العديد من الفلسطينيين حرموا من أرضهم إبان نكبة العام 1948، وأجبروا تحت قهر السلاح على الخروج من فلسطين. قالوا لهم: أسبوع، أسبوعان، وستعودون إلى بيوتكم. فخرجوا يحملون في جيوبهم ويعلّقون في أعناقهم مفاتيح بيوتهم التي ما زال العديد منهم يحتفظ بها حتى اليوم. تركوا كل ما يملكونه لأنهم سيعودون. تسعة وستون عاماً مرّت على لجوئهم وما زال الأمل مستمراً.
العم محمد منصور، واحد من هؤلاء الناس. ولد قبل النكبة الفلسطينية بثلاثة أشهر، في بلدة صفورية. تربّى في المنفى وعاش لاجئاً طوال سني حياته. عاش في مخيم المية ومية، شرقي مدينة صيدا، جنوب لبنان. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، حرق الصهاينة وعملاؤهم منزله في مخيم المية ومية، فتوجّه إلى مخيم عين الحلوة، واشترى منزلاً فيه. وما زال يعيش فيه حتى اليوم.
يجرّ العم محمد عربة حديدية في منطقة الهلالية (شرق مدينة صيدا)، يضع فوقها كل ما يستطيع جمعه من الخرضوات لبيعها لاحقاً. لم يعد جسده المنهك يتحمّل السير والتعب. حفظه أهل المنطقة، فعندما يرونه في الحي يحضرون إليه ما لا يصلح لاستخدامهم.
يقول العم محمد: "عشت كل هذا العمر لاجئاً. خدمت في الثورة ثلاثين عاماً، ومن بعدها تركت العمل المقاوم. ومن ثم رحت أعمل بالحلاقة في المخيم. بعدها اخترت العمل بجمع الخرضوات وبيعها. كان ذلك منذ خمسة عشر عاماً".
يتابع: "في البداية كنت ما أزال قوي البنية. كنت أتجوّل في معظم أنحاء مدينة صيدا وأجمع الخرضوات. كان إنتاجها جيداً. لكني اليوم وبعد أن كبرت وتأخّر وضعي الصحي لم أعد أستطيع التجوال سوى في هذه المنطقة. أهل الحي صاروا يعرفون مكاني، فيأتون إليّ ويقدمون لي المساعدة. عندي مسؤوليات كبيرة، وأنا المعيل الوحيد لعائلتي".
للعم محمد عتب كبير على الثورة الفلسطينية "التي تغفل عن عطاءات المقاومين الذين ضحوا لأجل القضية الفلسطينية"، كما لديه عتب "على الفصائل الفلسطينية جميعاً الذين لا يعيرون اهتماماً للفلسطيني الذي يكبر في السن ويعجز عن تأمين ما يحتاجه". يقول العم محمد: "الحمد الله أن بيتي ملك لي، لا أدفع إيجاره. ولو لم يكن الأمر كذلك لكنا بتنا في الشارع".
حال العم محمد كحال العديد من الفلسطينيين الذين يحرمون من الحقوق المدنية، ومن الضمانات الصحية التي تكفل لكبار السن العيش بكرامة بعد عجزهم عن العمل. أما عن وضع المخيم، فيقول إن "الوضع في المخيم يزداد سوءاً وأمثالي من الناس يفضلون البقاء في المخيم، والتعرض للقصف على الخروج منه. فبيتنا يحمينا من العوز وذلّ السؤال".
اقــرأ أيضاً
العم محمد منصور، واحد من هؤلاء الناس. ولد قبل النكبة الفلسطينية بثلاثة أشهر، في بلدة صفورية. تربّى في المنفى وعاش لاجئاً طوال سني حياته. عاش في مخيم المية ومية، شرقي مدينة صيدا، جنوب لبنان. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، حرق الصهاينة وعملاؤهم منزله في مخيم المية ومية، فتوجّه إلى مخيم عين الحلوة، واشترى منزلاً فيه. وما زال يعيش فيه حتى اليوم.
يجرّ العم محمد عربة حديدية في منطقة الهلالية (شرق مدينة صيدا)، يضع فوقها كل ما يستطيع جمعه من الخرضوات لبيعها لاحقاً. لم يعد جسده المنهك يتحمّل السير والتعب. حفظه أهل المنطقة، فعندما يرونه في الحي يحضرون إليه ما لا يصلح لاستخدامهم.
يقول العم محمد: "عشت كل هذا العمر لاجئاً. خدمت في الثورة ثلاثين عاماً، ومن بعدها تركت العمل المقاوم. ومن ثم رحت أعمل بالحلاقة في المخيم. بعدها اخترت العمل بجمع الخرضوات وبيعها. كان ذلك منذ خمسة عشر عاماً".
يتابع: "في البداية كنت ما أزال قوي البنية. كنت أتجوّل في معظم أنحاء مدينة صيدا وأجمع الخرضوات. كان إنتاجها جيداً. لكني اليوم وبعد أن كبرت وتأخّر وضعي الصحي لم أعد أستطيع التجوال سوى في هذه المنطقة. أهل الحي صاروا يعرفون مكاني، فيأتون إليّ ويقدمون لي المساعدة. عندي مسؤوليات كبيرة، وأنا المعيل الوحيد لعائلتي".
للعم محمد عتب كبير على الثورة الفلسطينية "التي تغفل عن عطاءات المقاومين الذين ضحوا لأجل القضية الفلسطينية"، كما لديه عتب "على الفصائل الفلسطينية جميعاً الذين لا يعيرون اهتماماً للفلسطيني الذي يكبر في السن ويعجز عن تأمين ما يحتاجه". يقول العم محمد: "الحمد الله أن بيتي ملك لي، لا أدفع إيجاره. ولو لم يكن الأمر كذلك لكنا بتنا في الشارع".
حال العم محمد كحال العديد من الفلسطينيين الذين يحرمون من الحقوق المدنية، ومن الضمانات الصحية التي تكفل لكبار السن العيش بكرامة بعد عجزهم عن العمل. أما عن وضع المخيم، فيقول إن "الوضع في المخيم يزداد سوءاً وأمثالي من الناس يفضلون البقاء في المخيم، والتعرض للقصف على الخروج منه. فبيتنا يحمينا من العوز وذلّ السؤال".