مجلس الأمن يدعم هادي كلاميّاً

23 مارس 2015
هادي طالب مجلس الأمن بـ"ردع مليشيا الحوثيين"(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
علمت "العربي الجديد"، من مصادر في الأمم المتحدة، أن دعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لوقف تقويض شرعيته وزعزعة استقرار اليمن، قوبلت بالتعاطف من قبل جميع الدول الأعضاء، لكن المصادر ذاتها استبعدت أن يتحول هذا التعاطف إلى إجراءات عملية أو تدخل عسكري لمنع انزلاق اليمن إلى حرب أهلية.
ونفت مصادر "العربي الجديد" أن يكون المبعوث الأممي جمال بنعمر قد غادر اليمن نتيجة خلافات مع هادي أو نتيجة لتوقف الحوار بين القوى السياسية اليمنية، موضحة أن عودته العاجلة إلى نيويورك جاءت لإطلاع مجلس الأمن على آخر التطورات قبيل الاجتماع الطارئ لبحث الأزمة اليمنية، الذي عقد أمس بناءً على دعوة هادي، الذي وجه رسالة استغاثة إلى المجتمع الدولي لـ"ردع مليشيا الحوثيين وحلفائها ووقف عدوانهم على كل المحافظات ولا سيما مدينة عدن، ودعم السلطة الشرعية".

اقرأ أيضاً: "اللجنة الثورية" للحوثيين تعلن التعبئة العامة

وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد ذكرت أن الدول الأعضاء تتفاوض بشأن إصدار بيان وليس قرار. ورجح دبلوماسيون أن يتضمن البيان تحذيرات للأطراف السياسية اليمنية من اللجوء للعنف ومطالبة بحماية المدنيين، مستبعدين الاتفاق على تدخل عسكري.
في هذه الأثناء، أكد مصدر في بعثة اليمن لدى المنظمة الدولية، لـ"العربي الجديد"، أن استئناف الحوار بين القوى السياسية اليمنية خارج اليمن أصبح محل اتفاق بين القوى الدولية، لكنه أقرّ بأن اختيار الرياض مكاناً للاجتماع لا يزال محل خلاف، بسبب رفض الحركة الحوثية وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح حضور اجتماعات الرياض. وأوضح المصدر، الذي يفضّل عدم الكشف عن اسمه، أن دولاً في مجلس الأمن، لم يسمّها، تعتقد أن نجاح الحوار لن يتم إلا بإشراك كافة أطراف الأزمة، بما في ذلك ممثلين للرئيس عبد ربه منصور هادي وممثلين عن حركة أنصار الله وحلفائها في اليمن.

وفي السياق، كشف دبلوماسي في سفارة اليمن في واشنطن، معروف بموالاته للحركة الحوثية وتربطه علاقات جيدة بمسؤولين سعوديين، لـ"العربي الجديد"، أنه في طريقه إلى الرياض في محاولة لـ"لرأب الصدع"، وتطمين المسؤولين السعوديين بأن ما يتردد في اليمن عن عزم الحوثيين على "استعادة إقليم عسير ونجران، في جنوب السعودية، ورفع شعارات أنصار الله على أستار الكعبة"، ليس سوى "حرب كلامية غير جادة لإرضاء بعض حلفاء الحركة الحوثية في طهران".

إلا أن مسؤولاً يمنياً كبيراً، مقرّباً من العائلة الحاكمة في السعودية، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "قيادات السعودية والخليج تأخذ تهديدات الحوثيين على محمل الجد وتعتبر أن الشعارات المعادية لجيران اليمن لا تأتي من فراغ، ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام". ولم تستبعد مصادر يمنية أخرى أن تلجأ دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء سلطنة عمان، إلى سلاحها الجوي لحسم الخطر القادم من معقل الحوثي في جبال مران، شمالي اليمن.
وكان الرئيس اليمني نفسه قد هدد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في خطاب له يوم السبت، بأن الجمهورية اليمنية سوف ترفع علمها عمّا قريب في معقله في جبال مران في محافظة صعدة.

وفي السياق، وصف معلقون غربيون تطورات الأحداث في اليمن بأنها ناجمة عن حرب بالوكالة تدور رحاها في اليمن بين الاستخبارات السعودية والحرس الثوري الإيراني. ورأى المحرر المختص في شؤون الدفاع في صحيفة "ذي تليجراف" البريطانية، كون كوفلين، أن التفجيرات التي شهدتها مساجد العاصمة اليمنية صنعاء وحصدت أرواح ما يقارب الـ150 يمنياً تعتبر مؤشراً على انزلاق البلاد في صراع طائفي قد يكون امتداداً للصراع السني ـ الشيعي الدائر في بؤر متعددة بالمنطقة.

أما المعلقون الأميركيون في قنوات التلفزة وكبريات الصحف، فقد اتجهت آراؤهم في غالبيتها نحو القول إن أجندة واشنطن في اليمن تقتصر على حرب القاعدة، في حين يرى بعضهم أن الولايات المتحدة، وإنْ لم تعلن رسمياً عن عجزها في اليمن، إلا أنها قد أعادت الراية للسعودية لاتخاذ ما تراه مناسباً لحلحلة الأزمة اليمنية. ومن المؤشرات التي تدعم هذه التحليلات ما أكده لـ"العربي الجديد" أكثر من مصدر في صنعاء وعدن بأن خروج هادي من صنعاء في فبراير/ شباط الماضي تكلّل بالنجاح بعد أن ألقى السفير السعودي السابق لدى اليمن، علي الحميدان، بكل ثقله وخبرته وعلاقاته ونفوذ بلاده في اليمن لإنقاذ هادي، وبالتالي إنقاذ الشرعية الدستورية.

اقرأ أيضاً: حوار الرياض بمن حضر... والحوثيون يناورون عسكرياً

المساهمون