محتجون عراقيون يهدمون مقرات أحزاب بالناصرية... وتوتر في البصرة

22 اغسطس 2020
تذمر في العراق بسبب صمت السلطات تجاه استهداف المتظاهرين والناشطين (الأناضول)
+ الخط -

قالت مصادر محلية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، اليوم السبت، إنّ محتجين استخدموا الجرافات لهدم عدد من مقرات الأحزاب في المحافظة، في رد فعل على استهداف ساحة اعتصام الحبوبي بمدينة الناصرية بعبوة ناسفة تسببت بسقوط جرحى.

وبيّنت المصادر لـ "العربي الجديد" أنّ هدم المقرات الحزبية، التي كان قد تم إحراقها في وقت سابق، مثل اتهاماً واضحاً لجهات محلية في المحافظة بالوقوف وراء استهداف الناشطين، فضلاً عن تذمر المتظاهرين من استمرار صمت السلطات العراقية تجاه ما يجري من عمليات استهداف واغتيال وتهديد للمتظاهرين والناشطين.

ونقل موقع شبكة "أخبار الناصرية" صوراً لعملية هدم أحد مقرات الأحزاب، قال ناشطون إنه يتبع لـ"حزب الدعوة" بزعامة نوري المالكي.

ولفتت المصادر إلى قيام متظاهرين بقطع طريق إبراهيم الخليل وسط مدينة الناصرية من خلال حرق إطارات السيارات، مؤكدين أنهم سيواصلون التصعيد الاحتجاجي السلمي ضد ممارسات القمع التي يتم انتهاجها ضد المتظاهرين، والتي وصلت إلى حد تفجير خيم المعتصمين.

وقالت وسائل إعلام محلية، صباح السبت، إنّ متظاهرين قاموا بحرق عدد من مكاتب الأحزاب في مدينة الناصرية على خلفية استهداف ساحة الاعتصام في المدينة.  

يُشار إلى أن محافظ ذي قار ناظم الوائلي كان قد وجه قيادة الشرطة في المحافظة بالتحقيق الفوري في الحادث، موضحاً، في بيان، أنه يدين "العمل الإجرامي الذي استهدف ساحة اعتصام الحبوبي".

وشدد على ضرورة قيام قيادة الشرطة في ذي قار بنشر المزيد من القوات الأمنية في محيط ساحة الحبوبي، داعياً جميع المتظاهرين إلى التعاون التام مع القوات الأمنية من خلال الإبلاغ عن الحالات المشبوهة.

وكانت ساحة الحبوبي قد شهدت، ليل الجمعة – السبت، انفجار عبوة كانت موضوعة داخل دراجة نارية بالساحة، ما أدى إلى إصابة 9 معتصمين، وحرق إحدى خيم الاعتصام.

وشهد العراق، أخيراً، زيادة في عمليات الاغتيال والاستهداف التي طاولت متظاهرين وناشطين في محافظات جنوبية، وخصوصاً البصرة التي شهدت، ليل الجمعة – السبت، تظاهرات في ساحة البحرية بالمدينة، احتجاجاً على عمليات ومحاولات الاغتيال ضد ناشطين بالمحافظة، قبل أن ينتقل المتظاهرون للتجمع أمام مبنى فرع البرلمان العراقي في البصرة، وإضرام النار في جزء من الجدار الخارجي للمبنى.

شهد العراق أخيراً زيادة في عمليات الاغتيال والاستهداف التي طاولت متظاهرين وناشطين في محافظات جنوبية

 

واستخدمت القوات العراقية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين من أمام مبنى البرلمان في البصرة.

وعلقت قيادة شرطة البصرة على ما حدث في المحافظة بالقول "على الرغم من التعامل الحسن، وتأمين الحماية اللازمة لتظاهرة عدد من مواطني البصرة، ولكن بالمقابل تم التصرف مع القوات الأمنية بالعكس حيث تم استخدام الزجاجات الحارقة والحجارة ما أوقع عدداً من الجرحى في صفوف القوات الأمنية".

وأضافت شرطة البصرة، في بيان "في الوقت الذي تؤدي فيه قواتنا الأمنية واجباتها لحماية المتظاهرين وتأمين منطقة التظاهر، وتلتزم بالتعليمات الخاصة بالتعامل الإنساني وحماية الجمهور الموجود في مكان التظاهر، فإنها تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس تحت ضغط الأفعال من مثيري العنف"، على حد قول البيان.

وأكد ناشطون في احتجاجات البصرة، لـ "العربي الجديد"، وجود دعوات لاستمرار التظاهر حتى الكشف عن قتلة المتظاهرين، موضحين أن المحتجين لم يعودوا يثقون بالوعود الحكومية واللجان التحقيقية التي لا هدف منها غير التسويف.

المساهمون