كأن القتل بات من مستلزمات مؤتمر جنيف السوري، ويبدو أن المايسترو الروسي أصبح على قناعة بأن أفضل وسيلة لتهيئة مسرح المفاوضات هي القيام بعمليات ترويع استباقية، من خلال إيقاع أكبر قدر من الضحايا المدنيين الذين لا حساب لهم في بورصة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الشأن السوري، وهذا أمر تجلى في صورة غير قابلة للنقاش بعد قمة سوتشي، التي جمعت الأسبوع الماضي بوتين بنظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان.
على أبواب كل جولة من مفاوضات جنيف، تنشط آلة القتل الروسية، وتتناغم معها تلك التابعة للنظام السوري والمليشيات الإيرانية، كما يحصل حاليا في دير الزور والغوطة الشرقية، حيث يتعرض المدنيون منذ أيام عدة لسلسلة من الغارات الوحشية، سقط من جرائها العشرات من الذين لا يزالون صامدين بوجه حرب التجويع الأسدية التي لا مثيل في كلبيتها. في الغوطة الشرقية، يعيش نحو 400 ألف مواطن سوري محاصر منذ عدة سنوات لا يسمح النظام بوصول المساعدات الإنسانية إليهم، رغم أن الأمم المتحدة حذرت من كارثة إنسانية عدة مرات.
ومنذ أيام، طافت العالم صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ومات منهم سبعة من دون أن يتعرض فارضو الحصار من جنود الأسد والمليشيات الإيرانية لأي مساءلة أو إدانة دولية. ولا يخفى على أحد أن استخدام النظام لسلاح التجويع ما كان ليحصل من دون غطاء روسي وغض طرف دولي.
ليس هناك من هم أكثر وقاحة من الروس في سورية. يبطشون على مدار الوقت بالشعب السوري منذ تدخلهم العسكري المباشر إلى جانب النظام في سبتمبر/ أيلول 2015. ورغم حرب الإبادة واستراتيجية التدمير الشامل (مبدأ غروزني) التي طبقوها بدءا من حلب قبل سنة، فإنهم يصورون أنفسهم خارج الميدان على أنهم طرف يعمل من أجل تحقيق السلام في سورية، وتصل بهم الوقاحة إلى ممارسة الفيتو في مجلس الأمن من أجل منع وضع آلية للتحقيق باستخدام النظام للأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي يدعون لمؤتمر سوري موسع في منتجع سوتشي من أجل الحل تحت يافطة "مؤتمر شعوب سورية".
هل هناك أكثر احتقارا من هذا للسوريين واستهانة بهم، وعدم احترامهم كشعب وبلد مستقل؟
لقد تبين أن الروس يتعاملون مع سورية على نحو يتجاوز ما قاموا به في غروزني، وبما يفوق في فظاعته وبدائيته سلوك أي استعمار آخر في تاريخ الأرض، وهم في فظاظتهم إنما يستعيدون فصولا من الاستعمار سبق لهم أن مارسوها في أفغانستان في الثمانينيات، وكانت النتيجة خسارتهم وتفتيت أفغانستان.
يتبع بوتين مبدأ اقتل وفاوض، وطالما ليس هناك من يقف في وجهه، فهو يتقدم على هذا الطريق من دون أي مراعاة لمبادئ القانون الدولي، الذي يصنف أفعال قواته في سورية على أنها جرائم حرب.
والمؤسف أن وفد الهيئة العليا المفاوض قرر الذهاب إلى جنيف في ظل القتل الروسي، ولم يصدر عنه حتى بيان احتجاج.
بوتين الذي يمارس القتل في سورية لن يكون معنيا إلا بما يهم مصالح بلده، وإذا كان سيحتفظ بالأسد في الحكم فلن يكون ذلك إلا من أجل العمل كوكيل للمصالح الروسية، وعلى ما يبدو أن الأسد جاهز لأن يشغل أي وظيفة يسندها له صاحب الفضل، الذي خلصه من تبعات جريمة الغوطة باستخدام الكيميائي في أغسطس/ آب 2013، واستمر يحمي نظامه من السقوط حتى اليوم.
