يضيف الدوماني، ذو الستة والعشرين عاماً، لـ"العربي الجديد": "انضممت لفرقة 18 آذار في منطقة طريق السد بحي المحطة، وبقيت هنا بعد عملية انشقاقي أشارك شباب الفرقة في عمليات الحراسة، على الرغم من إصابتي مرّات عدة".
يشتاق محمد لأهله ومدينته دوما، ما زال إلى اليوم أعزب، لأن الظروف لم تسمح له بالزواج، يتمنى أن يعود الهدوء ليتمكن من رؤية أهله، يحلم بذلك كل يوم: "لو وجدت طريقا للعودة إلى دوما لذهبت مباشرة إليها".
آخر مرة زار فيها محمد مدينته دوما تعود إلى ما قبل انشقاقه عن قوات النظام قبل أن يطبق الحصار على المدينة. لا يفكر حالياً في مغادرة درعا، لأن الطريق مغلقة إلى دوما، وذلك خطر جداً، كون النظام يرصد المناطق كافة.
وأشار محمد إلى أنه وبقية عناصر الفرقة لم يتلقوا أي رواتب منذ سبعة أشهر إلا أنهم يواصلون التزامهم بنوبات الحرس في مدينة درعا، وصد أي محاولة تقدم لقوات النظام.
يتواصل محمد مع أهله بين حين وآخر عن طريق الهاتف أو الإنترنت. يراوده دائماً القلق، وتحديداً خلال الشهر الأخير، إذ شهدت دوما محاولات اقتحام من قبل قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي، وأسفرت الحملة العنيفة عن مقتل وجرح المئات من أهالي المدينة.
يوجد برفقة محمد حالياً كثير من الشباب المنشقين عن النظام من أهالي حمص وحماة وحلب وريف دمشق ومناطق أخرى، وجميعهم رفضوا القتال إلى جانب النظام والمليشيات التابعة له. انشقوا عن الثكنات العسكرية المنتشرة في محافظة درعا، وبقوا في المنطقة لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مناطقهم الأصلية، بسبب سيطرة النظام عليها وعلى الطرق المؤدية إليها.
عاشت دوما، مدينة محمد، منذ عشرة أيام نوعاً من الهدوء لم تعرفه منذ سنوات، إلا أن النظام عاود مساء أمس حملته العسكرية الشرسة على المدينة، وجدد محاولات الاقتحام بعد فشل المفاوضات مع "جيش الإسلام"، آخر فصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة.
وهجّر النظام السوري أهالي مدينة حرستا والقطاع الأوسط في الغوطة الشرقية وأهالي الأحياء الشرقية من مدينة دمشق إلى الشمال السوري بعد الهجمة الأخيرة على المنطقة.