محمد الدلو… فنان واجه الشلل في معرض "أمنياتي"

13 ابريل 2017
يلهم الدلو عدداً من أصدقائه(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"معرض أكثر من رائع"، "أنتَ الإرادة والتحدي، أتمنى لك أن تحقق كل أمنياتك"، "أنت ملهِمنا في زمن اليأس والإحباط"، "معرض حلو كتير، وأنا مبسوط معكم"، "حياتك من صنع أفكارك"، "معرض فخم"، "لم تمنعك إعاقتك من تقديم الأفضل".

هذه بعض الرسائل التذكارية التي كتبها زوار معرض "أمنياتي" للفنان الفلسطيني، محمد الدلو، من قطاع غزة، والذي يعاني من ضمور كامل في العضلات، جعله عبارة عن كومة من العظام التي تنبض إبداعاً وتميزاً، وعرض فيه مجموعة من رسوم "الإنمي" التي يتميز بها. واكتظَّ المعرض الذي تم تنظيمه في قاعة رشاد الشوا التابعة لبلدية غزة بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، ومركز رواسي، بالعشرات من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالرسومات المتقنة التي تم عرضها، والتي حاكت شخصيّات عالم "الإنمي"، وأبطال المسلسلات الكارتونية.
وتزيَّنت لوحة الرسائل التذكارية برسومات فنية لأبطال مسلسل "علاء الدين" ومسلسل "ماوكلي" وشخصيات الأدغال، وتم تمييزها بزخارف فنية، وإلى جانبها مجموعة لرسومات الورود والأزهار والأشجار، والحيوانات الضاحكة، والتي تحمل ملامح طفولية كارتونية، بألوان مُزهرة.

كذلك احتوى معرض "أمنياتي" على رسومات لشخصيات مسلسل "لوز وسكر"، وإلى جانبها صورة لبائعة الكبريت، ومسلسل عهد الأصدقاء، كذلك شخصيات دراغون بول، سندريلا، فُلة، بيل وسبيستيان، ومجموعة أخرى من الشخصيات الكارتونية الشريرة.

عالم "الإنمي" لم يكن صغيراً عند الفنان الدلو، إذ قدَّم مجموعة من الأفكار والرسومات الواقعية، بأسلوب كارتوني لافت. قام برسم القدس، وبعض الشخصيات، وكذلك رسم صدراً وضع فيه زهورا ملونة، في دلالة على الخير الذي يجب أن يعبئ صدور البشر، إلى جانب رسم بعض شعارات مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب لافت، ومنها فيسبوك، تويتر، سناب شات، وغيرها.
وعن تجربته، يقول الفنان الدلو، 22 عاماً، إنها تأتي تتويجاً لمجموعة أنشطة فنية شارك فيها، إذ شارك في معرض "راجع يا دار"، ومعرض "أسبوع العلاقات العامة"، كذلك نظم معرضا خاصا به بعنوان "الإنمي حياتي"، موضحاً أنه يحاول عبر رسوماته إثبات ذاته، وتأكيد القدرة على الإبداع رغم أصعب الظروف.

ويبين لـ "العربي الجديد" أنه يعاني من ضمور وشلل كامل في العضلات، لكنه حاول التغلب على ذلك عبر الرسم، والتميز في عالم الإنمي الذي يعتبره عالماً رحباً، يمكنه التعبير من خلاله بحرية وطلاقة، "اخترت الإنمي تحديداً لأنه لا يشعرني بأي قيود".
ويؤكد الدلو على أن مشكلته لم تؤثر على إرادته يوماً، بل شكلت له حافزاً على تقديم المزيد من العطاء، ومنحته قدرة على التميز، و"أن الرسم أصبح حياتي"، وأنفاسه، يحاول من خلالها إيصال رسالة للجميع بأنه قادر على العطاء، داعياً الجميع إلى عدم الحُكم على المظهر، إذ أن "الإنسانية هي التي تحكُمنا".

وتقول صديقته غدير الشريف لـ "العربي الجديد" إن محمد وعبر رسوماته اللافتة، والمتقنة أصبح يشكل مُلهِماً لأصدقائه، إذ أنَّه تمكن من التميز رغم الظروف غير الطبيعية التي يمر بها، مُوضَّحة بأنه يتشاور معها، ومع أصدقائه في أي فكرة يود تنفيذها.
أما صديقه محمود أبو ناموس، والذي يعاني كذلك من إعاقة سمعية، فيوضّح عبر مترجمة الصم، مرح شعشاعة، بأنه يفتخر بصداقة محمد الذي استطاع تقديم الأفضل، وحشد عدداً كبيراً من الناس لرؤية أعماله الفنية المميزة، "لم أكن أتوقع أن صديقي الذي كان يبدو التعب في مرحلة ما، أنه يستطيع تقديم هذه الأعمال المعقدة".

بدورها، توضح مدير دائرة الأشخاص ذوي الإعاقة في وزارة الثقافة، رفيف أبو جبارة، بأنّه تم التعرف على الفنان محمد خلال معرض "إبداع الإرادة" الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وتم التواصل معه، وبلورة فكرة المعرض، من أجل إظهار رسوماته، وإبرازها للعلن، والتأكيد على قدرة هذه الفئة على الإبداع وتقديم الأفضل.



المساهمون