محمد سلطان... ليس رقماً

هي أرقام... قد تلخِّص مجمل حياة يعيشها سلطان داخل السجون المصرية منذ القبض عليه واتهامه بإدارة ما يسمى بـ"غرفة عمليات رابعة"، ولكنها أبداً لن تلخص قضيته، فالمعتقل ليس رقماً. تلك هي الحقيقة التي يجب التعامل معها حرفياً، من أجل إعلاء هتاف "الحياة لمحمد سلطان"، الذي عانى من تعرضه لجلطات وإغماءات عديدة، ألقت بحياته على حافة الخطر.

يقول الشاعر محمود درويش:

وأنت تعد فطورك، فكّر بغيرك... لا تنس قوت الحمام

وأنت تخوض حروبك، فكر بغيرك... لا تنس من يطلبون السلام

وأنت تسدد فاتورة الماء، فكر بغيرك... من يرضعون الغمام

وأنت تعود إلى بيتك، فكر بغيرك... لا تنس شعب الخيام

وأنت تنام وتحصي الكواكب، فكر بغيرك... ثمة من لم يجد حيزاً للمنام

وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك... من فقدوا حقهم في الكلام

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكر بنفسك... قل: ليتني شمعة في الظلام

بالرغم من عدم اليقين التام بجدوى حملات الإضراب عن الطعام في السجون المصرية، وعدم اهتمام بعض الحكومات بسقوط ضحايا لها، إلا أنها تظل ورقة الضغط الوحيدة السلمية التي يمتلكها هؤلاء من أجل رفع الضرر والمظلمة عنهم، على أمل أن تنتصر الأمعاء الخاوية على السلطة وأن يموتوا لنحيا.

تقول سارة محمد، إحدى قريبات سلطان، صاحب أطول إضراب عن الطعام في العالم:"إنه وصل لمرحلة اللاعودة بإضرابه عن الطعام من أجل حريته، وأصبح الحديث عن فك إضرابه من قبيل العبث، لأنه يخوض معركته من أجل حريته، فإذا خرج يكون قد انتصر لقضيته، وإذا مات يكون أيضا انتصر لقضيته وهو يدافع عنها، بل يكون قد انتصر لجيله كاملاً... في كلا الحالتين، سلطان سينتصر".

يذكر أن هناك نحو 141 مضرباً عن الطعام في السجون المصرية، بحسب تقديرات حقوقية، يرفعون شعار "نموت لنحيا"، احتجاجا على سجنهم على ذمة قضايا سياسية، بخلاف المتضامنين معهم في الإضراب خارج السجون.

وأُلقي القبض على محمد سلطان، من منزله في القاهرة يوم 27 أغسطس/آب الماضي، وبدأ إضرابه عن الطعام يوم 26 يناير/كانون الثاني 2014.

اقرأ أيضاً: قضية "الأسرى" على أجندة فلسطين في "الجنايات الدولية" 
اقرأ أيضاً:إسرائيل عذّبت 1216 طفلاً فلسطينياً أسيراً في 2014