في بيانه الخاص بمناسبة استرجاع مدينة الرقة، ذكر وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أن "الأزمة السورية دخلت في طور جديد". إشارته تلك، ولو من دون توصيف، تلخّص تلميحات المسؤولين وتقديرات المراقبين بأن حقبة ما بعد الرقة مرشحة لتكون أصعب وأخطر؛ ليس فقط لأن القضاء على دويلة تنظيم "داعش" الإرهابي لا يعني الخلاص من مخاطره، بل أيضاً لأن الصراع في هذه الساحة مرشح لتتوسع دائرته، وبما يتعدى المنافسة على "تركة" هذا التنظيم في سورية، بحيث ستتداخل فيه قوى محلية وإقليمية ودولية سعياً وراء تركيز وترسيخ مواقع نفوذها الجيو – سياسي في سورية والمنطقة.
في هذا المجال، تصوّب الأنظار على دير الزور ومحيطها، حيث تحرز القوات السورية النظامية، وبدعم إيراني وروسي، تقدماً. تطور يقول الأميركيون إنه "يرمي إلى إقامة وتثبيت الممر الإيراني عبر العراق وسورية إلى المتوسط ولبنان".
على ضوء ذلك، أعلنت إدارة دونالد ترامب أن ركيزة سياستها السورية تقوم على "منع طهران من بسط نفوذها في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش، والتي تشمل دير الزور وجنوبها". وقد كشفت عن هذا التوجه في محاضرة ألقاها مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، الجنرال هربرت مكماستر، في سبتمبر/ أيلول الماضي، في "مؤسسة الدراسات الحربية"، المحسوبة على خندق اليمين المدافع عن سياسة العصا في الخارج. الأخير قال إن "منع إيران ووكيلها حزب الله من تحقيق مكاسب استراتيجية في سورية يشكل أحد أهم أهداف إدارة ترامب". وأضاف أن الإدارة وضعت استراتيجية وهي الآن قيد التنفيذ لترجمة هذا التوجه.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، كان من اللافت أن يعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، الكولونيل راين ديلون، قبل أيام، أن القيادة العسكرية الأميركية ستترك لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" حرية القرار بشأن ما إذا كانت تزمع التقدم إلى الجنوب من دير الزور لمطاردة بقايا "داعش" هناك. تصريح بدا أقرب إلى التمهيد لنقل المعركة إلى منطقة "الممر"، بما يعكس ما سبق أن تحدث عنه مكماستر حول التصدي لإيران في سورية.
ذلك السيناريو يضمر تصعيد المواجهة، مع ما ينطوي عليه من مخاطر ومحاذير. "إذا كان في نيّة الإدارة استخدام قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على منطقة الحدود (عند دير الزور)، فإننا سنجد أنفسنا في حرب مع القوات السورية والإيرانيين والمليشيا الشيعية.. وربما الروس"؛ يقول باتريك بيوكانن، عميد التيار القومي المحافظ الذي يشدد على وجوب الانسحاب من الخارج والنأي عن حروبه.
ويضيف محذراً أن "إيران لا تريد الحرب مع أميركا. من يريدها هم دعاة الحروب في واشنطن والشرق الأوسط من أمثال (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والعائلة المالكة في السعودية المتعطشة لقيام أميركا بسحق إيران". احتمال يثير مخاوف أوساط أميركية عديدة، ولو أن الكوابح الداخلية كثيرة وقوية في طريقه. فثمة اعتقاد بأن قرار الرئيس ترامب برفض الموافقة على الاتفاق النووي، وإصراره على أن إيران لا تقوم بتنفيذ التزاماتها في تطبيقه، خلافاً للقناعة الأميركية السائدة، والغربية أيضًا؛ ليس سوى الخطوة الأولى في إطار تهيئة المسرح لصدام عسكري مع طهران، خاصة إذا أقدم الرئيس على الانسحاب من الاتفاق كما هدد؛ فيما لو رفض الكونغرس الموافقة على عقوبات جديدة ضد طهران في غضون شهرين.
