محاكمة تاريخية في فرنسا بقضية "شارلي إيبدو" و"هايبر كاشير"

02 سبتمبر 2020
جدارية في باريس لضحايا الهجوم على "شارلي إيبدو" (مارك بييسكي/Getty)
+ الخط -

 

تبدأ اليوم الأربعاء في باريس محاكمة تاريخية في قضية اعتداءات يناير/كانون الثاني 2015، التي طاولت صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، والشرطية كلاريسا جان فيليب، ومتجر "هايبر كاشير". وبذلك تكون أول محاكمة في قضية إرهاب على الأراضي الفرنسية منذ عام 2017 وسيتم تصويرها بالكامل على مدار 49 يوماً وأرشفتها في دائرة "المحفوظات التاريخية للعدالة" في فرنسا.

وتطاول المحاكمة 14 متهماً في قضايا تقديم الدعم اللوجستي للجهاديين الذين نفذوا الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" الذي أودى بحياة طاقمها بالكامل تقريباً (12 شخصاً) في 7 يناير/كانون الثاني 2015. وفي اليوم التالي، قتل متطرف، ضابطة شرطة البلدية كلاريسا جان فيليب في منطقة مونتروج على أطراف العاصمة، ثم واصل المخطط في اليوم التالي بإعدام 4 رهائن يهود في متجر "هايبر كاشير" في منطقة بور دو فانسين شرق باريس.

المتّهمون الغائبون

المتورطون الأساسيون في تلك الهجمات هم أميدي كوليبالي، سعيد وشريف كواشي، شقيقان كان لهما نشاط جهادي لسنوات عدة، تمكنا من الاختباء 3 أيام قبل أن تتمكن قوات الأمن والشرطة من قتلهما بعدما تحصنا في مطبعة خارج باريس، فيما قتل كوليبالي على يد الشرطة بعدما اقتحم متجراً شرقي باريس في اليوم التالي لفراره إثر قتله الشرطية.

ووفقاً لأقوال فريق الدفاع عن المتهمين الذي تمثله صفية عكوري، فإن محكمة الجنايات الخاصة لديها "المهمة الصعبة المتمثلة في الحكم على الحقائق التي لن يكون الجناة الرئيسيون حاضرين فيها، ولا يمكنهم تقديم إفاداتهم".

ماذا قدم المتهمون الـ14؟

تمت إحالة أربعة عشر متهماً إلى المحكمة، وهم أفراد يعملون في المجال اللوجستي، قدموا وسائل التمويل، ومعدات العمليات، والأسلحة، والمنزل، بحسب ما أوضح المدعي العام جان فرانسوا ريكار لقناة "فرانس أنفو". وأضاف أنه بالنسبة إلى البعض كان وجود منفذي العملية سيعطي المحاكمة وزناً خاصاً، لكنه يرفض فكرة أن "محاكمة هجمات يناير/كانون الثاني 2015 ستكون محاكمة الأيدي الصغيرة، ولن تكون محاكمة أقل أهمية لعدم وجود الجناة المباشرين".

وبحسب ما أفادت صحيفة "لوموند" عن مصادر قضائية، يمثل عشرة من المتهمين رهن الاعتقال، أحدهم تحت إشراف قضائي، وثلاثة صدر بحقهم مذكرة توقيف وحوكموا غيابياً، هم حياة بومدين، شريكة أميدي كوليبالي، والأخوان محمد ومهدي بلحسين، ولا يزال مصيرهم مجهولاً منذ وقوع الهجمات. وبينما تفترض السلطات الفرنسية أنّ الأخوين بلحسين في عداد الموتى فإنها تؤكد مغادرة بومدين إلى الحدود العراقية السورية قبل أيام من وقوع الهجمات.

محاكمة بإجراءات استثنائية

تتولى هذه القضية محكمة الجنايات الخاصة، ويضطلع خمسة من أهم القضاة في فرنسا، يترأسهم القاضي ريجي دو جورنا، بمهمة النظر في الهجوم الدامي. وستقام في أكبر قاعات المحاكم البالغ عددها 90 قاعة، وقد تم تخصيص أربع قاعات محكمة أخرى حتى يتسنى للأطراف المدنية والجمهور والصحافة (90 وسيلة إعلام بينها 27 وسيلة أجنبية) لمتابعة المحاكمة بالفيديو.

ومن المقرر أن تستمر المحاكمة 49 يوماً وسط إجراءات أمنية مشددة واستثنائية، سيستمع خلالها القضاء إلى 144 شاهداً، بمن فيهم ناجون من الهجمات، و 14 خبيراً لتحديد دور المتهمين وما يعرفونه عن العمليات التي وقعت.

يشار إلى أن التحقيق في هجمات "شارلي إيبدو" ومتجر "هايبر كاشير" قد أغلق رسمياً، ولم يتم التوصل إلى المسؤول الذي أمر بهذه الهجمات رغم أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد أعلن مسؤوليته عن هجوم الصحيفة، وتنظيم "داعش" عن هجوم المتجر. لكن آمال السلطات الفرنسية لا تزال قائمة في معرفة مزيد من الخفايا مع تسلمها بيتر شريف، الجهادي الفرنسي الهارب إلى اليمن، حيث يشتبه التحقيق بلعبه دوراً أساسياً مع الأخوين كواشي، ومن المفترض أن يتم الاستماع إليه أمام محكمة الجنايات الخاصة كشاهد.

المساهمون