* عبّرَ الشعب الكتلاني في السنوات الأخيرة عن رغبة هائلة في الاستقلال. كيف تنظرين إلى الأمر؟ وهل انعكس ذلك على السرد تحديداً؟
بسبب تطلّعاتنا الكبيرة، خلال تاريخ طويل من الآلام، وبسبب التغيّرات الديموقراطية التي حدثت بعد فرانكو، أعتقد أنّ الوقت قد حان ليحقق هذا الشعب استقلاله، طالما هو يريد ذلك، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، أظنّ أنّ السرد، بشكل عام، يعكس الماضي، فالماضي يذوب في الحاضر، والحاضر بالنسبة لوقت كتابة الرواية، يصير ماضياً. وبأخذ هذه الجدلية في الاعتبار، أقول كلا، لم ينعكس التطلّع للاستقلال على السرد الكتلاني حتى اليوم، رغم أن الوقت الذي يعيشه الشعب، هو وقت تطلّعات ونشوء حركات ومسيرات مليونية للحصول على هذا الهدف. أجيبك هنا بالطبع من ناحية تاريخية ليس إلاّ.
* ما حجم سؤال الهوية في السرد الكتلاني؟
أظن أن ما حدث في كتالونيا، التي تبلغ مساحتها 32 ألف كم، ويسكنها 8 ملايين ونصف مليون نسمة، طيلة العقود الماضية، مع الشعب وداخل السرد الكتلاني، كان انعكاساً، بشكل أو بآخر، للهوية. لكن أنا أرى أنّ مجرد الكتابة باللغة الكتلانية، يعني الخيارَ الصعب أو الأصعب للكاتب. بسبب عدم مقدرته، في ذلك الوقت، على إيجاد السبل للكتابة والنشر. حيث لم يدرس الكتلانية في المدرسة، ولم يجد سوى منشورات محدودة بهذه اللغة ليقرأها. وبناء على ذلك، أعتقد أن موضوع الهوية ـ بما يخصّني على الأقل ـ هو قبول أن تكتب بلغتك، أكثر من مدى انعكاس محتوى الكتابة نفسه. إنّ مجرد اختيار اللغة الكتلانية، في تلكم العقود، كان يعني للكاتب، معنى واحداً لا غير: أنه حشَرَ نفسه داخل حدود ضيقة وعسيرة. فهو يدرك أنه لن يُعرف خارج بلده الصغير، ولن تُنشر أعماله بشكل كبير، ولن يكون لديه قاعدة عريضة من القرّاء. في حين لو كَتَبَ بالإسبانية، لأصبح مقروءاً وانتشرت أعماله وتُرجمت.
* أرجو إضاءة هذا السياق بتفصيل أكثر..
جزء كبير من الكتّاب هاجروا إلى المنافي القسرية والاختيارية، وكتبوا هناك بلغتهم الأم. وبعد سنوات غدت مؤلّفاتهم تتسرّب إلى كتالونيا، ويعاد طبعها بمشقة في دور نشر صغيرة، بشكل محدود وبكثير من الرقابة. استمر هذا الوضع حتى أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. مع أوائل الخمسينيات، سُمح فقط بنشر أعمال دينية باللغة الكتلانية، مثل كتب جاسين بيردغاير. بعد الخمسينيات بدأ الانفتاح رويداً رويداً، وصارت الأعمال الأدبية تنتشر بالتدريج.
* كأنما تفاجئينني بهذا، لأنّ ما قرأناه عن حقبة فرانكو الطويلة، هو القبضة الحديدية الخانقة على الكتّاب الإسبان عموماً، والكتلان بخاصة. أريد توضيحاً أكثر وأنت شاهدة عيان.
