متابعة شعبية واسعة وتفاؤل فلسطيني بمؤتمر إعمار غزة

12 أكتوبر 2014
اهتمام يلفه التشاؤم بجمع المبلغ المخصص للإعمار (أرشيف/getty)
+ الخط -
في الأسواق، والمحال التجارية، وعلى الإذاعات المحلية، يتابع الفلسطينيون باهتمام أية أخبار قادمة من القاهرة، التي استضافت أمس مؤتمر غزة الدولي لإعادة الإعمار، والذي يعقد في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر 51 يوماً.

وضبط المواطنون قنواتهم التلفزيونية وأثير إذاعاتهم على البث المباشر لمؤتمر إعادة الإعمار، انتظاراً لما ستؤول إليه فعاليات الحدث، أملاً بالحصول على المبلغ المستهدف لإصلاح ما دمره العدوان.

وتعرضت غزة إلى تدمير كبير في منشآتها الاقتصادية ومرافقها التعليمية والصحية والسكنية، حيث ما يزال أكثر من 100 ألف مواطن بدون مأوى حتى تاريخ انعقاد المؤتمر، بينما تراجعت معدلات النمو الاقتصادي ودخلت مرحلة الانكماش.

وعلى الرغم من حالة التشاؤم التي تسود وسط الفلسطينيين، بعدم الوصول إلى المبلغ المأمول، بالنظر إلى التجارب السابقة خلال الحربين الماضيتين، إلا أن الاجتماع الأخير للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ربما يخلق بعض الطمأنينة للمانحين خلال مؤتمر القاهرة.

وبعد العدوانين اللذين تعرضت لهما غزة عامي 2009 و2012، فإن مئات المشاريع والمنازل المهدمة لم يتم إعادة بنائها حتى اليوم، بينما لم توف دول عربية وأجنبية بما تعهدت به للجانب الفلسطيني حينها.

وأجمع مواطنون خلال لقاءات متفرقة مع مراسل "العربي الجديد" في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إن أي دعم سيقدم للفلسطينيين سيكون مرتبطاً بأهداف سياسية، بينما ذهب آخرون إلى أن الدعم المالي سيكون مرتبطاً بشروط يضعها المانحون على الحكومة الفلسطينية، أهمها بسط سيطرتها على الأرض والمعابر مع مصر والضفة، وإعادة إدارة المؤسسات الرسمية فيها.

بينما أبدى آخرون تفاؤلاً بعد كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال المؤتمر، والتي تحدث فيها عن الخسائر الفلسطينية نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، والتكلفة التي يتحملها الفلسطينيون، نتيجة سيطرة إسرائيل على الموارد الطبيعية.

ويرى الباحث الاقتصادي مهند عقل، إن التوقعات تشير إلى إمكانية توفير المبلغ المطلوب، بالنظر إلى حجم المشاركة الدولية وتنوعها، "خاصة دول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية".

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مراسل "العربي الجديد"، "الحضور العربي لافت هذه المرة، ونحن نعوّل عليه أكثر من تعويلنا على الدول المانحة الأجنبية، التي ستربط المساعدات بشروط سياسية منها بسط حكومة الوفاق سيطرتها على القطاع".

بينما توقع رئيس جمعية الاقتصاديين الفلسطينيين، د. سمير عبد الله أن مؤتمر العام الجاري سيكون مختلفاً عن سابقه، "لاعتبارات عدة أهمها أن نظرة العالم إلى إسرائيل بدأت تتغير باتجاه التعاطف مع الفلسطينيين".

وقال خلال لقاء مع "العربي الجديد"، سيتم توفير المبلغ الذي وضعته لجنة إعادة الإعمار برئاسة وزير الاقتصاد في حكومة الوفاق د. محمد مصطفى والبالغ أربعة مليارات دولار"، مشيراً إلى أن الدول العربية سيكون لها الثقل الأكبر في حجم المساعدات.
دلالات
المساهمون