مخاوف وسط عرب أميركا من مرحلة ترامب

02 يناير 2017
قلق وسط مسلمي أميركا من فترة ترامب (العربي الجديد)
+ الخط -


صوّت أكثر من ستين بالمائة من العرب الأميركان في الانتخابات الأميركية الأخيرة لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، وما يقارب من 26 بالمائة لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، بحسب إحصائيات "المركز العربي الأميركي" في واشنطن. ونسب مشابهة سجلتها مراكز أخرى فيما يخص تصويت المسلمين الأميركان، حيث انتخب 74 بالمائة منهم كلينتون و13 بالمائة ترامب. كما سجلت نسب مشابهة بين أقليات أخرى هاجمها ترامب وحرّض ضدها، أو أطلق تصريحاته العنصرية عليها.

وقد يستغرب القارئ أن ينتخب أي عربي أو مسلم وغيرهم من الأقليات ترامب، لكن هذه الإحصائيات تذكّر بضرورة وأهمية عدم النظر إلى المجموعات الدينية أو القومية ككتلة لها مصالحها المشتركة فحسب، بل كأفراد تغلب مصالحهم ومعتقداتهم الشخصية في الكثير من الأحيان على قراراتهم.

وعلى الرغم من هذه الاختلافات على المستوى الفردي، إلا أن قرارات ترامب ستؤثر على الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم. لكن الأقليات، خاصة المنتمية منها للطبقات الفقيرة أو المتوسطة، ستتأثر بها بصورة أكبر. وتحديدا فيما يتعلق بالتأمين الصحي والتعليم والهجرة.

تقول ديمة شبيب، وهي شابة أميركية سورية تعمل في صالون تجميل في نيويورك، لـ "العربي الجديد": "لقد تمكنت من الحصول على تأمين صحي قبل حوالي سنة ونصف فقط، من خلال البرنامج الذي وفره الرئيس أوباما. ولا يلبي هذا التأمين كل حاجياتي، ولكن عليك أن تتخيلي أنني كنت أعمل ولسنوات ولم يكن عندي إمكانية لدفع التأمين الصحي إلا بعد بدء العمل بخطة أوباما الصحية. وتخيلي كمية المصاريف التي كنت أضطر إلى إنفاقها عندما أذهب إلى الطبيب، ولم أكن أذهب إليه إلا في حالات نادرة. لكن أي فحوصات إضافية يريد أن يجريها تأتي تكاليفها كذلك بشكل إضافي، كنت أشعر أن لكل نفس أتنفسه ثمنا".

مكّنت قوانين التأمين الصحي، التي أخذت الاسم الشعبي "أوباما كير"، والتي تمكّن الرئيس أوباما من سنها بعد عناء شديد ومعارضة كبيرة من أعضاء الحزب الجمهوري، ملايين الأميركان، من الحصول على تأمين صحي، في بلد وصل عدد البالغين فيه غير المؤمّنين صحيا إلى 44 مليون شخص عام 2013. وبعد دخول البرنامج الجديد حيز التنفيذ، في يناير 2014، تمكن أكثر من 13 مليون أميركي، كانوا بدون تأمين صحي، من الحصول عليه. ولكن بقي عشرات الملايين منهم، 28 مليونا، بدون تأمين حتى اليوم، ناهيك عن 38 مليون شخص آخرين عندهم تأمينات صحية، لكنها لا تغطي كل تكاليفهم، أو جزءا منها.

لكن الجمهوريين، وترامب خاصة، حاربوا تلك القوانين، مدّعين أنها تثقل كاهل أرباب العمل. وكما هو في التأمين الصحي، فإن التعليم العام، الذي يعاني من صعوبات شديدة مقارنة بدول صناعية أخرى، مهدد كذلك، حيث رُشحت بتسي ديفوس لمنصب وزيرة التعليم، وهي معروفة بخططها لخصخصة التعليم العام، والتي ستكون آثارها كارثية على الكثير من الأقليات بمن فيهم العرب والمسلمون.

وتثير هذه الأمور الكثير من المخاوف لدى هؤلاء، ناهيك عن الأمور الأخرى من التحريض العلني ضدهم وزيادة العنصرية والهجمات. إذاً هي أربع سنوات عجاف تتوقعها الكثير من الأقليات عندما يجلس ترامب على عرش الرئاسة الأميركية بدءاً من الشهر القادم.

دلالات
المساهمون