ما لم تكشفه "هآرتس" حول مجزرة الأسرى العرب

16 سبتمبر 2016
أسرى مصريون (Getty)
+ الخط -
أثار التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، حول قتل جيش الاحتلال لعشرات الأسرى العرب، دون أن يوضح هويتهم، ودون أن يشير إلى هوية الوحدة العسكرية التي نفذت عملية القتل تساؤلات عديدة، خاصة أن المعلومات عن مثل هذه المذابح ليست جديدة لكنها المرة الأولى التي تكتب فيها صحيفة عبرية وبقلم رئيس التحرير، ألوف بن، عن هذا الموضوع.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر قريبة من "هآرتس" أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت قيوداً شديدة على نشر تفاصيل هذه المجزرة، ومنع نشر أي معلومات يمكن أن تفضح هوية مرتكبها. مع ذلك فإن نشر هذه المعلومات يعيد إلى الأذهاب سلسلة من جرائم الحرب التي وقعت خلال حرب حزيران، وعلى رأسها تلك التي نفذتها وحدة "سيرت شاكيد بحق 250 اسير حرب مصرياً على الأق،ل وهي المجزرة التي أثار موضوعها الدكتور عزمي بشارة قبل سنوات على مستوى الرأي العام العربي والمصري عند تعيين بن أليعزر وزيراً للأمن معتمداً على كتاب "سييرت شاكيد" لمؤلفه المؤرخ العسكري "أوري ميلشطاين".

وقد اكتفى رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي تمت محاكمة الضابط المسؤول عن إصدار أمر القتل والحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات أفرج عنه بعد سبعة أشهر، وهو يقول أيضاً إن قائد هذا الضابط لم يقدم للمحاكمة، بل تمت ترقيته لرتبة عالية في الجيش الإسرائيلي.

وفي ما يخص ملف البريغدير جنرال بنيامين بن اليعزر، فقد  تمت ترقيته لاحقاً بعد الحرب  وأرسل في مهمة تعليمية وتدريبية في سنغافورة، مدرباً في كلية إعداد الضباط، وبعد عودته عين قائداً للواء العربة، ومن ثم عين قائداً لوحدة الاتصالات في جنوب لبنان، وقائداً عسكرياً "لمنطقة جنوب لبنان" بعد عملية الليطاني. ​

وفي عام 1978 تمت ترقيته لرتبة بريغدير جنرال وعين قائداً عسكرياً للضفة الغربية حتى عام 1981، وعينه بيغن في العام 1983 منسقاً لنشاطات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

ومع تعيينه وزيراً للأمن في مارس/آذار 2001، كشف المفكر العربي عزمي بشارة، عندما كان نائباً عن "حزب التجمع الوطني" في الكنيست، في مقال نشره في صحيفة "فصل المقال"، وبالاستناد إلى كتاب وضعه المؤلف العسكري الإسرائيلي أوري ميلشطاين عن وحدة "شاكيد"، أن بن أليعزر، كان قائد الوحدة التي نفذت جريمة إعدام 250 أسيراً مصرياً بعد استسلامهم وتسليمهم السلاح.

وتمكن المفكر العربي بشارة في حينه من دفع بعض الصحف المصرية إلى نشر الموضوع، كما عرض الأمر على القيادات المصرية في حينه (في لقاء له مع مستشار الرئيس المصري أسامة الباز)، لكن النظام المصري الحاكم في عهد حسني مبارك، الذي كان صديقاً شخصياً لبن اليعزر، باعتراف بن أليعزر نفسه، لم يحرك ساكناً.

وفي 25 فبراير/شباط 2007، بعدما بثت القناة الإسرائيلية الأولى، فيلماً وثائقياً أعده الصحافي ران إداليست تحت اسم روح شاكيد، أعلنت حينها فقط الصحف المصرية أن الحكومة المصرية طالبت بتوضيحات بشأن ملف الأسرى الذين جرى إعدامهم في الحرب بعد استسلامهم. وادعى بن أليعزر في حينه، أن الجنود المصريين لم يكونوا أسرى بل عناصر في وحدة كوماندو مصرية ألحقت ضرراً كبيراً بالجيش الإسرائيلي.

كما ذكر موقع "معاريف" في تاريخ 3 مارس/آذار 2007، أن بشارة، فضح تورط بن أليعزر في جريمة إعدام الأسرى المصريين، بالاستناد إلى كتاب ميلشطاين، ونجح في نشر هذه المعلومات في بعض الصحف المصرية، إلا أن الأمر لم يثر جدياً في مصر، خصوصاً بفعل العلاقات المميزة بين بن أليعزر وأقطاب الحكم في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ومنهم، إضافة إلى الأخير، رئيس المخابرات المصرية السابق، اللواء عمر سليمان.

وأشار أيضاً الكاتب الفلسطيني، بلال الحسن، في مقال نشره في صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن، بتاريخ 11 مارس/آذار 2007 إلى دور المفكر العربي، عزمي بشارة، في فضح جرائم الحرب التي نفذها بن أليعزر خلال مسؤوليته عن وحدة "شاكيد" إبان حرب يونيو/حزيران 1967.



دلالات