حكم فرانكو في العام 1939. ومرّت 11 سنة، دانَ له كل أمرٍ فيها. بعد هذا التاريخ، سُمح بأعمال معينة ومحدودة، وكانت تخضع لرقابة مشدّدة كما قلتُ. ثم لا تنسَ حقائق من نوع أنّ الناس لم يكونوا يتعلمون اللغة ولم يكن مسموحاً لهم بالتحدّث بها في التجمعات أو الأماكن العامة. مع مرور الزمن، لم يعد هناك قراءة ولا قرّاء بالكتلانية. وهذا صعّب المهمة على الناشر. لقد أدخلنا الجنرال فرانكو في حلقة مفرغة. والواقع أن ذلك السماح المحدود كان خدعة ولعبة مكشوفة من ألعاب الدكتاتور وبطانتَيْه: الدينية والثقافية! فكيف يكون نشرٌ، ولو في الحدود الدنيا، مع سلطة رقابة غاشمة تتدخّل في كل جُملة؟ ثم كيف ستوجد دور نشر تتحمّل عبء واستحقاقات عملها، وهي توقن أنها حتى لو نجحت في استخلاص شيء من فم النمر، فلن تجد قاعدة كافية من القرّاء، لتغطّي التكاليف ولا تخسر؟
اقرأ أيضًا: الشاعر الكاتلاني، أنريك كازاسَس، السلطة تقصي الشعر من الفضاء العام
* آداب اللغات الصغيرة، غالباً ما يكون لها خصوصيّتها. حدّثينا عن خصوصية الرواية الكتلانية؟
السرد الكتلاني ليس كتلة واحدة متجانسة، وإلا لكان فقيراً ومُفقِراً. ثمة مظاهر ومسارات وخطوط مختلفة. لأنه كان دائماً ما يستعيد الماضي ويرتبط بالتاريخ. وكانت الروايات تقع في مواقع زمنية مؤشَّرة ؛ قبل الحرب، بعد الحرب، وحتى قبل ذلك بكثير. واعتباراً من عام 1970، ظهرت مجموعة من الكتّاب الذين حاولوا كتابة جميع أنواع السرد : الرواية الغرائبية، البوليسية، الكوسموبوليتية، والرواية السوداء "الواقعية القذرة".. إلخ. روايات ومدارس أدبية تحاول ألا تنحصر في حدود كتالونيا، وإنما تتخطّاها، بأمل أن يكون سرْدُها منوّعاً ومفتوحاً على العالم.
* في السياق نفسه، هل تشكّل العولمة خطراً على هذه الخصوصية؟ أم ثمة أنساق ودروب للتفاعل الثقافي بينهما؟
للعولمة وجهان: من جهة، الأدب الكتلاني يتغيّر باستمرار، وهو يحارب ويصارع في عالم مليء بآداب كبيرة ؛ الفرنسية، الأنغلوسكسونية، الإسبانولاتينية، وهذه آداب يقف وراءها عدد هائل من القرّاء ودور النشر. من جهة ثانية، يمكن للأدب الكتلاني، في ظلّ العولمة، أن يجد شقّاً صغيراً يتسلل عبرَه لكي يحتلّ مكاناً بين بقية الآداب، وبهذا يصل إلى عدد أكبر من القرّاء والثقافات.
* احتُفلَ قبل وقت قصير، بمرور ثلاثة عقود على ظهور روايتك الأولى (حجرٌ من انهيارٍ جبليّ – Pedra de tartera)، وظهر شريطٌ سينمائي عنها. ماذا تقولين بهذه المناسبة؟
أنا محظوظة جداً لمرور ثلاثين سنة على هذه الرواية، التي لها مكانة خاصة في نفسي. وبالمناسبة دعني أشكر "نادي القلم" على إنتاج الفيلم، مدّته 10 دقائق، فيه تظهر على نحو جليّ العلاقةُ الوطيدة بين حياتي وكتابة الرواية، وما بينهما من وشائج واندغام.
* هل أنت من أنصار الرواية التي تمحو الواقع لتعيد كتابته؟
أعتقد أنّ الرواية الواقعية دائماً ما تنشأ من الوقائع والحقائق، لكنها تُكتب بمساعدة الخيال. ويمكن أن تكون تلك الفكرة، أعني نسخ الواقع كما هو، صعبةً على التصديق، أو حتى مستحيلة.
