منذ أكثر من قرن؛ افتتح متحف الفن الإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة، والذي يعد أكبر متاحف ذلك النوع من الفنون المتصلة بالحضارة الإسلامية تاريخياً على مستوى العالم، ذلك لما يتضمنه من عدد ضخم من المعروضات التاريخية التي تمثل الفنون الإسلامية في الهند والصين وإيران والشام ومصر والعراق وشمال أفريقيا والأندلس.
يوجد المتحف في ميدان باب الخلق، أحد أقدم أحياء وسط القاهرة الإسلامية القديمة أو القاهرة الخديوية، المنسوبة إلى الخديوي إسماعيل (1830 - 1895) كما يطلق عليها أحياناً، وتمتد من كوبري قصر النيل إلى ميدان العتبة وفيها دار الأوبرا القديمة، وتجاور شواهد أثرية مهمة، مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد ابن طولون وقصر عابدين.
كان المكان الذي يضم المتحف يسمى في القرن التاسع عشر "دار الآثار العربية"، وكانت تجاوره دار المحفوظات القديمة، وقد أنشئ المتحف امتداداً لقرارات أسرة محمد علي بالحفاظ على الآثار المصرية بوصفها تراثاً إنسانياً، وأيضاً لأن أسرة محمد علي، مؤسس مصر الحديثة، أرادت محاكاة دول أوروبا في تشييد المتاحف وافتتاح المعارض، وهو ما حفظ للإنسانية كثيراً من التراث الذي كان من المرجح أن يضيع.
ولقد كانت المجموعة الأولى في المتحف من مقتنيات مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي (985 - 1021)، ثم زادت المعروضات بضم هبات وهدايا الأمراء والباشوات في مصر، والذين أمدوا المتحف بالسجاد العجمي القادم من إيران، والمعروف بأنه لا يزال يصنع يدوياً وتكثر فيه المنمنمات، وكذلك السجاد التركي المشهور بزخرفاته، هذا إضافة إلى المصنوعات الخزفية والبورسلين والزجاج المصنوع في الدولة العثمانية ولاحقاً ضم مشغولات من الهند وشرق آسيا.
يتكون المتحف من طابقين؛ الأول قاعة كبيرة مفتوحة للجمهور، وتطل على حديقة بها معروضات ومجسمات حقيقية لنافورة ومنحوتات وآنية موضوعة في الهواء الطلق، أما الطابق الثاني فتوجد به مخازن وقسم لترميم الآثار.
ويمتاز المتحف بالهدوء، لكن هذا الهدوء يعود لقلة الزائرين إلا من بعض طلاب الكليات الفنية والفنانين الذين يفترشون الأرض لتصوير ومحاكاة المعروضات فيه. ورغم أهمية المكان فإن تذكرة الدخول والتصوير مرتفعة بالنسبة لعامة الشعب المصري الذي لا يستطيع اصطحاب الأطفال للمتحف، بسبب كلفة ذلك على ميزانياتهم المتواضعة.
تعرض المتحف لأضرار جسيمة في عام 2014 عندما استهدف الإرهاب مديرية أمن القاهرة (التي تقع في مواجهة المتحف) بسيارة مفخخة وأدى الانفجار إلى تحطم واجهة المتحف وتضرر الكثير من المعروضات، خصوصا تلك التي كانت بحديقة المتحف. ولكن أسهمت منظمة يونسكو بمبلغ كبير وفوري لإنقاذ المتحف، وكانت النتيجة افتتاحه في يناير 2017 في صورة بهية جداً، ولكن تحت حراسة مشددة، ومع الكثير من الموظفين ورجال الأمن داخله وخارجه. ومن المفارقات أن المسؤولين حددوا أربعة أشهر لتجديد المتحف، ولكنه احتاج بسبب البيروقراطية الحكومية إلى ثلاث سنوات كاملة للافتتاح.
من أجمل المعروضات مجموعة من الأبواب والنوافذ الخشبية القديمة الأصلية، والقطع الذهيبية المطعمة بالألماس، والثريات النحاسية التي تستقبل الداخل للمتحف. وللمتحف مدخلان من الناحية الشمالية والجنوبية، ولكن المفتوح فقط هو المواجه لشارع بورسعيد أمام مديرية الأمن، ولعل كثافة الوجود الأمني هي ما يجعل معظم المارة يتجنبون عبور الشارع، ويبحثون عن ممر آخر في الشوارع الجانبية، مما أدى إلى عزلة المتحف أيضاً.
