متاهة حرب

14 ابريل 2019
فاتح المدرس / سورية
+ الخط -

أنا تائهٌ كالحرب
أمضي في طريق طويل
مليء بالأوزار
لا أرى نهاية له
ولا أفقه شيئاً في الجغرافيا
أُدرك أنني أسير باتجاه الهلاك؛
وثمة شيء بداخلي يمنعني عن التوقف
أشعر أنني روبوت
أو أن أحدهم زرع في صدري جهاز تحكم عن بعد
أو ربما عقلي مصاب بفايروس إلكتروني.

***

ممزق كأوراق شجرة عارية
ضاجعها خريف أجدب..
مرّ أيلول دون أن أسعده
وعجزت عن إعطاء من حولي ذرة أكسجين،
فسقطت بعد أن قتلني الحياة
وأدركت أن مطراً،
لن يغسل عني وجه الموت،
سيحملني خارج المكان.

***

مشرّدٌ ككاتب لم يذق قَلَمهُ مرق السلطة
فحُكِم عليه بالنفي
كنازحٍ لم يسمح لمنظمة الإغاثة بالتقاط صورة لأسرته
ككل المجانين الذين اتخذوا من أرصفة المدينة أصدقاءً لهم
كتنهيدة اقتلعت صدري دون أن يسمع بها الوجع
كطفلٍ يمر بجوار مدرسته كل صباح،
يردد زملاؤه تحية العلم
بينما يحمل هو ميزاناً
يعول من خلاله أسرة.

***

حزينٌ كأواني الطعام في منزل أُسرة أصابتها المجاعة
كرائحة طبخ
تسلّلت خطأً إلى منازل الفقراء
فأيقظت شهيّة الأطفال ودموعهم

ومثقلٌ بهموم أرملة مسنّة
قتلت الكوليرا ابنها الوحيد.


(كاتب من اليمن)

المساهمون