مجازر حلب وطريق القدس

30 ابريل 2016
قام الطيّارون الروس بقصف 22 مستشفى و27 مدرسة (Getty)
+ الخط -
تقول المعلومات المتداولة إنّ النظام السوري والمليشيات الطائفية الحليفة له يستعدّون لشنّ هجوم واسع على مدينة حلب بهدف استعادتها من أهلها. أولى بوادر عملية مماثلة، كيّ المدينة بالنار ولفّها بحزام كبير من الدماء. تتوالى المجازر بين الأحياء السكنية والمستشفيات ومراكز المؤن والغذاء، علّ من لا يسقط مباشرة بقصف البراميل ينزف حتى الموت، أو يقضي جوعاً في ما تبقى من وقت ضائع من عمر النظام والقوى المحتلّة التي تسانده. يبدو أنّ نظام آل الأسد فهم الدرس جيّداً، وبات يطبّق الاستراتيجيا الروسية بحذافيرها. قام الطيّارون الروس بقصف 22 مستشفى و27 مدرسة في محافظات إدلب وحلب واللاذقية ودرعا، خلال ستة أشهر من العمل العسكري فوق الأجواء السورية. فيأتي استهداف الطيران السوري لمستشفى القدس في حلب كترجمة فعلية للتعاليم الروسية وكيفية التعامل مع المناطق السورية التي لا تزال ترفض التسليم للنظام وترفع راية الثورة.

شاءت الصدفة أن يكون الهدف هو "مستشفى القدس"، ليذكّر بأنّ طريق القدس يمرّ من سورية. من كلمات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، شريك النظام السوري وحليفه العسكري والأمني والسياسي والاستراتيجي، يمكن الاستعانة بعبارة "طريق القدس يمر في القلمون والزبداني وحمص وحلب ودرعا والحسكة" (خلال خطاب ألقاه في يوليو/ تموز 2015). فلا بدّ أنّ الإعداد مستمرّ أيضاً لتنفيذ الاستراتيجيا نفسها في المناطق المذكورة أعلاه.

والرجوع إلى خطابات نصر الله يجب أن يكون كاملاً، فلا بد من التذكير بما سبق وقاله أيضاً في خطاب له في مايو/ أيار 2015: "قمت بدراسة وإحصاء ومراجعة، هناك حالات قليلة أو نادرة قام بها هذا العدو الصهيوني المتوحش بقصف مستشفيات" (ليقارن ذلك مع ما يسميه العدوان السعودي في اليمن). فيبدو أنّ روسيا ونظام الأسد، يعوّضان ندرة الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات، ربما من باب الحرص على أن لا يكون مشهد قتل الشعوب العربية ناقصاً ولاستكماله بأبشع الأساليب من استخدام الكيماوي إلى التجويع، أو حتى من خلال الإبقاء على أنظمة كفيلة بإشعار الناس كم أنّ كرامتهم مفقودة. ثمة من يجب أن يذكّرنا بخريطة الوصول إلى فلسطين، لأنّ طريق القدس تمرّ من حلب، من مستشفيات حلب ومن غرف المرضى تحديداً.

المساهمون