وقال عضو تجمع مسيحيي العراق إدمون أمجد إن الظلم الذي لحق بالمسيحيين جراء احتلال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للموصل، وعدد من المحافظات والمدن الأخرى، دفع الآلاف منهم للتفكير بالهجرة، ونتيجة تجاهل الحكومة العراقية والبرلمان للحيف والظلم الذي لحق بهم. ولفت إلى تلقي أسر مسيحية تهديدات مباشرة بالقتل والاختطاف من قبل عناصر في مليشيا "الحشد الشعبي" في مناطق الكرادة وزيونة وكمب سارة، وأحياء أخرى في الجانب الشرقي من العاصمة.
وفي سياق متصل، أعربت المحامية المسيحية دانا مراد عن خشيتها الكشف عن ديانتها وانتمائها أثناء تواجدها في أسواق وشوارع العاصمة العراقية، خوفاً من عصابات الخطف التي بدأت باستهداف الأقليات منذ عدة أشهر، في ظل تجاهل واضح من الحكومة، مؤكدة خلال حديثها لـ "العربي الجديد" أن مليشيات الجريمة المنظمة تصول وتجول في بغداد بدون رقيب.
وحذرت من تزايد الهجرة وخسارة المسيحيين لمكانتهم ووجودهم في العراق في ظل انتشار الجريمة بشكل مخيف، داعية الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل لحماية مسيحيي العراق.
اقرأ أيضاً: "العفو الدوليّة": "داعش" يريد القضاء على الأقليّات.. حكم الرعب
من جهتها، نقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن تقرير بريطاني تحذيره من خطر الاندثار الذي يواجه المسيحية في العراق خلال خمس سنوات، مبينة أن التقرير الذي يرصد عمليات اضطهاد الجماعات المسيحية في العالم أعد من قبل جمعية خيرية بريطانية تسمى "المساعدة المطلوبة للكنيسة"، وقدم إلى مجلس اللوردات الثلاثاء الماضي.
وأوضحت المجلة أن التقرير سلط الضوء على محنة مسيحيي العراق الذين انخفض عددهم إلى ربع مليون نسمة بعد أن كانوا قرابة مليون ونصف المليون شخص في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مرجحاً استمرار هجرة المسيحيين خوفاً من التطهير العرقي واحتمالات الإبادة الجماعية، ما لم يتم تقديم المساعدة المطلوبة بشكل عاجل على المستوى الدولي.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم "داعش" ليس السبب الوحيد الذي دفع المسيحيين لمغادرة العراق، مبيناً أن المكون المسيحي لا يتمتع بالأمن وليس له مستقبل بالعراق في ظل الوضع الحالي.
اقرأ أيضاً: بطريرك الكلدان ينتقد قانون الأحوال الشخصية في العراق
من جهته، دعا عضو البرلمان العراقي عن كتلة الوركاء المسيحية جوزيف صليوا العراقيين إلى التسامح والتصالح فيما بينهم، وتجاوز الخلافات لتعزيز الديمقراطية والتعايش السلمي في البلاد، مؤكداً في بيان إن العراق يعيش أزمات متتالية ومرحلة معقدة وصعبة، في ظل قيام بعض المتنفذين في الدولة بتعزيز روح العنصرية وترسيخ الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية.
وطالب ممثلي الشعب وجميع السياسيين بالجلوس إلى طاولة الحوار وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، داعياً الرئاسات الثلاث لاتخاذ إجراءات جادة في معالجة ملف المصالحة الوطنية وإتمامه بشكل سليم، لأنه يمثل مشروعاً وطنياً يسهم بحل الخلافات.
اقرأ أيضاً: عراقيون: مخطط دولي لإفراغ العراق من المسيحيين