شن المتظاهرون العراقيون هجوماً لاذعاً على رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، واتهموها بالانحياز إلى جانب حكومة بلادهم، وذلك بعد تصريح لها اعتبرت فيه بعض ممارسات الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدن عراقية عديدة ومنها العاصمة بغداد بأنها تضر باقتصاد البلد.
وقالت بلاسخارت في تغريدة على "تويتر" نشرتها الأربعاء الماضي، إن "تعطل البنية التحتية الحيوية مصدر قلق بالغ أيضاً، وأن حماية المرافق العامة مسؤولية الجميع"، مضيفة في ذات التغريدة أن "التهديدات أو إغلاق الطرق إلى المنشآت النفطية يسبب خسائر بالمليارات"، معتبرة أن ذلك "يضر باقتصاد العراق ويقوض تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين".
Twitter Post
|
واليوم الجمعة شهدت ساحة التحرير رفع شعارات منددة بما سموه "الموقف المتفرج لبعثة الأمم المتحدة في العراق حيال القمع المتصاعد من قبل السلطات العراقية والتضييق على الحريات وقطع الإنترنت في البلاد لليوم الثالث على التوالي".
تلك التغريدة وبحسب ناشطين في الاحتجاجات العراقية، أججت غضب العراقيين على الأمم المتحدة وليس فقط على بلاسخارت، ودعا كثيرون منهم الأمم المتحدة للتحقيق معها، معتبرين أنها تصفّ إلى جانب حكومة تقمع شعبها.
وتقول الناشطة زينة الطائي، التي تشارك في الاحتجاجات ببغداد، إن "زيارة بلاسخارت إلى ساحة التحرير حيث توجد الاحتجاجات الشعبية الكبيرة، ومشاهدتها العمل الإنساني والوطني الذي يؤديه جميع من يشاركون في الاحتجاجات، كان يجب أن تولد انطباعا واحداً هو أن هذا الشعب يجمع بكامل أطيافه وأعراقه على رفض حكومته".
وأضافت الطائي لـ"العربي الجديد" أن "الغريب في الأمر أن هذه المرأة اتهمت الشعب الذي خرج لينشد حياة كريمة بتدمير اقتصاد بلده بينما تتغاضى عن الحكومة التي دمرت اقتصاد البلد منذ 16 عاماً. وسرقت ميزانياته الضخمة على مدى هذه السنوات في حين أن هناك ملايين الفقراء والعاطلين".
وكانت بلاسخارت زارت في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ساحة التحرير، وانتشرت صور لها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تركب في عجلة التك تك.
بدوره قال سعد حامد، وهو أحد الناشطين المقيمين في ساحة التحرير، إن "حضور الممثلة الأممية لساحة التظاهر والتقاءها بالمتظاهرين ومشاهدتها الحية للسلمية على الرغم من القمع التي لمست بنفسها آثاره، حيث لم تحتمل الغازات الناتجة عن القنابل المسيلة للدموع التي تنتشر في الجو، في حين هناك الآلاف اعتادوا على استنشاقه وهم مقيمون في ساحة الاحتجاج على الرغم من آثار استنشاقه الجانبية. كان يفترض بها أن تقول الحقيقة التي رأتها بعينها".
وأضاف حامد لـ"العربي الجديد": "نحن المحتجين أضفنا طلباً آخر لمطالبنا، ونوجهه للأمم المتحدة بأن تحاسب مبعوثتها للعراق، ونتهمها بالتحيز ومجاملة الحكومة وانتقائية في عرض الحقائق".
ووجه عراقيون اتهاماتهم للأمم المتحدة بالتغاضي عما يجري في العراق من قمع حكومي للاحتجاجات الشعبية، وشبّه بعضهم الأمم المتحدة بالحكومة العراقية.
Twitter Post
|
ومن المغردين من رأوا أن تغريدة الممثلة الأممية إنما هي تعبير عن موقف الأمم المتحدة مما يجري في العراق، وبحسب تعبيرهم فإن الموقف الأممي المناهض لتطلعات الشعب بالتحرر والحصول على حقوقه ليس بالجديد.
Twitter Post
|
وبعد يوم واحد من نشر تغريدتها وتلقيها كماً كبيراً ما زال متواصلاً من انتقادات العراقيين الغاضبة، ردت جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة جديدة قائلة إنه "ردا على اتهامات الانحياز نقول إن الأمم المتحدة هي شريك كل عراقي يحاول التغيير. بوحدتهم، يستطيع العراقيون أن يحولوا بلدهم إلى مكان أفضل ونحن موجودون هنا لتوفير الدعم اللازم".
Twitter Post
|
لكن تغريدة بلاسخارت جوبهت بردود عنيفة من المغردين العراقيين.
وأودت حملة قمع تنفذها السلطات على محتجين عزل بحياة نحو 300 شخص منذ تفجر الاضطرابات في أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب نقص الوظائف وتردي الخدمات والبنية الأساسية بفعل الصراع والعقوبات والفساد على مدى عقود.
ويلقي المحتجون، ومعظمهم شبان عاطلون، بالمسؤولية عما آلت إليه الأمور على النخبة السياسية التي تحكم العراق منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003 ويطالبون بإصلاح كامل للنظام السياسي.