تسود في إسرائيل مخاوف جدية من إقدام دول أوروبية على الاعتراف بدولة فلسطين رداً على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة إملاءاته لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن".
وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مسؤولين كبارا في إسرائيل حصلوا على معلومات مفادها بأن جان أسلبورن، وزير خارجية "لوكسمبورغ"، دعا عدداً من نظرائه الأوروبيين إلى عشاء عمل مساء أمس الأحد، بهدف التوافق على موقف يؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية رداً على خطة ترامب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية في تل أبيب قولها إن وزراء خارجية كل من فرنسا وإسبانيا وفنلندا وأيرلندا والبرتغال ومالطا والسويد وسلوفانيا من المنتظر أن يوافقوا على حضور لقاء أسلبورن.
وحسب المصادر، فإنه حتى لو لم توافق جميع هذه الدول على طلب أسلبورن بالاعتراف بدولة فلسطين، فأنه في حكم المؤكد أن معظمها ستفصح عن مواقف "رافضة بقوة" لخطة ترامب، مشيرة إلى أن هذه الدول ستدعو إلى زيادة مستوى تدخل الاتحاد الأوروبي في "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ولم تستبعد المصادر أن تقترح بعض الدول آليات عمل لمواجهة "صفقة القرن"، مشيرة إلى أن الإثنين المقبل سيشهد التئام اللقاء الشهري الدوري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والمخصص لـ"بحث الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ولفتت المصادر إلى أن أسلبورن سبق أن أرسل رسائل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لزملائه في الاتحاد الأوروبي تدعوهم للاعتراف بدولة فلسطين قبل إعلان ترامب عن خطته.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي أصدر بُعيد الإعلان عن "صفقة القرن" بياناً حذراً شدد فيه على وجوب الالتزام بحل الدولتين على أساس التفاوض، وبهدف "تحقيق تسوية قادرة على الصمود من خلال الأخذ بعين الاعتبار التطلعات الشرعية للفلسطينيين والإسرائيليين، وأن يحترم جميع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، وأن تفي هذه التسوية بالمعايير التي اتفق عليها المجتمع الدولي".
وأكدت الصحيفة أن الموقف الأوروبي الأقوى ضد "صفقة القرن" صدر عن مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد جوزيف بورل، الذي هدد باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل في حال أقدمت على ضم مناطق في الضفة الغربية.
ولفتت الصحيفة الأنظار إلى أن إسرائيل نجحت في إقناع الدول الأوروبية المتحالفة معها داخل الاتحاد الأوروبي، سيما تلك التي تمثل أوروبا الشرقية، لرفض إصدار بيان باسم الاتحاد يتبنى موقف بورل.
وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تخشى أن يصدر وزراء الخارجية الأوروبيون في لقائهم الإثنين قرارات باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل في حال أقدمت على ضم مناطق في الضفة الغربية.
وأبرزت الصحيفة أن "إسرائيل حاولت التشكيك بتوجهات بورل، حيث أشارت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إلى أنه أصدر تصريحاته المتشددة تجاه "صفقة القرن" بعد زيارته لطهران، ولقائه بعدد من المسؤولين الإسرائيليين".
وهددت إسرائيل بأن التصريحات التي أدلى بها بورل تدل على أنه "يتوجب تقليص دور الاتحاد الأوروبي في أية تسوية سياسية للصراع".
ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أوعزت لممثلي إسرائيل الدبلوماسيين في أوروبا للتحرك لدى الحكومات التي يعملون معها وإقناعها بعدم إصدار مواقف ضد "صفقة القرن" وعدم قطع تعهدات بشأن فرض عقوبات على إسرائيل في حال قامت بضم أجراء من الضفة الغربية.
واستدركت الصحيفة أن هيئة ممثلي العاملين في الخارجية الإسرائيلية أوعزت للسفراء والقناصل بعدم تنفيذ تعليمات الوزارة بسبب قرار وزارة المالية تقليص رواتب المبعوثين الدبلوماسيين.