بعد الافتتاح الجديد ضم المتحف 400 قطعة جديدة تعرض لأول مرة، وكان الانفجار قد دمر 179 قطعة لم يتمكن الفنيون المتخصصون من ترميم سوى 160 قطعة منها، وأصبح عدد المعروضات بعد الزيادة الجديدة حوالى 4400 قطعة من بينها العديد من العملات الذهبية والفضية والمعدنية.
اقــرأ أيضاً
يوجد المتحف في ميدان باب الخلق، أحد أقدم أحياء وسط القاهرة الإسلامية القديمة أو القاهرة الخديوية، المنسوبة إلى الخديوي إسماعيل (1830 - 1895) كما يطلق عليها أحياناً، وتمتد من كوبري قصر النيل إلى ميدان العتبة وفيها دار الأوبرا القديمة، وتجاور شواهد أثرية مهمة، مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد ابن طولون وقصر عابدين.
كان المكان الذي يضم المتحف يسمى في القرن التاسع عشر "دار الآثار العربية"، وكانت تجاوره دار المحفوظات القديمة، وقد أنشئ المتحف امتداداً لقرارات أسرة محمد علي بالحفاظ على الآثار المصرية بوصفها تراثاً إنسانياً، وأيضاً لأن أسرة محمد علي، مؤسس مصر الحديثة، أرادت محاكاة دول أوروبا في تشييد المتاحف وافتتاح المعارض، وهو ما حفظ للإنسانية كثيراً من التراث الذي كان من المرجح أن يضيع.
ولقد كانت المجموعة الأولى في المتحف من مقتنيات مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي (985 - 1021)، ثم زادت المعروضات بضم هبات وهدايا الأمراء والباشوات في مصر، والذين أمدوا المتحف بالسجاد العجمي القادم من إيران، والمعروف بأنه لا يزال يصنع يدوياً وتكثر فيه المنمنمات، وكذلك السجاد التركي المشهور بزخرفاته، هذا إضافة إلى المصنوعات الخزفية والبورسلين والزجاج المصنوع في الدولة العثمانية ولاحقاً ضم مشغولات من الهند وشرق آسيا.
يتكون المتحف من طابقين؛ الأول قاعة كبيرة مفتوحة للجمهور، وتطل على حديقة بها معروضات ومجسمات حقيقية لنافورة ومنحوتات وآنية موضوعة في الهواء الطلق، أما الطابق الثاني فتوجد به مخازن وقسم لترميم الآثار.
ويمتاز المتحف بالهدوء، لكن هذا الهدوء يعود لقلة الزائرين إلا من بعض طلاب الكليات الفنية والفنانين الذين يفترشون الأرض لتصوير ومحاكاة المعروضات فيه. ورغم أهمية المكان فإن تذكرة الدخول والتصوير مرتفعة بالنسبة لعامة الشعب المصري الذي لا يستطيع اصطحاب الأطفال للمتحف، بسبب كلفة ذلك على ميزانياتهم المتواضعة.
تعرض المتحف لأضرار جسيمة في عام 2014 عندما استهدف الإرهاب مديرية أمن القاهرة (التي تقع في مواجهة المتحف) بسيارة مفخخة وأدى الانفجار إلى تحطم واجهة المتحف وتضرر الكثير من المعروضات، خصوصا تلك التي كانت بحديقة المتحف. ولكن أسهمت منظمة يونسكو بمبلغ كبير وفوري لإنقاذ المتحف، وكانت النتيجة افتتاحه في يناير 2017 في صورة بهية جداً، ولكن تحت حراسة مشددة، ومع الكثير من الموظفين ورجال الأمن داخله وخارجه. ومن المفارقات أن المسؤولين حددوا أربعة أشهر لتجديد المتحف، ولكنه احتاج بسبب البيروقراطية الحكومية إلى ثلاث سنوات كاملة للافتتاح.
من أجمل المعروضات مجموعة من الأبواب والنوافذ الخشبية القديمة الأصلية، والقطع الذهيبية المطعمة بالألماس، والثريات النحاسية التي تستقبل الداخل للمتحف. وللمتحف مدخلان من الناحية الشمالية والجنوبية، ولكن المفتوح فقط هو المواجه لشارع بورسعيد أمام مديرية الأمن، ولعل كثافة الوجود الأمني هي ما يجعل معظم المارة يتجنبون عبور الشارع، ويبحثون عن ممر آخر في الشوارع الجانبية، مما أدى إلى عزلة المتحف أيضاً.
بعد الافتتاح الجديد ضم المتحف 400 قطعة جديدة تعرض لأول مرة، وكان الانفجار قد دمر 179 قطعة لم يتمكن الفنيون المتخصصون من ترميم سوى 160 قطعة منها، وأصبح عدد المعروضات بعد الزيادة الجديدة حوالى 4400 قطعة من بينها العديد من العملات الذهبية والفضية والمعدنية.