مجلة "سيني" الفرنسية مستمرة بعد رحيل مؤسسها

10 أكتوبر 2016
رحل موريس سيني في مايو الماضي (فيسبوك)
+ الخط -
لا شك أنّ دور الرسام والكاتب الفرنسي موريس سيني، والمعروف باسم "سيني"، كان حاسماً في تأسيس صحيفة "سيني الشهريّة"، والتي كانت أسبوعية في بدايتها، ثم تحوّلت شهرية بسبب صعوبات مالية، طبعاً إلى جانب نخبة من صحافيين ورسامين فرنسيين.
واشتهر الرسام سيني بعمله، خلال عقود، مع صحيفة "شارلي إيبدو"، قبل أن يُطرَد منها بتهمة "معاداة السامية"، بعد رسم يسخر فيه من اعتناق ابن للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للديانة اليهودية حتى يتزوج، دينيّاً، من ابنة صاحب محلات ومتاجر "دارتي" الشهيرة، اليهودية الأصل.
والكل يعرف مواقف "سيني" الذي آزَرَ الثورة الجزائرية، بكل قوة، ولم يتخلَّ يومًا عن القضية الفلسطينية ولا عن غزة في أحلك اللحظات.
وبعد رحيل هذا الرسام، في 5 مايو/أيار الماضي، عبّر كثيرون من قراء الصحيفة والمعجبين بها عن قلقهم على مصيرها الساخر، الذي يختلف عن خط "شارلي إيبدو" في تناول الأحداث، حيث تنأى بنفسها عن افتعال الجدالات المجانية حول الإسلام والمسلمين والمهاجرين، لكن مع الدفاع عن المظلومين والضعفاء في كل مكان، وأيضًا للانتصار لحريّة التعبير. وهذه المجلة التي تحمّلت مسؤوليتها أرملة الراحل، كاترين سيني، تواصل الصدور.
وجاء عدد أكتوبر/تشرين الأول حافلاً بالمواضيع التي دأبت الصحيفة على تناولها. ووقّعت افتتاحية العدد، الكاتبة الفرنسية -الإسبانية إيزابيل ألونزو، بعنوان "من أجل استقبالهم جميعاً". وتقصد الكاتبة المهاجرين واللاجئين الذين تتردد فرنسا الرسميّة في استقبال بعض الآلاف منهم، والذين يرفض اليمين المتطرف استقبال أي منهم. وتعود الكاتبة إلى تاريخها الشخصي، باعتبارها ابنة لاجئ إسباني فرّ إلى فرنسا سنة 1939 من الديكتاتورية والفاشية الإسبانية. فكتبت: "نصف مليون إسباني دخلوا منطقة البيرينيه الفرنسية هرباً من الحرب. حظوا بالاستقبال، بشكل سيئ، ولكنهم حظوا بالاستقبال... وحينها وصفتهم صحافة اليمين المتطرف الفرنسي بقطّاع الطرق وبالقتلة".
وأنهت الكاتبة مقالها بهذه الخلاصة: "بين فرنسا الأسوار وفرنسا الجسور، بين فرنسا العيون المغمضة وفرنسا الأحضان المفتوحة، الخيار واضحٌ".
ومن بين الذين كتبوا في صحيفة "سيني الشهرية" الصحافي الإسرائيلي ميخائيل فارشافسكي، الذي دوّن في مراسلته عن "وزيرة الجهل الإسرائيلية"، ميري ريغيف، متهمًا إيّاها بالعنصرية. وعدّد بعض تصريحاتها العنصرية، ومن بينها "اللاجئون السودانيون سرطان"، ثم قرارها بإنشاء لجنة تحقيق حول الجمعيات الإسرائيليّة التي تقدم مساعدات للاجئين، متهمةً إياها بالرغبة في "إضعاف الطابع اليهودي للدولة".
وأضيف فارشافسكي: "من آخر مساوئ الوزيرة انسحابها من حفلة الأوسكار الإسرائيليّة، لأن اثنين من الفائزين كانا يقرآن قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش"، واستشهد بتصريح الوزيرة الغاضبة: "لن أكون جمهورًا لأعمال درويش".
وعلق فارشافسكي على الوزيرة: "إن درويش ليس محتاجًا لاعتراف ميري ريغيف. ولكن الشعب الإسرائيلي يستحق أفضل من هذه السيدة على رأس وزارة الثقافة".
ويتضمن العدد الجديد مواضيع ورسومات أخرى متنوعة، كموضوع اللاجئين والمهاجرين، وأيضًا الحرب التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد على شعبه. ومن بينها رسوم عن قصف الأسد للمستشفيات، يظهر فيها بشار وهو يقدم وجبة تتضمن صاروخًا، ويقول: "إنها ساعة تقديم حبّة فوسفورية"، ورسْم آخر لبشار الأسد، وخلفه الدمار الواسع، وهو يقول: "لأسباب أخلاقية لن نقوم سوى بضربات جراحية".



دلالات