مانيفستو جدران الهجرة

04 أكتوبر 2015
كتابات جدارية للاجئين تؤرخ للمرور المرير(العربي الجديد)
+ الخط -
منذ شهرين تقريباً وانشغالات السياسة والصحافة في أوروبا، والعالم العربي بنسبة ما، تفرض أجندتها قضية الهجرة واللجوء. النقاش في الأرقام والأعداد شغل الحيز الأكبر بين أخذ ورد عن هؤلاء الذين يضطرون إلى مغادرة تاريخهم كله في أوطانهم، فمن يسمون "مهاجرون غير شرعيين" يعرفون أنه لا فرصة لهم عكسها، أي هجرة شرعية إن شئنا، واللاجئون الذين نعني حرفياً افتقاد أكثرهم كلَّ مقومات الحياة في بلادهم، كما في الحالة السورية.
ظل النقاش يرتكز على كيفية تقاسم تلك الأعداد القادمة، وغاب بالفعل عن النقاش المقابل له، الفرق بين اللجوء إلى أوروبا وملايين اللاجئين في دول الجوار. قصة ملايين اللاجئين الأفغان (في الثمانينيات والتسعينيات) في إيران خير مثل على ما يحل بهؤلاء في مخيمات لم تعطهم أبسط حقوق الحياة بعد عقدين وأكثر، وبعضهم ولد فيها، مثلما حال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ 67 سنة كأنه بقي كما كان صبيحة النكبة: مخيمات كمعازل وجزر ونظرة فوقية واستعلائية في حق اللاجئ الممنوع من ممارسة 73 وظيفة ومهنة.
يعرف المهاجرون العرب أن تعلم اللغة والاندماج والشغل والدراسة في مجتمعات غربية يعطي لهم بحق فرصة المواطنة في التجنس والمشاركة في كل أمور الحياة. نظرة قريبة تقول إن معدل سنوات الإقامة لمنح الجنسية في المتوسط هي 5 سنوات في دول الاتحاد الأوروبي. السؤال الجوهري: هل نسي اليمني في أميركا اليمن؟ هل نسي الفلسطيني فلسطينه، في إسكندنافيا وأميركا وكندا وبرلين وسيدني وسانتياغو؟
ما يذهب إليه كثير من المهاجرين/اللاجئين العرب من المفترض قراءته قراءة دقيقة وتاريخية، للماضي والحاضر والمستقبل، وبالخصوص عند الأجيال الشابة: لماذا يهجر هؤلاء أوطانهم؟
ثمة إجابة وكأنها مانيفستو خطته أيادي هؤلاء على جدران بلدان اللجوء والهجرة، هذا عدا عن كل مانيفستو جدران المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي.
ليست هوية مفقودة ما يبحث عنه هؤلاء الشبان المغادرون أوطانهم، فالجدران تعبر عن بحثهم عن أشياء أخرى تتعلق بأسس العدالة الاجتماعية والحرية اللتين ينقلب عليهما بعضهم بحجة "عدم الوقوع في الفوضى".
على جدران محطة بودابست وبالطباشير وأقلام التلوين على ورق أو قطع كرتون نقرأ أكثر من مانيفستو عربي بكل اللغات: "ماذا بعد الموت؟"... يقول واحد من مانيفستات الهجرة وآخر يعبر عن أصل الحكاية: "حرية، مساواة وتضامن". حنظلة حاضر للتوقيع "كلنا إخوة... المغرب معكم... فلسطين معكم... الله معكم... مثلث يوم الأرض".
المساهمون