لن يوقف الروس المجازر بحق الشعب السوري، ولن يغيروا من أساليب الوصاية على مستقبل السوريين من دون موقف سوري حاسم من طرف المعارضة، يبدأ بمقاطعة موسكو سياسيا والتعامل معها كدولة احتلال.
على أبواب كل جولة من مفاوضات جنيف، تنشط آلة القتل الروسية، وتتناغم معها تلك التابعة للنظام السوري والمليشيات الإيرانية، كما يحصل حاليا في دير الزور والغوطة الشرقية، حيث يتعرض المدنيون منذ أيام عدة لسلسلة من الغارات الوحشية، سقط من جرائها العشرات من الذين لا يزالون صامدين بوجه حرب التجويع الأسدية التي لا مثيل في كلبيتها. في الغوطة الشرقية، يعيش نحو 400 ألف مواطن سوري محاصر منذ عدة سنوات لا يسمح النظام بوصول المساعدات الإنسانية إليهم، رغم أن الأمم المتحدة حذرت من كارثة إنسانية عدة مرات.
ومنذ أيام، طافت العالم صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ومات منهم سبعة من دون أن يتعرض فارضو الحصار من جنود الأسد والمليشيات الإيرانية لأي مساءلة أو إدانة دولية. ولا يخفى على أحد أن استخدام النظام لسلاح التجويع ما كان ليحصل من دون غطاء روسي وغض طرف دولي.
ليس هناك من هم أكثر وقاحة من الروس في سورية. يبطشون على مدار الوقت بالشعب السوري منذ تدخلهم العسكري المباشر إلى جانب النظام في سبتمبر/ أيلول 2015. ورغم حرب الإبادة واستراتيجية التدمير الشامل (مبدأ غروزني) التي طبقوها بدءا من حلب قبل سنة، فإنهم يصورون أنفسهم خارج الميدان على أنهم طرف يعمل من أجل تحقيق السلام في سورية، وتصل بهم الوقاحة إلى ممارسة الفيتو في مجلس الأمن من أجل منع وضع آلية للتحقيق باستخدام النظام للأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي يدعون لمؤتمر سوري موسع في منتجع سوتشي من أجل الحل تحت يافطة "مؤتمر شعوب سورية".
هل هناك أكثر احتقارا من هذا للسوريين واستهانة بهم، وعدم احترامهم كشعب وبلد مستقل؟
لقد تبين أن الروس يتعاملون مع سورية على نحو يتجاوز ما قاموا به في غروزني، وبما يفوق في فظاعته وبدائيته سلوك أي استعمار آخر في تاريخ الأرض، وهم في فظاظتهم إنما يستعيدون فصولا من الاستعمار سبق لهم أن مارسوها في أفغانستان في الثمانينيات، وكانت النتيجة خسارتهم وتفتيت أفغانستان.
يتبع بوتين مبدأ اقتل وفاوض، وطالما ليس هناك من يقف في وجهه، فهو يتقدم على هذا الطريق من دون أي مراعاة لمبادئ القانون الدولي، الذي يصنف أفعال قواته في سورية على أنها جرائم حرب.
والمؤسف أن وفد الهيئة العليا المفاوض قرر الذهاب إلى جنيف في ظل القتل الروسي، ولم يصدر عنه حتى بيان احتجاج.
بوتين الذي يمارس القتل في سورية لن يكون معنيا إلا بما يهم مصالح بلده، وإذا كان سيحتفظ بالأسد في الحكم فلن يكون ذلك إلا من أجل العمل كوكيل للمصالح الروسية، وعلى ما يبدو أن الأسد جاهز لأن يشغل أي وظيفة يسندها له صاحب الفضل، الذي خلصه من تبعات جريمة الغوطة باستخدام الكيميائي في أغسطس/ آب 2013، واستمر يحمي نظامه من السقوط حتى اليوم.
لن يوقف الروس المجازر بحق الشعب السوري، ولن يغيروا من أساليب الوصاية على مستقبل السوريين من دون موقف سوري حاسم من طرف المعارضة، يبدأ بمقاطعة موسكو سياسيا والتعامل معها كدولة احتلال.