مخاوف بالأمم المتحدة من آثار انتخاب ترامب على المنظمة

10 نوفمبر 2016
رفض بان كي مون الإجابة على أسئلة الصحافيين (Getty)
+ الخط -
اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بإصدار بيان دبلوماسي، لتهنئة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على فوزه برئاسة الولايات المتحدة، إذ قرأ البيان بنفسه أمام الصحافيين في مقر الأمم المتحدة، رافضاً في الوقت ذاته الإجابة عن أي أسئلة.


ومن المتوقع أن يشكل هذا الفوز أزمة بالنسبة للمنظمة العالمية، خاصة في ما يتعلق باتفاقية المناخ، فضلاً عن إمكانية تخفيض الولايات المتحدة مساعداتها المادية الضخمة لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية، أثناء ولاية دونالد ترامب التي تبدأ في شهر يناير/كانون الثاني.


ولعل بان كي مون لا يشعر بالقلق هذه المرة، لأن ولايته تنتهي بنهاية العام، ولن يضطر للتعامل مع الرئيس الأميركي القادم في الكثير من المواضيع الحساسة، وسيترك هذا الملف الصعب لخلفه، أنطونيو غوتيرس، والذي يبدأ مزاولة مهامه في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل كذلك.

وكان زيد رعد بن الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان، قد حذر، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من أن انتخاب دونالد ترامب سيشكل تهديداً على الأمن الدولي، وجاءت تصريحات المفوض السامي، آنذاك في سياق التعليق على تصريحات دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في التنافس على سباق الرئاسة الأميركية، والتي تميزت بالعنصرية والمعاداة للمهاجرين والمسلمين وبقية الأقليات، وتصريحاته الذكورية، فضلاً عن تهديده بترحيل ملايين المهاجرين "غير الشرعيين" في الولايات المتحدة، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك، واجبار المكسيك على دفع تكاليفه.

ويتخوف الكثيرون بأن ينسف انتخاب دونالد ترامب سنوات من العمل من أجل التوصل إلى اتفاقية باريس للمناخ، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، ووقعت الولايات المتحدة عليها، وتعد أميركا ثاني أكبر ملوث للبيئة والمناخ، وصاحبة مسؤولية تاريخية عن التسبب في الاحتباس الحراري وتلوث البيئة.


ومن أبرز نقاط الاتفاقية حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقاؤها دون الدرجيتن مئوياً، والالتزام بمراجعة تلك الخطوات كل خمس سنوات، وزيادة المساعدات المالية لدول الجنوب.


ومن المفترض أن يقوم كل بلد موقع، من أكثر من تسعين بلداً وقعت حتى الآن، بوضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى الالتزام بالاتفاقية، ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بالانسحاب من الاتفاقية.


وكان الجمهوريون قد هددوا بالانسحاب من أي اتفاقية من هذا القبيل، فضلاً عن أن عدداً لا بأس به منهم ينفي حتى وجود مشاكل بيئة واحتباس حراري نفياً قاطعاً، ومن ضمنهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

ورفض المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك، فتح النقاش لسيناريوهات محتملة لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفافية، وقال دو جاريك ردا على سؤال حول الموضع "لقد سمعنا ما تم قوله خلال الحملة الانتخابات، دون شك سنقف على مفترق طرق، أعتقد أن الكثير من القادة حول العالم يدركون المخاطر والتهديدات الحقيقية والخطيرة على الأرض والبيئية نتيجة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، إذا لم نتحرك لإنقاذ الأرض".


وأشار دو جاريك إلى أن "اتفاقية باريس جاءت نتيجة ثمار سنوات من العمل والمفاوضات الدولية، سيكون خطأ فادحاً الانسحاب من الاتفاقيات التي تم توقيعها".


وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تميّزت بإصرارها على التنوع وأن هذا التنوع كان مصدر قوتها، مشجعا الأميركيين على الحفاظ على ذلك على الرغم مما تميّزت به الحملة الانتخابية من صعوبات وخلافات.


وأضاف بان كي مون "اليوم يواجه العالم تحديات تتطلب حلولاً مشتركة. الولايات المتحدة، كدولة مؤسسة للأمم المتحدة وعضو دائم في مجلس الأمن، هي عضو فاعل ورئيسي على الساحة الدولية، والناس حول العالم يتطلعون إلى الولايات المتحدة لاستخدام قوتها من أجل المساهمة والعمل من أجل الإنسانية".

وأكد بان أن "الأمم المتحدة تعول على الإدارة الأميركية الجديدة من أجل تقوية التعاون الدولي، إذ نسعى معاً من أجل الحفاظ وتقوية مبادئنا في مكافحة التغيير المناخي وتقديم حقوق الإنسان ودعم التفاهم المشترك وتطبيق أهداف التنمية المستدامة من أجل تحقيق السلام والازدهار للجميع".


وشدد على أنه "من الضروري في هذه الظروف، أكثر من أي وقت مضى، التحرك ودعم القيم المشتركة وميثاق الأمم المتحدة واتفاقياته".

وعلى الرغم من التصريحات الحذرة التي يصدرها المسؤولون في الأمم المتحدة في ما يتعلق بانتخاب ترامب، إلا أن العديد منهم عبر، وراء الكواليس، عن إحباطه الشديد وتخوّفه من الخطوات التي سيتخذها ترامب.