وأوضح ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك مع العبادي، في باريس اليوم الخميس، أن فرنسا مستعدة لوساطة بين بغداد وإقليم كردستان، معبّرا عن أمله في "انخراط العراق في المصالحة الوطنية والحوار مع الأكراد"، مؤكدا على وجوب "الاعتراف بحقوق أكراد العراق في إطار الدستور".
وذكر الرئيس الفرنسي أن الأسابيع المقبلة ستشهد تطورات على صعيد الحرب ضد "داعش" الإرهابي في العراق، مؤكداً مساعدة بلاده للعراق على دحر التنظيم و"كلّ الإرهابيين".
وأكد أنّ "زيارة العبادي مهمة جدا، لأنها جزء من تاريخنا المشترك، وسنقدم الدعم للعراق بمواجهة التحديات وإعادة النازحين والاستقرار للعراق"، مضيفا "سيكون لنا دور كبير في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسنضع إطارا لهذا التعاون".
وفي السياق ذاته، قال العبادي إن "بغداد لا تريد مواجهة مسلحة مع كردستان، لكن يجب أن تفرض السلطة الاتحادية نفوذها في المناطق المتنازع عليها"، معتبراً أن "الاستفتاء على الانفصال خروج عن الدستور ومرفوض من قبلنا".
وقال رئيس الوزراء العراقي إنّ الدستور العراقي يؤكد حقوق كل المواطنين، ومنهم الكرد، داعياً البشمركة إلى "التعاون مع القوات الاتحادية لتأمين المناطق المتنازع عليها معا".
وأعلن العبادي، خلال المؤتمر الصحافي ذاته، رسميا استعادة كامل الحويجة من "داعش"، مبرزا أنه يتم تقييم كافة الجهود لمواجهة التنظيم وحل النزاعات المسلحة، وشدد على أنه لم يبق وجود لـ"داعش" في العراق سوى على الخط الحدودي مع سورية.
وشكر فرنسا على "تقديمها قرضاً للعراق بقيمة 430 مليون يورو للمناطق المحررة".
وعقد العبادي، صباح اليوم، اجتماعاً مع ماكرون في قصر الإليزيه. وأفادت مصادر سياسية "العربي الجديد" بأنّ "العبادي وماكرون بحثا موضوع الاستفتاء وما تسبب به من أزمة لا يقتصر تأثيرها على بغداد فقط، وكيفية احتواء هذه الأزمة".
وأوضح أنّ "الجانبين بحثا أيضا الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب، ودور فرنسا لما لها من قوات جوية وبرية ضمن قوات التحالف الدولي، فضلا عن العلاقات المشتركة سياسيا واقتصاديا"، مبينا أنّ "ماكرون أكد للعبادي دعم فرنسا الكامل لجهوده وخطواته التي يتبعها في احتواء الأزمات".
وفي السياق ذاته، ذكر مكتب رئيس الوزراء العراقي، في بيان، أن العبادي طلب من باريس تسليح وتدريب القوات العراقية، وتعزيز التعاون الاستخباري بين البلدين، مبيناً أن الأخير التقى وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، خلال زيارته إلى فرنسا التي بدأها أمس الاربعاء.
وقال العبادي إن "نجاح عمليات التحرير في المدن العراقية وآخرها مدينة الحويجة وإلحاق الهزيمة بداعش يمثل نجاحاً لنا جميعاً كعراقيين وكأصدقاء داعمين، لأن داعش عدو مشترك يجب أن يستمر تعاوننا للقضاء على خطره"، موضحاً أن استكمال عمليات التحرير وتحقيق الاستقرار سيبقى أولوية بالنسبة للحكومة العراقية.
وأضاف "إننا نتطلع إلى تعاون أوسع من الجانب الفرنسي في مجال التسليح والتدريب والتعاون الاستخباري".
من جهتها، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية إن دعم بلادها للعراق لن يتراجع، مؤكدة أن باريس ستواصل تنسيقها مع بغداد في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشارت إلى أن باريس مستعدة لتلبية جميع احتياجات القوات العراقية، من تسليح وتدريب وتجهيز للمعدات الضرورية والجهد الاستخباري.
وكان العبادي قد وصل أمس إلى باريس في زيارة رسمية، لبحث موضوع استفتاء كردستان وتداعيات الأزمة التي تسبب بها بين بغداد وأربيل. وأكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أنّ فرنسا سيكون لها دور كبير في إيجاد حلول للأزمة.