مثل هذه الخطوة محكومة برفع درجة التوتر وإمكانية الاحتكاك، حتى لو بقي الاتفاق ساري المفعول مع الآخرين. لكن الموانع كثيرة، وقد لا يكون بمقدور الرئيس إزاحتها؛ مثل العودة عن حافة الحرب مع كوريا الشمالية، ولو إلى حين. لكن ما يزيد من احتمالات المواجهة في الحالة الإيرانية هو العامل الإسرائيلي الذي يدفع في هذا الاتجاه.
اقــرأ أيضاً
في هذا المجال، تصوّب الأنظار على دير الزور ومحيطها، حيث تحرز القوات السورية النظامية، وبدعم إيراني وروسي، تقدماً. تطور يقول الأميركيون إنه "يرمي إلى إقامة وتثبيت الممر الإيراني عبر العراق وسورية إلى المتوسط ولبنان".
على ضوء ذلك، أعلنت إدارة دونالد ترامب أن ركيزة سياستها السورية تقوم على "منع طهران من بسط نفوذها في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش، والتي تشمل دير الزور وجنوبها". وقد كشفت عن هذا التوجه في محاضرة ألقاها مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، الجنرال هربرت مكماستر، في سبتمبر/ أيلول الماضي، في "مؤسسة الدراسات الحربية"، المحسوبة على خندق اليمين المدافع عن سياسة العصا في الخارج. الأخير قال إن "منع إيران ووكيلها حزب الله من تحقيق مكاسب استراتيجية في سورية يشكل أحد أهم أهداف إدارة ترامب". وأضاف أن الإدارة وضعت استراتيجية وهي الآن قيد التنفيذ لترجمة هذا التوجه.
في هذا السياق، كان من اللافت أن يعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، الكولونيل راين ديلون، قبل أيام، أن القيادة العسكرية الأميركية ستترك لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" حرية القرار بشأن ما إذا كانت تزمع التقدم إلى الجنوب من دير الزور لمطاردة بقايا "داعش" هناك. تصريح بدا أقرب إلى التمهيد لنقل المعركة إلى منطقة "الممر"، بما يعكس ما سبق أن تحدث عنه مكماستر حول التصدي لإيران في سورية.
ذلك السيناريو يضمر تصعيد المواجهة، مع ما ينطوي عليه من مخاطر ومحاذير. "إذا كان في نيّة الإدارة استخدام قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على منطقة الحدود (عند دير الزور)، فإننا سنجد أنفسنا في حرب مع القوات السورية والإيرانيين والمليشيا الشيعية.. وربما الروس"؛ يقول باتريك بيوكانن، عميد التيار القومي المحافظ الذي يشدد على وجوب الانسحاب من الخارج والنأي عن حروبه.
ويضيف محذراً أن "إيران لا تريد الحرب مع أميركا. من يريدها هم دعاة الحروب في واشنطن والشرق الأوسط من أمثال (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والعائلة المالكة في السعودية المتعطشة لقيام أميركا بسحق إيران". احتمال يثير مخاوف أوساط أميركية عديدة، ولو أن الكوابح الداخلية كثيرة وقوية في طريقه. فثمة اعتقاد بأن قرار الرئيس ترامب برفض الموافقة على الاتفاق النووي، وإصراره على أن إيران لا تقوم بتنفيذ التزاماتها في تطبيقه، خلافاً للقناعة الأميركية السائدة، والغربية أيضًا؛ ليس سوى الخطوة الأولى في إطار تهيئة المسرح لصدام عسكري مع طهران، خاصة إذا أقدم الرئيس على الانسحاب من الاتفاق كما هدد؛ فيما لو رفض الكونغرس الموافقة على عقوبات جديدة ضد طهران في غضون شهرين.
مثل هذه الخطوة محكومة برفع درجة التوتر وإمكانية الاحتكاك، حتى لو بقي الاتفاق ساري المفعول مع الآخرين. لكن الموانع كثيرة، وقد لا يكون بمقدور الرئيس إزاحتها؛ مثل العودة عن حافة الحرب مع كوريا الشمالية، ولو إلى حين. لكن ما يزيد من احتمالات المواجهة في الحالة الإيرانية هو العامل الإسرائيلي الذي يدفع في هذا الاتجاه.