ما نعرفه عن أبو إبراهيم الهاشمي... خليفة البغدادي وزعيم "داعش" الغامض

01 نوفمبر 2019
قادة الصف الأول قتلوا مع البغدادي (Getty)
+ الخط -
حتى اللحظة لا شيء مؤكد حول هوية زعيم تنظيم "داعش" الجديد، الذي أعلن عنه في خطاب صوتي عبر وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، والذي جاء ضمن اعتراف بمصرع الزعيم السابق أبو بكر البغدادي.

وبصرف النظر عن كون الإعلان عن اسم "الخليفة" الجديد للتنظيم جاء بشكل شاذ وغير مسبوق في تاريخ التنظيمات والجماعات التي على شاكلة "داعش"، على اعتبار أن القاعدة الشرعية الثابتة هي "أمير معلوم وبيعة معلنة"، وهو ما لا يتوفر في الإعلان الحالي، فإنه من المتوقع أن يكون إعلان اسم الزعيم الجديد محل خلافات داخل قيادات التنظيم نفسه، التي تعيش في الأساس خلافات فقهية وشرعية وحتى ميدانية تتعلق بعمليات التنظيم وخططه، صارت أكثر وضوحا منذ خسارته آخر معاقله الرئيسة في دير الزور السورية.

واعترف تنظيم "داعش" الإرهابي، مساء أمس الخميس، بمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي والمتحدث باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر، معلنا بالوقت نفسه تعيين المدعو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلفاً للبغدادي.

وحرص الإعلان على ذكر اللقب (الهاشمي القرشي)، في إشارة منه إلى أنه من سلالة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وهي ميزة ممنوحة له تقدمه على من سواه.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي، الأحد الماضي، مقتل البغدادي في عملية إنزال نفذتها قوات أميركية خلال الليل في قرية باريشا في محافظة إدلب، شمال غربي سورية. وأشار إلى أنه قتل بعدما فجر سترة ناسفة كان يرتديها عقب حشره في نفق أسفل المجمع السكني الذي كان يسكن فيه.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد نشرت اللقطات المصورة الأولى للغارة التي نفذتها قوات خاصة في مطلع الأسبوع بسورية وأفضت إلى مقتل زعيم تنظيم "داعش"، وحذرت من أن التنظيم المتشدد قد يحاول شن "هجوم انتقامي".

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، تحسين الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "الأجهزة العراقية المختصة لديها معلومات أولية عن زعيم تنظيم داعش الجديد، خصوصاً أننا نمتلك قاعدة بيانات لبعض الإرهابيين من المقربين من البغدادي، والقرشي لم يكن من ضمن المقربين إلى البغدادي".

وبيّن أن "القرشي يعتبر من الخط الثالث، وهو عراقي الأصل، لكن ترشيحه تم بسبب أن أغلب قيادات داعش المقربة من البغدادي قتلت في الغارة الجوية الأخيرة".

وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العسكرية العراقية أن "تنظيم داعش استخدم كنية جديدة غير معروفة لزعيمه، حتى لا يتم كشف هويته كما حصل مع البغدادي، ويكون مراقبا ومتابعا".

وتابع "حاليا، لدينا معلومات أولية عن زعيم تنظيم داعش الجديد، لكن في الأيام المقبلة سوف تتوفر لدينا معلومات كافية وكثيرة عن هذا الإرهابي".


أما الخبير الأمني المقرب من أجهزة الاستخبارات العراقية، فاضل أبو رغيف، فقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "لغاية الآن لا توجد معلومات متوفرة بشكل كامل عن زعيم تنظيم داعش الجديد، وهو قد يكون قياديا بارزا ومعروفا في التنظيم، لكن تم استخدام كنية غير معروفة له".

وأضاف أبو رغيف أنه "تم اختيار كنية غير معروفة من أجل التضليل وإخفاء الاسم الحقيقي، خوفاً من تكرار ما حصل مع البغدادي من متابعة وملاحقة ثم اغتيال، ولهذا الغرض تم إخفاء الاسم واستخدام كنية غير معروفة". وأكد أنه "وفق المعلومات الأولية، فإن زعيم تنظيم داعش الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، قد يكون عراقيا من مدنية سامراء، وقد يكون من الجزيرة العربية".

وكشف الخبير الأمني أن "أجهزة الاستخبارات العراقية لديها تحرك كبير من أجل معرفة من هو زعيم تنظيم داعش الجديد، حتى تتم متابعته وملاحقته وقتله، كما حصل مع البغدادي، وهناك معلومات لكن لا يمكن كشفها لوسائل الإعلام في الوقت الحالي".

وقال أيمن التميمي، وهو باحث في جامعة سوانسي يركز على تنظيم "داعش"، لوكالة "رويترز"، إن اسم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي غير معروف، لكنه قد يكون شخصا قياديا يدعى الحاج عبد الله عرفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه الخليفة المحتمل للبغدادي، والعضو البارز السابق في تنظيم "القاعدة" بالعراق، ويعرف أيضا باسم محمد عبد الرحمن المولى.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في أغسطس/آب الماضي تقديمها مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى معرفة موقع ثلاثة قادة بارزين في "داعش"، هم أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى وسامي جاسم محمد الجبوري ومعتز نعمان عبد نايف نجم الجبوري. والمولى، الذي حددت مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، وتوجد شكوك أنه "الخليفة" الجديد للتنظيم، يُعرف أيضا باسم حجي عبد الله، هو أحد كبار قادة "داعش"، وكان باحثا دينيا في تنظيم القاعدة بالعراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولى دورا قياديا كبيرا في "داعش". وساعد حجي عبد الله بصفته واحدا من أكبر الأيديولوجيين في "داعش"، على قيادة وتبرير اختطاف أفراد من الأقلية الدينية الأيزيدية وذبحهم في شمال غرب العراق، ويعتقد أنه يشرف على بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة.