ما الجديد في ألبوم عمرو دياب الجديد؟

13 مايو 2016
عمرو دياب (فيسبوك)
+ الخط -
كما هو متوقع، تصدّر ألبوم عمرو دياب، "أحلى وأحلى" قائمة المبيعات بعد ساعات من إطلاقه. ولم يؤثّر انفصاله عن شركة "روتانا"، ولا تأخير طرح الألبوم في متاجر بيع الأسطوانات، على نجاح الألبوم الجديد لـ "الهضبة"، أو على نسبة المبيعات. وما أن طُرِح الألبوم على قناة "ناي" على موقع "يوتيوب"، حتى حقّق نسبة عالية من المشاهدات، تجاوزت الثلاثة ملايين ونصف (حتى هذه اللحظة)، واشتعلت على الفور حربٌ كلامية شرسة بين جماهير عمرو دياب، حيث عبّر البعض عن إعجابهم الشديد بالألبوم الجديد، واستاء البعض الآخر من التكرار، والمستوى الفني المتردّي الذي ظهر به، عمرو دياب، في إصداره الجديد، الذي لا يتناسب مع تاريخه العريق. إن الاستماع لألبوم "أحلى وأحلى"، وقراءة ردود أفعال تثير الجدل في عدة مواضيع.

مقارنة مع النجاح القديم
الانطباع الأول الذي يتركه ألبوم، عمرو دياب، الجديد، هو انطباع سلبي، وهذا الأمر أصبح معتاداً بالنسبة للجمهور، فمنذ أن وصل عمرو دياب للعالميَّة، وتحديداً في عام 1996 بأغنيته الشهيرة "نور العين"، أصبح التعاطي مع كل ما يقدمه عمرو دياب يخضع في أول لحظة تلقّ، إلى المقارنة بين النجاح القديم في الماضي والحاضر المجهول. وغالباً ما تنتصر الأغاني القديمة المرتبطة بالذكريات الشخصية على العمل الجديد، ولكن سرعان ما يتم التأقلم مع الأغاني الجديدة، وتقتحم الأغاني الجديدة عاطفة المتلقّين. ومن الممكن أن نستثني بعض التجارب والألبومات لعمرو دياب، والتي حازت على انطباع أول إيجابي في العشرين عاما الأخيرة، مثل ألبوم "الليلة دي" الذي قام حسن الشافعي بتوزيعه بأسلوب يتناسب مع الذائقة العامة، وآمال الجماهير، بينما يبدو أسامة الهندي، الموزِّع الجديد لعمرو دياب، يفتقدُ لموهبة الشافعي.


أسلوب طرح حديث
تغيير الشركة المنتِجة التي يتعامل معها عمرو دياب، واستقلاله وإنتاجه لأعماله بنفسه ضمن شركته الجديدة "ناي"، قد يكون الحدث الأبرز في هذا الألبوم. وكذلك، أيضاً، تماشي طرح الألبوم مع الموجة الجديدة التي ظهرت في العالم العربي من حيث شكل الطرح الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي. فطُرِح الألبوم على قناة الشركة على موقع "يوتيوب" على شكل "ليركس فيديو" الذي كانت فرق "الآندر غراوند" هي السباقة إليه في العالم العربي، مثل فرقة "مشروع ليلى". وكل هذا يشير إلى أن الشركة تمتلك نهجاً متجدِّداً وقادراً على استيعاب الأشكال الجديدة. ولكن السؤال الأساسي، هو إذا ما كانت أغاني عمرو دياب، وكلماته وألحانه تناسب هذا الشكل الجديد من الطرح.

إيقاع متكرر من أغاني الماضي
قد يعيب البعض على ألبوم عمرو دياب الجديد استخدام بعض الجمل الموسيقيَّة في أغانيه، والتي استخدمها سابقاً في أغانيه القديمة. حيث يستخدم إيقاع أغنية "كل الكلام" في الأغنية الافتتاحيَّة "رسمها". وكذلك نجد صدى أغنية "الملاك البريء" في أغنية "أمنتك".


ولكن المميَّز حقاً في الألبوم الجديد، هو محافظة عمرو دياب على الموسيقى التي عوَّد جماهيره عليها، وتجديده لموسيقى "الباك راوند" في الأغاني الجديدة. ويبدو ذلك واضحاً بأغنية "أحلى وأحلى"، وكذلك أغنية "عكس بعض" التي يستخدم بها الغيتارات الكهربائية على نمط الروك الغربي في "الباك راوند"، وتبدو نتيجتها النهائيَّة متوافِقة مع أغاني عمرو دياب القديمة التي يشعر الجمهور بالحنين إليها.

وقد يجدُ البعض الأمر غريباً، لماذا ترتبط ذكريات جيلٍ شبابيٍّ كامل بأغاني عمرو دياب، الذي لا يمتلكُ الإمكانيّات الصوتيّة التي يتمتّع بها، مثلاً، عبد الحليم أو فيروز أو حتى البعض من معاصريه، ككاظم الساهر أو صابر الرباعي. ولكن ما يميِّز عمرو دياب حقاً، هو عقليّة التجديد، التي استطاعت أن تجعله يعتلي القمّة لأكثر من ثلاثين عاما.
المساهمون