وقال مصدر محلي، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، إنّ "مئات العراقيين اعتصموا اليوم أمام مبنى مجلس محافظة البصرة"، مبيناً أنّ المعتصمين "طالبوا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد خلال الفترة المقبلة، بسبب انتهاء مهام الحكومة الحالية".
وأضاف أنّ "المعتصمين رددوا شعارات مناوئة للدستور، الذي تسبب بتكريس الطائفية والمحاصصة من وجهة نظرهم، مطالبين بسن دستور جديد يكون عادلاً وضامناً لحقوق جميع العراقيين".
وتابع أنّ "المعتصمين قالوا إنهم لن يغادروا أماكنهم حتى يتم حل مجلس المحافظة، وإقالة جميع المسؤولين الفاسدين في البصرة الذين تسببوا بسرقات هائلة في المال العام".
ورفض المعتصمون الدعوات التي أطلقها بعض السياسيين لتشكيل "إقليم البصرة"، معتبرين أن التجاهل الحكومي هو الذي دفهم باتجاه رفع سقف مطالبهم بعد أن كانت مقتصرة على الخدمات.
وتشهد البصرة توتراً أمنياً ملحوظاً يتزامن مع الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في الثامن من الشهر الحالي.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، جبار الساعدي، في تصريح صحافي، إن "أشخاصا مجهولين قاموا بإلقاء قنابل يدوية على منزل مهندس يعمل في إحدى الشركات الحكومية"، لافتاً إلى أن الهجوم لم يشهد تسجيل إصابات.
في الأثناء، وصل وفد رفيع المستوى يمثل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى محافظة المثنى (جنوبا) لتلافي تنظيم الاعتصامات في المحافظة.
وقال عضو تنسيقيات المثنى ميثم السماوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ منسقي التظاهرات لن يجتمعوا بأية وفود حكومية سواء كان الوفد الذي أرسله العبادي اليوم، أو أي وفود أخرى، لافتاً إلى أن "الاحتجاجات شعبية وليس لها قيادة بعينها".
وأوضح أنه "كان الأولى بالحكومة أن تستمع لمطالب المتظاهرين وتنفذها بدلاً من إرسال الوفود"، مؤكداً وجود "إجماع لدى المتظاهرين على أن الحل يكمن في تلبية مطالبهم".
ولفت في هذا السياق، إلى أن محافظة المثنى ستشهد اعتصامات مفتوحة لحين إقالة المسؤولين الفاسدين، والاستجابة لحاجات الشعب الذي يتظاهر منذ أسابيع.
بالتزامن مع ذلك، تستعد محافظة القادسية (جنوباً) لتنظيم اعتصامات مفتوحة واسعة لإرغام الحكومة على الاستجابة لمطالب المتظاهرين، ما دفع مجلس المحافظة للطلب من العبادي زيارة القادسية.
وقال رئيس مجلس محافظة القادسية، جبير الجبوري، في بيان، إن المجلس وجّه دعوة لرئيس الوزراء لزيارة المحافظة للاطلاع على واقعها عن قرب، مؤكداً أن المشاكل هناك تتطلب تدخلاً مباشراً من العبادي.