محمد حنون: صورة من مخيم شعفاط

19 اغسطس 2016
مخيّم شعفاط 2009/ محمد حنون
+ الخط -

"في عام 2009، كنتُ أوثّق أحياء القدس وناسها بالصورة على إثر أخبار تناهت عن محاولات حثيثة للاحتلال الصهيوني للاستيلاء على محال وبيوت داخل أسوار البلدة القديمة تحديداً، حيث عُرض المشروع في معرض لي أقيم في "جامعة مينيسوتا" بعنوان "القدس عاصمة العرب"، وآخر في "غاليري بنك القاهرة عمّان" في الأردن"، يروي محمد حنون تفاصيل اختيار "مؤسّسة أوير البحثية للدراسات الفوتوغرافية"، في سويسرا، عملاً من أعماله لاقتنائه منتصف حزيران/ يونيو الماضي.

يضيف المصوّر الفوتوغرافي الأردني الفلسطيني في حديثه إلى "العربي الجديد": "أثناء تنفيذي ذلك المشروع، قام العدو بقصف غزّة في مذبحة امتدّت أياماً طويلة، فانتفضت القدس المحتلّة بما فيها مخيّم شعفاط الذي ذهبت بدوري إليه وأقمت فيه بضعة أيام لتوثيق انتفاضة أهله، وخلال المواجهات بين أهلنا في المخيّم مع جنود الاحتلال".

حملت الصور الأولى رتابة بصرية ومعطيات تقليدية، بحسب حنّون، فتنقلّت من زاوية إلى أخرى حتى تمكّنت من الوقوف في مكان من خلفه نار الإطار المشتعل، وفي عمق الصورة جنود الاحتلال، وقمت بالتقاط عدّة صور للمشهدية ذاتها؛ المنتفض الفلسطيني يبدو هادئاً وواثقاً ولم تدم تلك الحالة لأكثر من ثوان، خلافاً لما يبدو الأمر عليه في الصور.

تلك اللحظات، هي بحث عن حجر لتلقيم مقلاع الفلسطيني سريعاً، ثم الابتعاد عن مسار رصاصات العدو؛ اختيار لما تحمله الصورة من تناقض درامي ما بين هدوء المنتفض وثقته، وما بين الخلفية المشتعلة وتواجد جنود المحتل في الخلفية البعيدة.

يقول حنون إنه في كثير من مشاريعه تمكنّ، إلى حد ما، من دمج الفعل التوثيقي مع البُعد الجمالي، وتكريس الخصوصية الوظيفية للصورة من أجل التقاط الموضوع المراد توثيقه. لكنه يعترف أنه، في أحيان أخرى، فشل في الدمج ما بينهما، وهو ما ينكره الكثير من المصوّرين.

المصوّر الفوتوغرافي والصحافي، والذي عمل لدى أكثر من وكالة أنباء دولية، يؤكّد بأن لا تعارض بين البحث عن المقاييس الجمالية أثناء تأدية التصوير كمهنة صحافية إخبارية، إذ يصبح المصوّر الصحافي أكثر مقدرةً على تقديم هذه المعادلة بين التصوير الصحافي والفني مع الوقت ومع تراكم الخبرات وأجواء الموضوع الذي يريد تصويره، حتى وإن كان خبرياً مفاجئاً كمظاهرة أو مواجهة بين حشود.

ويذكر أن "مؤسّسة أوير"، تصدر "الموسوعة العالمية للمصوّرين" منذ 1840، باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهي تتجدّد كل بضعة أعوام، وتوثّق من حول العالم أعمال فوتوغرافيين وشكل تواقيعهم وسيرهم الذاتية من أجل أغراض الدراسات والتأريخ.

المساهمون