أكتب هذا النوع من الرواية الذي أشرتَ إليه لتوّك، أي الرواية التي تنطلق من الواقع كبذرة، ثم أقوم في ما بعد بتحويل نقطة الانطلاق، أي الواقعية، إلى خيال أو عالم متخَيّل. لأنّ الواقع المتخيل يفتح أمامي مساحة شاسعة من إعادة النظر والتأمّل في الواقع نفسه.
* هل تخططين للرواية قبل كتابتها؟ بعضهم يختار الموضوع ويصنع "كروكي" له، ماذا عنكِ؟
عادة ما أشرع بوضع مخطط صغير للعمل، خصوصاً الفكرة العامة للقصة التي أنوي كتابتها، أي أنني أعمل "الكروكي" المبسّط، وبعدها أقوم بتكبيره، حسَب القياس الذي أرغب أو أحتاج.
* يظهر جليّاً أن حياة القرية وأناسها والحكايات التي تُروى في روايتك الأولى، جميعها مستوحاة من تجربتك الشخصية في قريتك. ما الذي كانت تعنيه لك، حينئذٍ، السنوات التي عشتها في القرية؟ وهل تعتقدين أن الحياة الريفية أضفت مناخاتها أو ظلالها أيضاً على أعمالك اللاحقة؟
لقد أغنتني السنوات الخمس عشرة التي عشتها في القرية بشتّى التجارب. كانت الطبيعة شديدة القرب منا، وكنا نحن الأطفال، منذ سنّ مبكرة، نتمتّع بالحرية في اللعب خارجاً، ونجوب الطرقات هنا وهناك. كان ثمة أُنسٌ في علاقتنا مع الحيوانات الأليفة ومع أشجار الفاكهة التي تملأ البساتين. في القرية أيضاً، أتيح لي التعرّف عن كثب إلى الأشغال الريفية في الحقول، مثل حصاد سنابل القمح، ومن ثم هزّها لفصل الحبوب عنها؛ وأتذكر أيضاً كيف كنا ننقل العلف المجفّف تحت الشمس على ظهر عرباتٍ إلى حيث تُراكم أكوام القشّ، ليُخلط العلف به ويُخزّن لإطعام الماشية أثناء الشتاء. كان للحياة الريفية تأثيرٌ على أعمالي بلا شكّ، وبخاصة في البدايات؛ وإن عالم الريف هذا بدأ يتلاشى، على نحوٍ أو آخر، مع تزايد الهجرة من الأرياف إلى المدن في تلك الفترة، وتصادف ذلك مع سنوات ٍكنت لا أزال فيها مراهقة. وهكذا، فإني عكفتُ على الاهتمام بالتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية والعائلية والعاطفية التي حملتها الهجرة، لأصنع تأمّلاتي حولها، وأفردها تكويناتٍ وطبائعَ وعوالمَ داخل كلّ شخصية من شخصياتي، رجالاً ونساء.
اقرأ أيضًا: المستعرب الإسباني لويس ميغيل كانيادا، للثقافة العربية الكثير لتقوله
* الآن، هل تنظرين لماضيكِ الروائي بقبول، وهل تشعرين بأنك أدّيت دورك؟
أشعر بأنني محظوظة، كون روايتي الأولى احتفي بها بدرجة عالية من قبل النقّاد والقرّاء في آن. وأعتقد أنني كتبت بحرية ومن دون رقيب داخلي، وأيضاً كتبت كل ما أريد. لقد سُئلت من نقاد كثر "هل أنت راضية عنها، ماذا لو تسنّى لك إعادة النظر فيها؟" فقلت: ربما عندما كتبتها كرواية أولى، لم أكن مطّلعة على تقنيات السرد، كما الآن، وعليه، ربما كنت غيّرت فيها أشياء من ناحية لغوية وليس من ناحية فنية. فهي رواية نجحت ولها قرّاء على مدى الثلاثين سنة الماضية. وثمة ناقدة ومترجمة قالت إن الرواية نفسها لا تحتاج إلى أية تعديلات، لأنها ما زالت معبّرة ومفهومة إلى اللحظة.
