تسببت التظاهرات التي يشهدها إقليم كردستان العراق، منذ الأحد الماضي، في خلافات عميقة وحرب تصريحات بين القوى الكردية، فيما عبر متظاهرون عن خشيتهم من تعرضهم للقمع، في ظل اتهامات لحكومة الإقليم بالتخطيط للاستعانة بجماعات مسلحة.
وأكد مصدر أمني في إقليم كردستان، أن قوات "الأسايش" الكردية انتشرت، منذ صباح اليوم الجمعة، بشكل مكثف في مدن الإقليم تحسُّبَ حدوثِ تظاهراتٍ جديدة، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن من المتوقع تجدُّد التظاهرات بشكل أوسع الجمعة، التي تعتبر عطلة للموظفين الذين يمثلون الشريحة الأكبر من المتظاهرين.
وعبر أحد منظمي التظاهرات، ويدعى علي بابان، عن خشيته من تعرض المتظاهرين للقمع من قبل سلطات كردستان، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الحكومة هددت المتظاهرين بدل الاستجابة لمطالبهم.
وأشار بابان إلى قيام سلطات إقليم كردستان بزج عناصر أمن بزي مدني في التظاهرات السابقة من أجل خلق الفوضى داخل التظاهرات، مبيناً أن "جميع هذه الأساليب أصبحت مكشوفة، ولا يمكن أن تنطلي على المواطن الكردي الذي لا يطالب بأكثر من حقوقه، المتمثلة بحصوله على راتبه من دون اقتطاعات".
إلى ذلك، اتهمت عضوة البرلمان العراقي عن "حركة التغيير" الكردية، تافكة أحمد، حكومة كردستان بـ"التخطيط للاستعانة بجماعات كردية مسلحة لقمع التظاهرات"، مؤكدة، خلال تصريح صحافي، وجود مساع حكومية كردية لـ"زج هذه الجماعات في ساحات التظاهر لضرب المحتجين المطالبين بصرف مستحقاتهم المالية، واستخدام العنف والقوة ضدهم".
وأشارت أحمد إلى أن "حكومة إقليم كردستان تعمل لفض التظاهرات بجميع السبل"، موضحة أن "المحتجين تعرضوا لعمليات قمع وأساليب غير دستورية من قبل حكومة الإقليم خلال الأيام الماضية".
من جهته، أكد نقيب الصحافيين في إقليم كردستان، أزاد حمه أمين، تعرض إعلاميين لاعتداءات من قبل القوات الكردية أثناء تغطيتهم لتظاهرات المدرّسين والموظفين الأخيرة، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي عقده في الإقليم، أن "هذه التظاهرات طالبت بحقوق مشروعة تمثلت بالدعوة إلى إلغاء الادخار الإجباري للرواتب".
وأضاف "للأسف كما حدث في المرة الماضية، أصبح الصحافيون ضحايا الخروقات"، لافتاً إلى قيام القوات الكردية بضرب صحافيين واعتقالهم، ومصادرة أجهزتهم وهواتفهم النقالة.
وطالب أمين وزارة الداخلية في إقليم كردستان بإجراء تحقيقات في هذه الاعتداءات والانتهاكات الذي تعرض لها الصحافيون، مبيناً أن "الأطراف السياسية استغلت احتجاجات الناس من أجل تحقيق أغراضها السياسية".
ولوح رئيس حكومة إقليم كردستان، نجيرفان بارزاني، أمس الخميس، بـ"اتخاذ ما يلزم من أجل منع انتشار الفوضى في إقليم كردستان".