شهدت مراكز البريد في الجزائر، طوابير طويلة، اليوم السبت، للمتقاعدين الراغبين في الحصول على معاشاتهم، التي تُصرف في 21 من كل شهر. وشهدت مختلف مراكز البريد عبر محافظات البلاد، خاصة منها الواقعة في وسط المدن الكبرى، اكتظاظا وطوابير طويلة للمتقاعدين، الذين سارعوا مع الساعات الأولى إلى سحب أموالهم، خوفا من حدوث أزمة سيولة.
ويستبق المتقاعدون أيضاً انطلاق فترة الحجر الصحي في المنازل بدءا من يوم غد الأحد، لتتجدد معاناة المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم من نفاد السيولة، وتعطل أجهزة السحب الآلي أو الشبكة، من دون أن تجد الجهات المعنية الحل وتخلّصهم من هذه الطوابير اللامتناهية والعوائق التي يواجهونها في كل مرة.
في العاصمة الجزائر، وجد مرتادو مراكز البريد، اليوم السبت، لا سيما منها الواقعة في وسط المدينة، صعوبة كبيرة في سحب معاشاتهم ومدخراتهم، بسبب الطوابير الطويلة التي يقضون فيها ساعات، مشيرين إلى أنهم سئموا هذه الوضعية التي تتكرر مع كل أزمة أو مناسبة دينية أو وطنية.
وأفاد أحد المواطنين، لـ"العربي الجديد"، في أحد مراكز البريد بالقصبة (حي شعبي)، بأنه "اضطر إلى القدوم في الصباح الباكر من أجل استخراج معاشه لشراء المواد الغذائية التموينية، وكذا بعض المستلزمات تحسبا للأيام القادمة"، لكنه "فوجئ بالعدد الكبير من المواطنين الذين شكلوا طابورا طويلا أمام المدخل قبل أن يفتح المركز أبوابه، ليجد نفسه مجبرا على الانتظار خلف هؤلاء لساعات قبل أن يحين دوره".
وتداول ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورا لطوابير طويلة أمام مراكز البريد، عبر مختلف محافظات الجزائر، تُظهر غياب إجراءات الوقاية، وعدم احترام مسافات الأمان.
وكانت وزارة البريد وتكنولوجيا الاتصالات الجزائرية قد طرحت، أمس الجمعة، وثيقة تستعمل كـ"وكالة" تسمح للمتقاعد بأن يُوكل سحب معاشه لأحد أبنائه أو أقاربه، وذلك حماية لكبار السن، الذين يعانون من نقص في المناعة.
وأحصت الجزائر أكثر من 90 حالة مصابة بفيروس كورونا، توفي منها 10 حالات، وينتظر أن تبدأ حالة الطوارئ في الجزائر يوم الأحد، يتم فيها تجميد النقل العام داخل وما بين المحافظات، وإلزام النساء العاملات بالمكوث في البيت، والاكتفاء بنصف العمال في كل مصنع أو إدارة، مع غلق المقاهي والمطاعم والمساجد والحمامات وغيرها من الأماكن التي تشهد تجمعات للمواطنين.