يبقى سؤال الحداثة ومحاولات تأصيلها في المجتمعات العربية متجدّداً في الفكر المعاصر؛ إذ تكاد لا تخلو دراسة من اشتباك مع هذا المفهوم/ القضية، والتي لامست كل المجالات من السياسة والفن، إلى الحياة اليومية.
يُمكن اعتبار المفكر المغربي محمد سبيلا (1942) أحد أكثر المفكّرين العرب ممن انشغل بمسألة الحداثة، وخصوصاً كيفية تطويعها للخصائص المحلية؛ عربياً وغربياً. يظهر ذلك في أعمال أساسية صدرت له على مدى أكثر من عقدين أهمّها "مدارات الحداثة" (1987)، و"المغرب في مواجهة الحداثة" (1999)، و"الحداثة وما بعد الحداثة" (2000)، و"مخاضات الحداثة" (2007)، إضافةً إلى إشرافه على مجلّة "دفاتر فلسفية" التي انشغلت هي الأخرى بهذا المفهوم.
في مقر "وكالة المغرب العربي للأنباء" في العاصمة المغربية الرباط، يحاضر سبيلا غداً، الخميس 21 تمّوز/ يوليو، ضمن ندوة بعنوان "سؤال الحداثة: المدارات والمآلات"؛ حيث يناقش المفهوم في سياقاته واستعمالاته العربية، كما يكشف عن تحوّلات المفهوم نفسه في أعماله وتطوّر تفكيره الشخصي في مسألة الحداثة.
ستكون الندوة أيضاً مناسبة لنقاش مساهماته التأليفية في هذا المجال؛ حيث يُقدّم كل من الباحثين محمد الشيكر وإدريس كثير ومحمد المنصوري إدريس قراءات في أعمال سبيلا التي انشغلت بالموضوع.