وتستجوب السلطات نجيب في سياق تحقيقها بشأن اختفاء مليارات الدولارات من صندوق التنمية الماليزي (1إم.دي.بي) الذي أسسه رئيس الوزراء السابق.
وقال عمار سينغ، رئيس قسم الجريمة التجارية في الشرطة، في مؤتمر صحافي اليوم، وفقا لوكالة "رويترز"، إن قيمة المقتنيات التي جرت مصادرتها إثر مداهمة ستة عقارات على صلة بنجيب، تراوح بين 900 مليون رنجيت و1.1 مليار رنجيت (224-273 مليون دولار)، وفي مؤتمر صحافي، وصف سينغ هذه المصادرة بأنها "الأكبر في تاريخ ماليزيا".
وقال إنه تمت مصادرة 12 ألف قطعة مجوهرات بقيمة تراوح بين 660 مليونا و880 مليون رنجيت، من بينها 1400 عقد و2200 خاتم و14 تاجا. وقال عمار إن أغلى قطعة هي عقد قدرت قيمته بـ6.4 ملايين رنجيت (1.5 مليون دولار).
كما عثرت السلطات على 116.7 مليون رنجيت نقدا، وهي قيمة أعلى قليلا مما أعلنته في وقت سابق.
وقال سينغ إنه تمت مصادرة 567 حقيبة يد فاخرة من مقرات إقامة لنجيب، وأضاف أن من بين هذه الحقائب 272 حقيبة هيرمس بقيمة قرابة 13 مليون دولار، كما عثرت الشرطة على 423 ساعة بقيمة 78 مليون رنجيت و234 نظارة شمسية.
واحتاج المسؤولون إلى خمسة أسابيع من 21 أيار/مايو حتى 25 حزيران/يونيو لعد المقتنيات وحساب قيمتها، بحسب عمار.
وعند مصادرة المقتنيات في مداهمات، تحاول الشرطة عادة تقدير قيمتها في الموقع، بحسب عمار، ولكن ذلك لم يكن ممكنا أثناء عمليات البحث المتعلقة بنجيب نظرا للكمية الكبيرة من المقتنيات القيمة.
وكان الراتب الرسمي لنجيب أثناء توليه رئاسة الوزراء، وفقا لوكالة "فرانس برس"، لا يتجاوز 22827 رنجيت (5670 دولارا) شهرياً. وهذه القضية التي تهز ماليزيا منذ سنوات، ساهمت إلى حد كبير في الهزيمة الساحقة التي مني بها الائتلاف السابق الذي حكم لـ61 عاما.
واتهم نجيب ومساعدوه بإهدار مليارات الدولار من الصندوق السيادي "1ام دي بي" لشراء أصول أميركية بدءا من العقارات الأميركية ووصولا إلى الأعمال الفنية.
أما زوجته المحبة للرفاهية والفخامة، روسما منصور، فقد أصبحت محط غضب الماليزيين بسبب مجموعتها الواسعة من الحقائب الفاخرة والمجوهرات وحبها لرحلات التسوق خارج البلاد.
وستزيد مجموعة المقتنيات الفاخرة التي تمت مصادرتها وكشفت عنها الشرطة، من الغضب العام من نجيب وزوجه اللذين أصبحا يمثلا فساد ائتلاف باريسان الذي حكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا في 1957 حتى الإطاحة به في الانتخابات الشهر الماضي.
وتصاعد الغضب من المعلومات عن الفساد المحيط بنجيب ودائرته المقربة في السنوات الأخيرة في الوقت الذي تعاني فيه الطبقة المتوسطة من ضعف الرواتب وانخفاض مستويات المعيشة.
وقال نجيب في مقابلة مع وكالة "رويترز" الأسبوع الماضي، إن معظم المقتنيات التي جرت مصادرتها من منازله هدايا لزوجته وابنته ولا علاقة لها بصندوق (1إم.دي.بي).
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، خلال مقابلة مع "رويترز"، إن نجيب مسؤول مسؤولية كاملة عن فضيحة صندوق (1إم.دي.بي)، وإن السلطات لديها بالفعل "قضية شبه محكمة" ضده.
وقالت وزارة العدل الأميركية إن الأموال التي جرى اختلاسها من الصندوق تصل في المجمل إلى 4.5 مليارات دولار.
وترتبط قضية فساد نجيب بشكل وثيق بعلاقاته بالسعودية التي سبق وأقرت عام 2016، على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، بأنها أهدته 681 مليون دولار بدون مقابل، بينما وجهت السلطات في أكثر من دولة اتهامات صريحة للصندوق السيادي في أبوظبي بالتورط في تحويلات مجهولة تقدر بـ3.5 مليارات دولار، وتورط سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة في قضايا فساد تتعلق بشكل مباشر بالقضايا المتعلقة بالصندوق السيادي الماليزي.
ويتركّز التحقيق الجديد الذي تجريه لجنة مكافحة الفساد بصورة أولية على كيف تحويل 10.6 ملايين دولار من شركة "إس.آر.سي إنترناشيونال" إلى حساب نجيب. والصندوق محور تحقيق تجريه كذلك وزارة العدل الأميركية.
(الدولار = 4.0250 رنجيت)
(العربي الجديد، وكالات)