عاودت شركات أوربية كبرى عاملة في القطاع السياحي، وقف رحلاتها إلى مناطق تضم أكبر منتجعات في مصر مجددا، بعد استئنافها قبل نحو 3 أشهر إثر إلغاء دولها تحذيرات السفر إلى بعض المناطق المصرية.
وقررت شركة "توى" الألمانية اليوم الخميس، وقف رحلاتها الوافدة لمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء شمال شرق مصر حتى 14 مارس/أذار المقبل، بعد إصدار وزارة الخارجية الألمانية تحذير سفر لمواطنيها بعدم الذهاب لشبه جزيرة سيناء.
وسبق أن أوقفت شركة "توي" الألمانية التابعة لـ"توي ترافيل" أكبر شركة سياحة في أوروبا، رحلاتها لمصر نهاية أغسطس/آب الماضي، إثر اضطرابات سياسية وأمنية في عدة محافظات عقب فض قوات الأمن بالقوة في 14 من نفس الشهر اعتصامين لمؤيدي الرئيس محمد مرسي الذي أطاح به الجيش في الثالث من يوليو/يوليو، ما دعا عدة دول أوربية لإصدار تحذيرات لمواطنيها بالسفر إلى مصر.
واستمرت "توي" في وقف رحلاتها، قبل أن تعلن نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي استئناف الرحلات، حتى إصدار قرار اليوم بوقف الرحلات مجددا إلى شرم الشيخ.
وتعد "توى" الشركة الأوربية الأولى في قطاع السياحة، تليها "توماس كوك" الإنجليزية، حيث تديران وتمتلكان أكثر من 80 فندقا بالمناطق الساحلية بجنوب سيناء مصر والبحر الأحمر شرق مصر.
وجددت وزارة الخارجية الألمانية، مساء أمس الأربعاء، تحذيرا لرعاياها من السفر إلى إي منطقة في شبة جزيرة سيناء المصرية.
وكانت الوزارة الألمانية حذرت في السابق من السفر إلى شمال سيناء ومنطقة الحدود المصرية ـ الإسرائيلية وأيضا منتجع طابا الواقع على طول الشريط السياحي في سيناء.
وحسب بيانات وزارة السياحة في مصر، فإن ألمانيا هي واحدة من بين أكبر خمس دول مصدرة للسياحة إلى مصر، وقد وصل عدد السائحين الألمان في العام 2010، إلى 1.3 مليون سائح، لكنه تراجع إلى 1.1 مليون سائح عام 2012، بينما وصل في 2013 حتى أكتوبر/ تشرين أول الماضي إلى 750 ألف سائح، وفق بيانات وزارة السياحة.
لكن رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامى الزيات، قلل من حجم التأثير السلبي المتوقع لوقف الشركة الألمانية رحلاتها إلى شرم الشيخ.
وقال الزيات في تصريح لمراسل "العربي الجديد" إن وقف شركة توى لرحلاتها الوافدة حتى منتصف مارس المقبل يقتصر على مدينة شرم الشيخ وسيناء دون باقي المناطق السياحية على ساحل البحر الأحمر شرق البلاد.
وأضاف أن توى تستحوذ على 10% من إجمالي السياحة الأوربية الوافدة لمصر سنويا، وأن لدى الشركة فروع في عدة دول أوربية.
وأشار إلى أن الوحدة الألمانية للشركة، هي فقط التي أوقفت رحلاتها دون باق الفروع، جراء تحذير وزارة الخارجية الألمانية أمس.
لكن هشام على، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بجنوب سيناء، قال إن التحذير الألماني من السفر إلى سيناء، يمثل ضربة قاسمة للسياحة الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة ولجنوب سيناء على وجه خاص.
وأبدى علي، في تصريحات هاتفية مع " العربي الجديد"، تخوفه من حذو دول أخرى للقرار الذي أصدرته الخارجية الألمانية.
وخلال الأيام القليلة الماضية حذرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا رعاياهم من السفر إلى مصر، بعد أن تعرضت طابا شمال شرق مصر، لحادث تفجير حافلة سياحية يوم 16 فبراير/شباط الجاري، لأول مرة منذ ثلاث سنوات راح ضحيته 4 قتلى وعدد من المصابين.
وقالت جماعة أنصار بيت المقدس، التي أعلنت مسؤوليتها عن حادث "طابا" إن السياح الموجودين بمصر سيصبحون هدفا لها مالم يغادروا قبل يوم 20 فبراير/ شباط الجاري.
وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بجنوب سيناء، إن السوق الألماني في المرتبة الرابعة من حيث عدد الوافدين سنويا لشبه جزيرة سيناء، بعد السوق الروسي ثم الإنجليزي وفى المرتبة الثالثة الإيطالي.
وتمثل السياحة الأوربية 72% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر سنويا، مقابل 20% للعربية و8% لبلدان أخرى.
وأجرى وزير السياحة المصري هشام زعزوع، الموجود منذ حكومة هشام قنديل في عهد مرسي، جولات ترويجية في عدة دول أوربية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي لإقناع مسؤوليها برفع تحذيرات السفر إلى مصر، وبالفعل خفف نحو 17 دولة من تحذيرات السفر لاسيما إلى مناطق جنوب سيناء والبحر الأحمر.
وسجل إجمالي عدد السياح خلال العام الماضي تراجعا بنحو مليوني سائح، مسجلا 9.5 مليون سائح، مقابل 11.5 مليون سائح خلال 2012.
كما تراجع الدخل السياحي لمصر في 2013 إلى 5.9 مليار دولار، بانخفاض بلغت نسبته 41%، مقابل 10 مليارات دولار في 2012.
وتستحوذ منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، على نحو ثلثي الطاقة الفندقية العاملة بمصر من إجمالي 225 ألف غرفة، حيث يبلغ عدد الغرف في جنوب سيناء نحو 62 ألف غرفة والبحر الأحمر 69 ألف غرفة.
الدولار = 6.95 جنيهات مصرية.