مخزونات أميركا النفطية تبطل أثر التوترات بالعالم على الأسعار

29 يوليو 2014
تأثرت أسعار النفط بشكل محدود باضطرابات الشرق الأوسط وأوكرانيا(أرشيف/getty)
+ الخط -
تراجعت أسعار النفط للجلسة الثانية اليوم الثلاثاء، لتطغى وفرة الإمدادات على التوترات السياسية في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، حيث أبطلت زيادة مخزونات منتجات التكرير بالولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، أثر المخاوف بشأن تصاعد هذه التوترات، لاسيما في أوكرانيا وغزة.

وانخفض خام برنت باتجاه 107 دولارات للبرميل صباح اليوم، فاقداً سنتينو مسجلاً 107.55 دولارات للبرميل، بعد تراجع نحو 0.8 في المائة في الجلسة السابقة التي بلغ خلالها 107.73 دولارات.

ورغم الصراعات في أوكرانيا والعراق وليبيا، فإن إنتاج النفط العالمي يفوق حجم الطلب، ما يتسبب في تخمة معروض بأفريقيا وأوروبا.

وقال محللو النفط في مصرف مورجان ستانلي الأميركي في مذكرة إنه "ما لم تحدث تعطيلات جديدة للإمدادات نتوقع ارتفاع طاقة المعروض العالمي 1.8 مليون برميل يومياً في 2014، وهو ما سيكون أسرع نمو في عشر سنوات".


وهبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي أوائل التعامل في آسيا اليوم، حيث انخفض سعر العقود الآجلة للخام الخفيف لتسليم سبتمبر/أيلول 0.21 دولار إلى 101.46 دولار للبرميل، مواصلة هبوطها للجلسة الثانية، بعد انخفاضها أمس الاثنين 0.42 دولار، مسجلة 101.67 دولار للبرميل.

وعلى عكس التوقعات، زادت التوترات في بعض الدول من إسراع الأقطاب المتصارعة في زيادة صادراتها من النفط، فيما عمدت الدول الكبرى في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى زيادة الإنتاج لتعويض أي نقص محتمل في الأسواق العالمية.

وفي العراق، زادت حدة التوتر بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان شمال العراق، بشأن أحقية الإقليم في تصدير النفط.

وقالت "إيه.إي.تي أوفشورز سرفيسيز"، وهي شركة في تكساس استؤجرت لتفريغ ناقلة محملة بنفط خام من كردستان العراق، إن الجمهورية العراقية طالبت بأحقيتها في الاستحواذ على الشحنة.

وقبل أن تبدأ الشركة تفريغ السفينة، طلبت من محكمة جزائية اتحادية في تكساس أمس الإثنين، أن تحدد ما إذا كان ادعاء العراق صحيحاً.

وقام مسؤولو خفر السواحل الأميركي بمعاينة الناقلة يونايتد كالافرفتا يوم الأحد، وقالوا إنه لا مانع من تفريغ شحنتها في سفن أصغر لنقلها إلى البر الأميركي.

وتحمل الناقلة نحو مليون برميل من الخام، الذي قد تصل قيمته إلى 100 مليون دولار بالأسعار العالمية.

وإذا تم بيع النفط الخام الكردي إلى مصفاة أميركية فإن ذلك سيغضب بغداد، التي تعتبر مثل هذه الصفقات تهريباً.

وكانت الحكومة الأميركية قد عبرت عن مخاوف من أن تساهم مبيعات النفط المستقلة من كردستان في تفكك العراق.

وساهمت زيادة معدلات تصدير النفط في انخفاض عائدات منظمة أوبك بخلاف إيران، بنحو 7% خلال 2013 مقارنة بالعام السابق عليه، بعدما وصلت إلى 825 مليار دولار، حسب تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الإثنين.

وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن تواصل عائدات أوبك التراجع خلال العام الجاري 2014 محققة 774 مليار دولار و723 مليار دولار في 2015.

وتضم أوبك 12 دولة هي السعودية، والعراق، الكويت، ليبيا، إيران، الإمارات، قطر، الجزائر، أنجولا، نيجيريا، فنزويلا، والإكوادور، وتملك 70 في المائة من الاحتياطي العالمي للنّفط.

وتنتج أوبك نحو ثلث الاحتياج العالمي من النفط، وتأسست في سبتمبر/أيلول عام 1960 في بغداد باتفاقية وقعها العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا، ثم انضم باقي الدول الأعضاء تباعاً، ومقرها في فيينا.

واستحوذت السعودية على ثلث عائدات الدول الأعضاء في أوبك العام الماضي، بنحو 274 مليار دولار، ما يمثل 33.2 في المائة من إجمالي إيرادات المنظمة، فيما حصلت الكويت على 92 مليار دولار، والعراق 86 مليار دولار. 

المساهمون