* ما هي الرواية التي وددتِ لو تكتبينها، ولم يتسنَّ لك؟
ليست رواية واحدة، بل تمنيت كتابة عدة روايات، وإلى الآن لم أستطع كتابتها. مثل رواية التشويق بالمعنى الرفيع، وكذلك الرواية السوداء. هذا من جانب، ومن جانب آخر، ثمة رواية كتبتها قبل سنوات طويلة، لكنني أحسست أنني لم أُحقق من خلالها ما أصبو إليه من تجديد وإضافة.
* من هم الروائيون والشعراء الكتلان الذين تعودين إلى قراءتهم دائماً؟
أعود دائماً إلى الروائية "مرسيه رودوريرا"، وأيضاً الروائي "جواكيم أمات بينيّيا"، كذلك الروائي "مانويل دي بيدرولو"، وجميعهم من جيل الستينيات والسبعينيات. ومن الفترة الكلاسيكية أعود للروائية "كتارينا ألبيرت". أما من الشعراء، فأتذكّر "جوزيب ماريّا دا ساغارّا" (وهو روائي أيضاً)، والشاعر "جوان ماراغاي"، ولا أنسى الشاعرة المعاصرة "ماريّا مارسيه مارسال".
* كلهم ميتون!
* هل السرد الروائي قادر على أن يكون وسيطاً بين الناس وحياتهم ومصائرهم، في ظلّ سطوة الميديا؟
أرغب في أن أصدّق أن السرد بإمكانه مساعدة الناس على فهم حياتهم الخاصة، أحاسيسهم، أشواقهم، أفكارهم، أحلامهم. وأيضاً فهم المجتمع الذي يعيشون فيه. أرغب في ..!
* ما هي أسئلة الرواية الكتلانية وهمومها اليوم؟
هذا السؤال مرتبط بإجابة سابقة. لأنه لا توجد أسئلة معينة للفضاء الروائي. الرواية الكتلانية حالياً يكتبها روائيون يسعون دائماً إلى خلق التنوّع واستنباط عوالم روائية جديدة يمكنهم معها منافسة آداب اللغات الأخرى، وإيجاد مكان تحت الشمس لأدب اللغة الأم.
* هل تكتبين رواياتك بالقلم، أم على الآلة الكاتبة أم مباشرة على شاشة الكمبيوتر؟ وما هو الفرق بين هذه الطرق الثلاث؟ وأيّها أفضل وأكثر راحة لك؟
حالياً أكتب "الكروكي" الذي ذكرتُه سابقًا، وكذلك الأفكار العامة للعمل، وحتى أني أرسم الشخصيات أيضاً. ثم أبدأ الكتابة مباشرة باستخدام الكمبيوتر، كيما أستطيع التصحيح، فأنا أصحّح كثيراً، والكومبيوتر يساعدني في هذا على نحو رائع.
* تصححين مباشرة على الشاشة؟
كلا. عادتي أن أطبع العمل على الورق، وأقوم بالتصحيحات على الورق أيضاً. ثم أُدخلها إلى الكومبيوتر، غير مرة، وهكذا حتى أنتهي. أتذكّر في الماضي، مثلاً، أثناء كتابة الرواية الأولى، أنني كتبتها باليد وواصلت رقنها على الآلة الكاتبة.
* هل تقومين بتعديلات جذرية على النصّ، بعد الكتابة الأولى؟
هذا يرجع إلى طبيعة العمل. مثلاً يمكن أن أقوم بتعديلات جذرية إذا ما توقفت أمام حائط صلد، كأن أزيل أجزاء ومقاطع بالكامل، أو حتى إزالة فصل أو اثنين أو ثلاثة. طبعاً، هذا يختلف من عمل إلى آخر.
* هل هناك رواية لك كتبتِها دفقةً واحدة، من دون حذف كثير؟
كلا، غالباً هناك تعديلات. ما عدا الرواية الأولى الصغيرة التي خرجت بسلاسة وانسياب، مع أني حذفت فصلاً صغيراً منها. وأعتقد أن التغيير والحذف أمران طبيعيان، بينما العكس هو الاستثناء.
