أما دفاعه عن زوجته، فيما يخص لقاءها مع الصحيفة البريطانية، ووصفه لما قيل إنها تفوهت به في المقابلة بأنه مُجتَزَأٌ، أو أنه كان مُوجَّهاً لجمهور غير فرنسي، فكان سقطة بكل المعايير، لأن الصحافية البريطانية في "صنداي تليغراف"، أقرت بصحة ما ورد في البرنامج الفرنسي حول تصريح بينيلوبي من أنها لم تشتغل أبداً مُساعدة لزوجها.
قرر فيون أن يمضي قدماً، مُهدّداً أسرتَه السياسية، وكل من قد يطمح للحلول مكانه، بأنه المرشح الرسمي والشرعي وأن غيره هو الفوضى، وهو يعرف أن الإعلام وليس فقط "لوكنار أونشينيه" أو "ليبراسيون" أو "ميديا بارت" سيتتبعه، وسيحفر في ماضيه؛ الإعلام الذي استطاع أخيراً، من خلال مجلة "لوبوان" وصحيفة "ليبراسيون"، كشف ما أصبح يسمى الآن، بقضية "بيغماليون"، والتي تهدد مستقبل نيكولا ساركوزي، وهو يستعد لاستحقاق رئاسي غامض، وتوسخ سمعة قياديين نافذين في حزب "الجمهوريون".
وتتواصل المبارزة، عن بعد، بين فرانسوا فيون ووسائل الإعلام وصحافة التحريات، وعلى رأسها "لوكنار أونشينيه"؛ فبعدما استمع الرأي العام لتبريرات واعتذار فرانسوا فيون، من دون اقتناع جماهيري كبير (65 في المائة من الفرنسيين لا يريدون فرانسوا فيون مرشحاً لليمين والوسط، ويأملون في استبداله بمرشح آخر)، كان الجمهور ينتظر فصلاً آخر من هذه المبارزات. وفي جديد "لوكنار أونشينيه" اليوم الأربعاء، أن المحققين لم يعثروا على أي أثر، سواء تعلق الأمر بإيميل أو علامات أو أجندة، وربما حتى رسالة قصيرة، لـ(خمس عشرة سنة من العمل) "المثابر والمستحق لبينيلوبي" كما يقول فيون. كما تورد الصحيفة أن زوجة فيون لم تحصل فقط على راتب شهري، بل أيضاً على تعويضات تسريح بمبلغ 45 ألف يورو.
كما سخرت الصحيفة الفرنسية الساخرة من تناقضات فرانسوا فيون، بخصوص حسابه المصرفي، ففي لقائه الانتخابي يوم 29 يناير/كانون الثاني، أعلن أنه لا يتوفر إلا على حساب مصرفي واحد، بينما أقرّ في ندوته الصحافية بأنه يمتلك 17 حساباً في مصرف "القرض الفلاحي".
وتعترف "لوكنار أونشينيه" أنها ستواصل التحري رغم التهديدات التي تنهال عليها، والتي يتوعد بعضها بـ"اصطياد" "البطة المقيدة" (الترجمة العربية لاسم الصحيفة)، والبعض الآخر كان يأمل "لو أن الأخَوَين كواشي مُنِحَا عنوان "لوكنار أونشينيه"، حينها "كان الهواء سيكون أنقى"، وآخرون يتوعدون الصحيفة بـ"ثلاث رصاصات"، على "طريقة دونالد ترامب". ولم يُخْف أحدهم نواياه في تحويل "لوكنار أونشينيه" إلى "شارلي إيبدو جديدة"، كما تستعرض الصحيفة بعض خطابات جمهورها الذي يتساءل إن كانت بينيلوبي فيون قد حصلت على تعويضات البطالة، وهل ستحصل على تقاعُدٍ نظير أنشطتها التي يدور الشك حول حقيقتها؟ وكيف تمت مكافأة من كانوا يقومون بالعمل مكانها أو عبر مساعدتها؟ وهنا تجيب بأن "المحققين يتساءلون، حالياً، إن كان ثمة مساعدون آخرون "حقيقيون" تلقوا مكافآت من مدينة فرانسوا فيون "سابلي-سور- سارت" أو من طرف برلمانيين أصدقاء".
ورغم كل هذا يواصل المرشح فرانسوا فيون عناده الانتخابي، وسط دعم من قياديي حزبه، على الأقل، شفهياً، في ظل غياب أنصار "انتحاريين"، مستعدين للنصر أو الشهادة، كما كانت عليه حاشية جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.