يلقي الباحث الكندي كين سينيوري المتخصّص في الدراسات الثقافية، محاضرة عند الخامسة من مساء اليوم بعنوان "الأدب العالمي ومعايير ما بعد الليبرالية"، في "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في بيروت.
يخوض الأكاديمي في علاقة الأدب بالقيم الجديدة التي بدأت تهيمن على العالم في العقدين الأخيرين، من ناحية العولمة وما بعد الليبرالية، مفترضاً أن المسألة ليست في أننا نعيش عصر الديستوبيا، ولكن أننا نشهد على العصر الذي نضطر فيه إلى التعامل مع أولويات التنوّع والتعدّد والوحدة أيضاً بأساليب جديدة، وهذا يتضمّن ضرورة إعادة تشكيل العلاقة بين السياسة والثقافة.
المحاضرة تتوقّف بشكل أساسي عند نظرية "العصر المحوري" للفيلسوف والمحلل النفسي الألماني كارل جاسبر (1883-1969) والتي قصد بها الفترة الممتدّة من القرن الثامن إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث ظهرت، بالتوازي، طرق جديدة في الهند والصين وفارس والعالمين اليوناني والروماني، للتفكير في الدين والفلسفة، واعتبر أن هذا العصر يمكن مقارنته بباقي تاريخ الفكر البشري.
يقول سينيوري "في تقاطع الطرق بين الأخلاق والثقافة، تبدو الليبرالية كما لو كانت مرحلة من تاريخ التفكير في مكان الجنس البشري في العالم"، ويفترض أن "تاريخ وممارسة الأدب العالمي يشيران إلى أن ثمة توزان جديد بين أوليات الوحدة والننوّع، لا هي بالليبرالية ولا بالتعددية الثقافية ولا الهوياتية بل المحورية".
من جهة أخرى، يستكشف سينيوري العلاقة بين الأدب غير الغربي والليبرالية، ويطرح أسئلة حول الموجات المتتابعة من العولمة التي أدّت إلى اضطرابات اجتماعية سبقت السياسية، وأجبرت الكثيرين على الهجرة والعيش في المنفى، وما يترتّب على ذلك من تحوّلات نفسية وسوسيولوجية وكيف يجري تمثيل هذه التحولات في الأدب العالمي.
يذكر أن سينيوري أحد أبرز المنظّرين الثقافيين المعاصرين، وقد صدرت له عدّة أعمال من بينها: "الوقوف بجانب الأنقاض" وهو عن الأدب والفن والسينما والثقافة الشعبية اللبنانية أثناء وبعد الحرب الأهلية. كما أصدر كتاب "الأزمات والذاكرة: تمثيلات المكان في السرد المشرقي الحديث"، والذي عاد فيه إلى أحداث سياسية معينة عصفت في المنطقة وتمظهراتها في الأدب، مثل احتلال فلسطين، وتأميم قناة السويس، وخروج منظمة التحرير من الأردن، والحرب اللبنانية.. وغيرها.