أحدثت محاسن بائعة الشاي السودانية، ضجة بمواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً الواتساب، وانتقلت بسرعة البرق من الفضاء الافتراضي إلى داخل المؤسسات الرسمية في الخرطوم، إذ أوقفت الأجهزة الرسمية فناناً سودانياً لمدة عام كامل عن الغناء سواء في المناسبات العامة أو الخاصة، وذلك بسبب محاسن.
بدأت القصة مؤخراً، عندما تناقل سودانيون طوال الأيام الفائتة قصة بائعة شاي في الطرقات العامة تدعى محاسن، قيل إنها عرفت ببيع "الخمر"، عبر كود محدد لزبائنها الدائمين، فيأتي أحدهم ويقول لها محاسن كبي حرجل، "أي اسكبي المشروب، الذي يعد بطريقة تقليدية من التمر". والحرجل عشبة محلية تستخدم لتهدئة آلام المعدة.
ولقد سيطرت بعدها عبارة "محاسن كبي حرجل"، على أحاديث السودانيين وأصبحت نقطة محورية لكل شيء، حتى في التعليقات على سياسات الحكومة والأحداث اليومية، وتبادل النكات عبرها، ومن الصعب أن ينطق أحدهم جملة من دون أن يلحق بها محاسن، على شاكلة "محاسن قومي صلي"، "محاسن كتري النعناع"، "محاسن القيامة جات"، "محاسن شغلي المذياع"، "محاسن شغلي الواي فاي"، وسارع سودانيون لنشر كلمات منلوجية سيطرت عليها "محاسن" بشكل كامل.
وتقول نرمين (25 عاماً) إنها أثناء رحلتها من السودان إلى مصر عبر شركة خطوط سودانية انتبهت للمضيفة، وهي تخاطب زميلها مازحة "محاسن كبي قهوة" لتلبية طلبات أحد الركاب، ليستجيب الآخر وهو ضاحك.
وتفاعل الفنان السوداني الشاب شهاب الدناقلة مع ظاهرة محاسن، لينشر على صفحته في فيسبوك وعلى يوتيوب أغنية من كلماته وألحانه بعنوان "محاسن كبي حرجل"، في محاولة للتفاعل مع الحالة العامة للمجتمع السوداني، ليدفع بذلك ثمناً غالياً، تمثل في إيقافه عن الغناء مدة عامل من قبل مجلس المهن الموسيقية والمهنية والتمثيلية "جهاز حكومي"، واستثنى من القرار التعاقدات التي سبقت القرار.
حققت أغنية شهاب مشاهدات عالية على يوتيوب حيث تخطت حاجز الـ160 ألف مشاهدة، وحققت للمغني شهرة عالية، وأصبحت قضيته مثار حديث السودانيين، الذين تبادلوا الأغنية على مواقع التواصل بشكل كبير، وكثيرون منهم اختارها كنغمات رنين على جوالاتهم.
وبرر مجلس المهن الموسيقة قرار الإيقاف لتأثير الأغنية على قيم المجتمع السوداني، باعتبار أن كلمة "حرجل" رمزية للخمر المحظور تناولها في السودان، كما رأوا أنها جاءت خالية المضمون، وأكدوا أن القرار هدفه الحفاظ على سلامة الغناء وحماية الذوق العام.
جاءت الأغنية في قالب كوميدي تسيدتها محاسن وبلغة الشارع السوداني، لتعبر عن شوق المحبوب لمحبوته. أما صاحب الأغنية شهاب الدناقلة فقد دافع على صفحته على فيسبوك عن الأغنية، ورأى أنها لم تخدش الذوق العام وجاءت في قالب كوميدي منلولوجي، وأشار إلى أنها ليست بغريبة عن الفن السوداني، ورأى أن الرواج الذي وجدته الأغنية دليل على نجاح ذاك النوع من الأغاني الكوميدية، وتساءل إن كانت هناك مشكلة في أن يكتب ويتغنى عن بائعات الشاي أو ما يعرف محليا بـ"ستات الشاي". وأكد أن الأغنية تناسب الأجواء الراهنة. وأضاف "نحن كفنانيين عادة ما نتفاعل بمحيطنا"، رافضا تماما القرار الذي صدر ضده لا سيما أنه بث الأغنية على فيسبوك ويوتيوب، ولم يتغنَ بها لا في إذاعة أو تلفزيون.
وانقسم السودانيون بين مؤيد ورافض لخطوة الفنان الشباب، إذ وصفها البعض "بالهابطة"، وآخرون رأوا أنها لا تختلف عن كثير من الأغنيات التي تسيطر على الساحة، وإن كانت هي الأفضل، معتبرين قرار الإيقاف مجحف بحق شهاب.
ورأى آخرون أن الموضوع برمته، محاولة لشغل السودانيين بقضايا هامشة، عن السياسات الحكومية وموجة الغلاء التي ضربت البلاد.
ويرى محمد (30 عاما) أن الفن في حد ذاته رسالة ينبغى الارتقاء بها والابتعاد عن اللغط في الغناء واختيار يرسخ في الأذهان، باعتبار أن شاكلة الأغاني المنلوجية تنتهى بانتهاء الحدث. أما نهى (27 عاماً) فترى أنه لا غضاضة في أن يخرج الفنان عن المألوف ويتغنى بكلمات من واقع الشارع وبلغته وإن كان الحذر مطلوباً، ورأت أن الأغنية بجملتها تعبر عن حال غالبية الشعب السوداني، الذي يلتف حول ستات الشاي بشكل يومي. وأضافت "لا أعتقد أن جملة كبي الشاي أو الحرجل هابطة".
