وقتل 9 أشخاص خلال أعمال العنف التي استهدفت أشخاصاً متهمين بامتصاص دماء الآخرين، بحسب صحيفة "ذي إندبندنت".
وقد تركز العنف في المناطق الجنوبية التي تعاني من الفقر في البلاد، بما في ذلك مولانجي وفالومبي، حيث يشيع الإيمان بالسحر. وتعتبر مالاوي الواقعة في جنوب شرق أفريقيا سادس أفقر دولة في العالم.
ووقعت ثلاثة حوادث منفصلة على الأقل في الأشهر الأخيرة، أحدها تمثل في سحب زوجين بلجيكيين من سيارة دفع رباعي وضربهما من قبل مجموعة من المهاجمين اتهموهما بامتصاص الدماء.
ودفعت هذه الهجمات وكالات دولية مثل الأمم المتحدة إلى سحب موظفيها من تلك المناطق وتحذير السياح من زيارتها.
والعديد من الأشخاص الذين كانوا هدفاً للهجمات هم من الأثرياء، ما دفع البعض للاعتقاد بأن تهمة امتصاص الدماء هي مجاز يصف النخبة الاقتصادية التي تقوم بامتصاص الثروة، بعيداً عن الأغلبية المحرومة في البلاد.
وقال أنتوني متوتا المحاضر في الجامعة الكاثوليكية في مالاوي إن تقارير مص الدم تنبع من "المصاعب الاقتصادية وعدم المساواة"، وأوضح أن القضية تتعلق بالأغنياء مقابل الفقراء، حيث أن الفقراء يعتقدون أن الأغنياء جشعون ويمتصون دماء الفقراء.
واضطرت الشرطة لإنقاذ أحد الضحايا، ويدعى أورليندو تشامبوندا، بعد أن أقدم حوالى ألفي شخص من المسلحين بالسواطير والحجارة على مهاجمة منزله. لكنه كان خارجاً في ذلك الوقت، وقال إنه كان سيقتل لولا ذلك.
جاءت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع على الغوغاء خلال مواجهات استمرت 5 ساعات.
ونفى الرجل تهمة امتصاص الدماء، واعتبر الأمر أنها مسألة غيرة من الأغنياء.
وقد ادعى عدد من الأشخاص أنهم كانوا ضحايا لـ"مصاصي الدماء". إذ قالت جامية بوليني، 40 عاماً، إنها تعرضت للاعتداء في منزلها بقريتها نغولونغوليوا.
وزعمت أنها ليست واهمة، وأنها رأت ضوءاً في زاوية السقف، ولم تتمكن من النهوض من سريرها، وشعرت بشيء يثقب ذراعها اليسرى، وسمعت شخصاً يهرب من المكان ثم فقدت وعيها.
وقالت امرأة أخرى تدعى فلورنسا كالونغا، 27 عاماً، إنها كانت نائمة بجوار زوجها عندما رأت ضوءاً يشبه النار، وسمعت الباب يفتح، ثم شعرت بشيء مثل إبرة في إصبعها.
وكان رئيس مالاوي، بيتر موثاريكا، قد أبدى أن هناك بعض الحقيقة في تلك المزاعم، وقال: "إذا كان الناس يستخدمون السحر لامتصاص دم الناس، فسأتعامل معهم".
غير أنه قام مؤخرا بتفكيك التقارير، وأوضح أنه لا يوجد دليل على امتصاص الدماء، وأضاف أنها مجرد كذبة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
(العربي الجديد)