يعدّ المعماري المصري محمود رياض (1905-1979) أحد روّاد العمارة الحديثة في مصر، وإليه تنسب العديد من أبرز بنايات ومعالم القاهرة في النصف الأول من القرن العشرين، إلى جانب مساهمته الكبيرة في التخطيط العمراني ومحاضراته التي تناول فيها إسكان العمال.
يُلقي حفيد المعماري رياض، والذي حمل اسمه ومهنته أيضاً المعماري محمود رياض، محاضرة تحت عنوان "اكتشاف جدي: محمود رياض يبحث عن المعماري محمود رياض"، يتناول فيها رحلة بحثه في سيرة جده وتأثيره وأثره، عند السادسة والنصف من مساء الثلاثاء، 26 من الشعر الجاري في "بيت المعماري المصري" في القاهرة.
حيث يقول في بيان الإعلان عن المحاضرة إنه كان "يسمع عن جده الكثير من القصص ولكنه لم يقابله بسبب وفاة الجد قبل ولادة الحفيد. وعندما قرّر الحفيد أن يصبح مهندساً معمارياً ويتولّى مكتب جده فوجئ بعدم وجود أرشيف متكامل عن المعماري الجد، وبدأ في رحلة جمع المعلومات والبحث عن السيرة الذاتية المتكاملة له".
تخرّج رياض (الجد) من قسم العمارة في "جامعة القاهرة" عام 1927، وسافر إلى بريطانيا (كما فعل حفيده من بعده) وتابع دراساته في العمارة وتخطيط المدن في "جامعة ليفربول".
وكما فعل الجد حيث عمل في مكتب "شريف ولامب وهارمُن" أثناء إقامته مشروعين في مانهاتن؛ الأول بناية "الإمباير ستيت" ومبنى "٥٠٠" في فيفث أفينيو، سنجد أن الحفيد عمل في مكتب الراحلة زها حديد في لندن أيضاً.
عيّن رياض عام 1953 مديراً عاماً لبلدية القاهرة، وخلال فترة خدمته قام بالإشراف على عدد من أهمّ المشروعات التي شهدتها القاهرة كما قام بتطوير بعضها، شأن تخطيط حي مدينة نصر وشق شارع الكورنيش على ضفاف النيل واستاد القاهرة.
ثم سافر إلى الكويت عام 1965، وعمل مستشاراً فنيّاً لوزارة الأشغال العامة في الكويت، حيث أشرف على تخطيط وتنفيذ تصاميم معماريين عالميين لـ المطار الدولي، وبناية مجلس الأمة، وأبراج المياه، ومخطط مدينة الكويت.
من أبرز أعمال رياض بناية مستشفى القلب، وبنايات مصر للتأمين، ومقرّ بلدية القاهرة، ومقرّ جامعة الدول العربية، وعدد من فروع فنادق هيلتون في الأقصر وأسوان والإسكندرية، وفي التخطيط اشتغل على أحياء المهندسين ومدينة نصر والمدينة الصناعية في كفر الدوار وحدائق كورنيش المعادي.