اقــرأ أيضاً
بدأت القصة مؤخراً، عندما تناقل سودانيون طوال الأيام الفائتة قصة بائعة شاي في الطرقات العامة تدعى محاسن، قيل إنها عرفت ببيع "الخمر"، عبر كود محدد لزبائنها الدائمين، فيأتي أحدهم ويقول لها محاسن كبي حرجل، "أي اسكبي المشروب، الذي يعد بطريقة تقليدية من التمر". والحرجل عشبة محلية تستخدم لتهدئة آلام المعدة.
ولقد سيطرت بعدها عبارة "محاسن كبي حرجل"، على أحاديث السودانيين وأصبحت نقطة محورية لكل شيء، حتى في التعليقات على سياسات الحكومة والأحداث اليومية، وتبادل النكات عبرها، ومن الصعب أن ينطق أحدهم جملة من دون أن يلحق بها محاسن، على شاكلة "محاسن قومي صلي"، "محاسن كتري النعناع"، "محاسن القيامة جات"، "محاسن شغلي المذياع"، "محاسن شغلي الواي فاي"، وسارع سودانيون لنشر كلمات منلوجية سيطرت عليها "محاسن" بشكل كامل.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وتقول نرمين (25 عاماً) إنها أثناء رحلتها من السودان إلى مصر عبر شركة خطوط سودانية انتبهت للمضيفة، وهي تخاطب زميلها مازحة "محاسن كبي قهوة" لتلبية طلبات أحد الركاب، ليستجيب الآخر وهو ضاحك.
وتفاعل الفنان السوداني الشاب شهاب الدناقلة مع ظاهرة محاسن، لينشر على صفحته في فيسبوك وعلى يوتيوب أغنية من كلماته وألحانه بعنوان "محاسن كبي حرجل"، في محاولة للتفاعل مع الحالة العامة للمجتمع السوداني، ليدفع بذلك ثمناً غالياً، تمثل في إيقافه عن الغناء مدة عامل من قبل مجلس المهن الموسيقية والمهنية والتمثيلية "جهاز حكومي"، واستثنى من القرار التعاقدات التي سبقت القرار.
حققت أغنية شهاب مشاهدات عالية على يوتيوب حيث تخطت حاجز الـ160 ألف مشاهدة، وحققت للمغني شهرة عالية، وأصبحت قضيته مثار حديث السودانيين، الذين تبادلوا الأغنية على مواقع التواصل بشكل كبير، وكثيرون منهم اختارها كنغمات رنين على جوالاتهم.
وبرر مجلس المهن الموسيقة قرار الإيقاف لتأثير الأغنية على قيم المجتمع السوداني، باعتبار أن كلمة "حرجل" رمزية للخمر المحظور تناولها في السودان، كما رأوا أنها جاءت خالية المضمون، وأكدوا أن القرار هدفه الحفاظ على سلامة الغناء وحماية الذوق العام.
جاءت الأغنية في قالب كوميدي تسيدتها محاسن وبلغة الشارع السوداني، لتعبر عن شوق المحبوب لمحبوته. أما صاحب الأغنية شهاب الدناقلة فقد دافع على صفحته على فيسبوك عن الأغنية، ورأى أنها لم تخدش الذوق العام وجاءت في قالب كوميدي منلولوجي، وأشار إلى أنها ليست بغريبة عن الفن السوداني، ورأى أن الرواج الذي وجدته الأغنية دليل على نجاح ذاك النوع من الأغاني الكوميدية، وتساءل إن كانت هناك مشكلة في أن يكتب ويتغنى عن بائعات الشاي أو ما يعرف محليا بـ"ستات الشاي". وأكد أن الأغنية تناسب الأجواء الراهنة. وأضاف "نحن كفنانيين عادة ما نتفاعل بمحيطنا"، رافضا تماما القرار الذي صدر ضده لا سيما أنه بث الأغنية على فيسبوك ويوتيوب، ولم يتغنَ بها لا في إذاعة أو تلفزيون.
وانقسم السودانيون بين مؤيد ورافض لخطوة الفنان الشباب، إذ وصفها البعض "بالهابطة"، وآخرون رأوا أنها لا تختلف عن كثير من الأغنيات التي تسيطر على الساحة، وإن كانت هي الأفضل، معتبرين قرار الإيقاف مجحف بحق شهاب.
ورأى آخرون أن الموضوع برمته، محاولة لشغل السودانيين بقضايا هامشة، عن السياسات الحكومية وموجة الغلاء التي ضربت البلاد.
ويرى محمد (30 عاما) أن الفن في حد ذاته رسالة ينبغى الارتقاء بها والابتعاد عن اللغط في الغناء واختيار يرسخ في الأذهان، باعتبار أن شاكلة الأغاني المنلوجية تنتهى بانتهاء الحدث. أما نهى (27 عاماً) فترى أنه لا غضاضة في أن يخرج الفنان عن المألوف ويتغنى بكلمات من واقع الشارع وبلغته وإن كان الحذر مطلوباً، ورأت أن الأغنية بجملتها تعبر عن حال غالبية الشعب السوداني، الذي يلتف حول ستات الشاي بشكل يومي. وأضافت "لا أعتقد أن جملة كبي الشاي أو الحرجل هابطة".