محادثات جنيف لم تمنع تقدّم المقاومة في تعز

17 يونيو 2015
التحالف يكثّف غاراته على صعدة (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد محافظة تعز جنوب اليمن، اليوم الأربعاء، معارك عنيفة يتقدم خلالها على الأرض الجيش الوطني الموالي للشرعية بمساندة المقاومة الشعبية في مناطق الضباب الجنوبية من المدينة. ويأتي هذا التقدم في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات جنيف بين الأطراف اليمنية.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن معارك قاسية خاضتها قوات من الجيش الوطني بمساندة المقاومة الشعبية في مناطق الأجزاء الجنوبية الغربية، تمكنت خلالها من دحر قوات ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح والسيطرة على مواقع عسكرية استراتيجية في تلك المناطق، والسيطرة على عتاد عسكري تابع للمتمردين.

وأشار إلى أن المواجهات أسفرت عن سقوط 11 قتيلاً من مليشيات الحوثي، وقوات الجيش المتمرد الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بينهم اثنان من قيادة الصف الأول لمليشيات المخلوع والحوثي في منطقة الضباب هما عبدالسلام غالب الحاتمي، وآخر يسمى أبو علي، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح مختلفة.

وجدد التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته الجوية على مواقع قوات ومليشيات المتمردين، صباح اليوم الأربعاء، في تعز.

وقال سكان محليون إن طيران التحالف شنّ عدداً من الغارات الجوية استهدفت فيه موقعاً للدفاع الجوي في جبل أعلا شمال المدينة.

من جهتها، واصلت مليشيات وقوات الانقلاب كعادتها قصفها العشوائي على الأحياء السكنية في محافظة تعز، من مواقعها في مرتفعات المدينة.

ووفقاً لنشطاء ميدانين مهتمين برصد انتهاكات الحوثيين، فإن محافظة تعز شهدت خلال أربعة أيام فقط، 55 حادثة قصف بمختلف القذائف، معظمها في المناطق التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية، إذ تعرض حي الروضة للقصف 11 مرة، فيما تعرض حي كلابه للقصف 14 مرة، ومناطق حي الجمهوري 9 مرات، في حين تعرض شارع 26 سبتمبر للقصف 4 مرات، والأكثر عرضة للقصف اليومي العنيف هو موقع جبل جرة الذي يسيطر عليه الجيش الوطني، إذ تعرض 17 مرة للقصف.

اقرأ أيضاً: أحزاب المشترك في تعز: جنيف لا يعنينا والمقاومة خيارنا

وأفادت مصادر محلية في محافظة مأرب وسط اليمن، اليوم الأربعاء، أن مواجهات عنيفة تدور غرب المدينة بين "المقاومة الشعبية" والحوثيين وحلفائهم، بينما واصل التحالف العربي غاراته في العديد من المحافظات، وفي مقدمتها صعدة وذمار ولحج وعدن.

وبحسب المصادر، فقد نفذت "المقاومة" اليوم هجمات لاستعادة تباب ومناطق سيطر عليها الحوثيون، بالتزامن مع غارات للتحالف العربي وقعت صباحاً ودمرت العديد من الآليات التابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وأوضحت المصادر أن "المقاومة" تمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة بـ"سد مأرب"، وكان الحوثيون قد كثّفوا خلال الأيام الماضية هجماتهم في الجبهة الغربية لمأرب، واقتربوا من أحد أهم معاقل رجال القبائل المناوئين لهم، وتشير الأنباء إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، لا تتوفر إحصائية دقيقة حول أعدادهم.

وفي محافظة الجوف، أعلن الحوثيون أنهم سيطروا على معسكر "اللبنات" الذي يعد موقعاً للقبائل المناهضة لهم، وما زالت بعض المناطق حول المعسكر تشهد مواجهات منذ أيام.

وفي محافظة صعدة، كثّف التحالف غاراته ضد معاقل الحوثيين، واستهدفها بسلسلة من الغارات، أبرزها في مناطق "طلان" و"جزاع" بمديرية حيدان، ومنطقة "الملاحيط" بمديرية الظاهر الحدودية مع جيزان السعودية، وكذلك في مديرية "غمر"، ومدينة "ضحيان"، وامتدت الغارات إلى محافظة حجة، حيث ضرب أهدافاً في مناطق قريبة من الحدود.

وتشهد المناطق الحدودية الشمالية الغربية بين اليمن والسعودية توتراً متصاعداً منذ أسابيع، كثفت معه مقاتلات التحالف والقوات البرية السعودية ضرباتها ضد أهداف مفترضة للحوثيين.

وفي محافظة ذمار، شن التحالف العديد من الغارات ضد معسكر "سامة" التابع للواء التاسع مشاة، والذي كان قد استُهدف أكثر من مرة في السابق.

واتهمت مصادر محلية في ذمار الحوثيين بتفجير منزل عضو الوفد الحكومي إلى جنيف، عبدالعزيز جباري، في المدينة.

وتتزامن هذه التطورات مع تواصل الجهود المستمرة للأمم المتحدة، والتي استضافت الأطراف المعنية في جنيف، وتسعى للتوفيق بينها والاتفاق على هدنة إنسانية على الأقل.


اقرأ أيضاً: بحاح يبحث في القاهرة دور مصر بـ"التحالف" ضد الحوثيين

المساهمون