشر في بلدان النزاعات والحرب.
يصف الحوار مخلفات الحرب بــ"الإرث القاتل"، ويشير إلى أنّ اعترافات السلطات المحلية في بنغازي تؤكد أنّ ضحايا انفجار المفخخات والألغام وصل عددهم إلى 197 ما بين مدني وعسكري حتى نهاية 2018، لافتاً إلى أنّ "أحياء القوارشة وسوق الحوت والصابري وأجزاء أخرى من بنغازي بعد أربعة أعوام من الحرب تحولت إلى وكر للأمراض القاتلة".
كذلك، يلفت الحوار إلى تقارير دولية رصدت زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالسرطان في مدينة سرت بعد حرب تحريرها من قبضة تنظيم "داعش". وهي الحرب التي استخدم فيها طيران الحلف الدولي أنواعاً غير معروفة من الأسلحة، مؤكداً أنّ التقارير تشير إلى تزايد انتشار المرض بين الأطفال فهم الحلقة الأضعف بين الفئات العمرية بسبب مناعة أجسامهم حديثة التكوين. ويختم بالتحذير من مواجهة سكان درنة خطر آثار الألغام والمفخخات كما هي الحال في بنغازي وسرت وغيرهما، من دون أن تتحرك السلطات لحلّ القضية.