ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه في الوقت الذي اجتهد فيه رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، في زيارته تل أبيب، لمحاولة إقناع نتنياهو بقبول المبادرة الفرنسية دون جدوى فإن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، يعكف من وراء الكواليس على إطلاق مبادرة جديدة، موازية للمبادرة الفرنسية، لكنها تستوفي الشروط الإسرائيلية، من حيث عدم حديثها عن مؤتمر دولي، واقتصار المفاوضات على إسرائيل والجانب الفلسطيني، برعاية مصرية في القاهرة.
وبحسب الصحيفة، تجري، في الأيام الأخيرة، اتصالات وتحركات دبلوماسية جادة، تقودها مصر في محاولة لتنظيم لقاء قمة يجمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي سيقوم بدور الوساطة بين الاثنين في اللقاء الذي سيعقد في القاهرة.
إلى ذلك، نقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصدر فلسطيني، وصفه بأنه رفيع المستوى قوله: إن الاتصالات متواصلة، ولم تنضج بعد لدرجة التفاهمات.
وذكرت هذه المصادر، أن كون السيسي الذي يحظى بتأثير نافذ على القيادة الفلسطينية، هو صاحب المبادرة، فإن ذلك يعزز من فرصها في النجاح والخروج إلى حيز التنفيذ، لأن إسرائيل ستكون محرجة في رفض المبادرة المصرية، على ضوء شبكة العلاقات الأمنية المتينة بين الطرفين، والتنسيق المتواصل بينهما.
ويبدو وفقاً لما نشرته "يديعوت أحرونوت" أن المبادرة المصرية تأتي بتنسيق كامل مع نتنياهو، علما بأن مكتب الأخير رفض التعقيب عليها. لكن المبادرة تحاكي الشروط التي وضعها نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي المشترك، أمس مع رئيس الحكومة الفرنسية، أن يعقد لقاء ثنائي بينه وبين عباس، في قصر الإليزيه أو أي مكان آخر تختاره فرنسا، وعندها سيكون نتنياهو على استعداد لمناقشة كافة القضايا: كالحدود والاعتراف المتبادل، والتحريض، واللاجئين والمستوطنات.
وأعرب نتنياهو في المؤتمر نفسه، عن رفض صيغة المبادرة الفرنسية المطروحة لعقد مؤتمر دولي، معتبراً أن هذه الصيغة لن تدفع الفلسطينيين للقبول بتسوية مع إسرائيل.