مجلس الأمن يرفض مشروع قرار روسياً بشأن سورية

09 يوليو 2020
روسيا تحاول فرض شروطها (Getty)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، فشل مجلس الأمن الدولي بتبني مشروع قرار حول الآلية العابرة للحدود لتقديم المساعدات الإنسانية في سورية. 
وصوتت الدول الأعضاء على مشروع قرار روسي ليل الأربعاء، بعد يوم واحد من فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار ألماني بلجيكي حول الآلية نفسها بسبب فيتو مزدوج لكل من روسيا والصين، وخلال تصويت ليل الأربعاء بتوقيت نيويورك فلم يحصل مشروع القرار الروسي على الأصوات التسعة اللازمة لتبنيه. 
وصوتت 4 دول لصالح القرار، فيما عارضته 7 دول وامتنعت 4 دول عن التصويت. ويحتاج أي مشروع قرار لتبنيه إلى تأييد تسع دول على الأقل من أصل خمس عشرة دولة عضوا في مجلس الأمن دون أن تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو.
وأهم ما جاء في مشروع القرار الروسي هو التجديد للآلية العابرة للحدود لتقديم المساعدات الإنسانية لشمال شرق وغرب سورية عبر معبر  واحد مع تركا، وهو باب الهوى ولستة أشهر. كما يطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن يقدم تقريرا حول مدى تأثير العقوبات الغربية (الاتحاد الأوروبي) والأميركية المفروضة على النظام السوري على قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية وقدرة وجهود النظام السوري لمكافحة انتشار وباء كورونا. 
ويختلف مشروع القرار الروسي عن المشروع الألماني البلجيكي، بعدد من النقاط أبرزها أن الأخير طالب بالتمديد لآلية المساعدات العابرة للحدود لمدة سنة، أي حتى العاشر من يوليو/ تموز 2021، ومن معبرين وهما باب السلام وباب الهوى التركيان وليس معبرا واحدا كما جاء في المشروع الروسي. كما نص مشروع القرار الألماني البلجيكي على طلب من الأمين العام بأن يقدم تقريرا حتى نهاية أغسطس/ آب القادم متعلقا بتأثير انتشار فيروس كورونا الجديد على الحاجة لتقديم المساعدات بشكل مباشر للشمال الشرقي لسورية ومن خلال الطرق المباشرة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الطلب يتعلق بإغلاق معبر اليعربية العراقي، بسبب رفض روسي صيني للتجديد لتقديم المساعدات عبره، الذي كانت الأمم المتحدة تقدم المساعدات عبره وبشكل مباشر حتى العاشر من يناير/ كانون الثاني الماضي. وتمكنت الأمم المتحدة من إيصال جزء من المساعدات الطبية إلى تلك المناطق بعد إغلاق المعبر العراقي، عن طريق الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري. إلا أن الأمم المتحدة، وفي عدد من تقاريرها، أشارت إلى أنها لم تتمكن من إيصال المساعدات الطبية إلى تلك المنطقة بالمستوى الكافي بسبب البيروقراطية التي يفرضها النظام، كما أن الطريق الأسرع والأوفر هو تقديم تلك المساعدات عن طريق المعبر العراقي. 

ومن المتوقع أن تصوغ ألمانيا وبلجيكا مشروع قرار جديدا يشير فقط وبشكل أساسي للتجديد لعمل الآلية العابرة للحدود عبر معبر واحد وهو باب الهوى ولستة أشهر بحسب ما يريده الجانب الروسي والصيني. ومن المتوقع أن يصوت المجلس على المشروع مساء الخميس بتوقيت نيويورك أو الجمعة، وهو آخر موعد للتجديد للآلية قبل نفاذ موعد القرار رقم 2504 (عام 2020) المعمول به حاليا ويسمح بتقديم المساعدات من باب الهوى وباب السلام وتنتهي مدته في العاشر من الشهر. 

يشار إلى أن الأمم المتحدة بدأت تقدم المساعدات العابرة للحدود عام 2014 بموجب القرار 2165 ومن خلال أربعة معابر وهي الرمثا (الأردن)، واليعربية، وباب السلام وباب الهوى. واستخدمت روسيا والصين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي الفيتو وأفشلتا تبني مجلس الأمن لمشروع قرار يجدد لآلية تقديم المساعدات العابرة للحدود في سورية عبر ثلاثة معابر، بدلا من الأربعة التي كان معمولا بها. وكان القرار قد حصل على تأييد 13 دولة من أصل 15 دولة، لكن الفيتو الروسي الصيني حال دون تبنيه. وبعد جولة جديدة من التفاوض، تمكن مجلس الأمن من تبني القرار 2504 (2020) في العاشر من يناير/ كانون الثاني والذي يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية العابرة للحدود عبر معبرَي باب السلام وباب الهوى فقط ولستة أشهر، أي أن مدته تنتهي الجمعة.

المساهمون