* وهل تحتاجين إلى انفعال مخصوص لتأتي الكتابة؟
عادة أكتب بتقطّع وعلى مراحل، لا دفعة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن تكريس الوقت كلّه للكتابة، هو أشدّ ما نحتاجه كروائيين. الكتابة يومياً ضرورية. ولا يجب بأي حال انتظار حالة معينة أو مزاج معين كي نكتب. لست من أنصار هذا الرأي، فهو يرسّخ صورتنا ككسالى أمام القارىء. أما الانفعال، فيولد ويترعرع ويتكثّف عندما أواظب على العمل وأستمرّ. الانفعال يساعدني على تحريك مشاعري وزيادة حساسيتي لما أكتب، وكذا تفاعلي مع القارىء.
* ما هي الطاقة التي تدفعك للكتابة؟
أولاً: هناك الرغبة في كتابة حكاية ما. بعد ذلك أنت تبدأ في الشغل، وتأمل وتنتظر الحالة الانفعالية الأفضل، لكنك لا تحصل عليها دائماً.
* يقول جوزيه سراماغو، إنّ "الأدب يزيد من عدد سكان الأرض"، بمعنى أن السرد الروائي يخلق شخصيات، يراها القرّاء حقيقية بل أحياناً أكثر حقيقية وواقعية من الناس المحيطين. هل توافقين على هذه الرؤية؟
أجل، مقولة جميلة وعميقة بالفعل.
* في بالما دي مايوركا قابلت مترجمتك الألمانية، وأخبرتني أنها نقلت أربع روايات لك للغتها. بهذه المناسبة، لأي اللغات تُرجمتِ؟ وهل اطّلعتِ على بعضها؟ وهل هذا يسعدك؟
أجل يسعدني. خاصة أن الأدب الكتلاني أدب صغير، ونواجه صعوبات في إيصاله إلى لغات كبيرة أخرى. روايتي الأولى ترجمت إلى خمس عشرة لغة. روايات أخرى ترجمت إلى ثلاث لغات وأربع. وعندي نسخ من كتب تُرجمت للألمانية، والسلوفينية، والإنكليزية، والإيطالية، والبرتغالية، والإسبانية، والعبرية، والأستوريانية، والفرنسية، والصربية، إلخ.
* كم كتاباً أصدرتِ حتى اللحظة؟
عشر روايات، وثلاث مجموعات قصصية، وثلاث قصص للأطفال، ومسرحية وحيدة، وهناك كتاب في أدب الرحلة يحكي عن زيارتي للقرى المهجورة في منطقة جبال البرانس في الشمال. وعلى ذكر هذا الكتاب، ثمة ملاحظة استلفتتني، وهي وجود قرى مهجورة قبل جبال البرانس أكثر مما في الجبال ذاتها.
* كيف تنظرين إلى وظيفة الرواية في زمن الاستهلاك والعزلة الفردية؟
كانت الرواية دائماً نوعاً من الأدب بمقدوره إثارة الاهتمام في أي وقت. لكن اليوم، فإن القصص تدخل للناس عبر وسائط مختلفة؛ الصورة، الشاشة، شبكة الإنترنت، وليس كما في الماضي، عن طريق الكتاب. أخشى أن العلاقة الشخصية والحميمة وذات الخصوصية مع الورق، تبهت وتتراجع.
* ماذا عن القصة القصيرة؟ وهل تعتبرينها أصعب من الرواية أم أسهل؟
بشكل أو بآخر، أجد القصة القصيرة أصعب من الرواية، فالقصة لها مساحة محدودة يجب أن تختصر الحكاية وتكثّفها. من هنا، لا غرابة أنّ كتّابها قليلون.
* الجوائز التي حصلتِ عليها؟
الجائزة الأكثر تواضعاً والأكثر أهمية عندي هي جائزة "جواكيم رويرا ـ 1984"، إنها الجائزة التي أتاحت لي فرصة نشر روايتي الأولى. فقد كانت الرواية مخطوطة وإثر الفوز نُشرت فوراً. فرحة النشر البكْر تلك لا يزال طعمها تحت لساني.