مارغو حداد: فنانو الأردن يحتاجون من يصقل تجاربهم

23 مارس 2015
+ الخط -

وصفت الممثلة الأردنية مارغو حداد الحالة الفنية في الأردن بأنها غير صحية، مضيفة أن الساحة الفنية الأردنية بحاجة لاستراتيجية من العمل الواعي المتصاعد، لأن الأردن قادر على المنافسة على الصعيد العربي بمختلف أنواع الفنون.

وقالت حداد لـ"العربي الجديد"، إن مشكلتنا الأولى والحقيقية في الأردن، هي عدم توافر المقومات اللوجستية والأساسية الموجودة في الخارج والتى تتعلق بصناعة النجوم، وأضافت الممثلة التي تحمل درجة الدكتوراه في علم الاجتماع": على الرغم من بروز بعض الفنانين الأردنيين، أخيراً، على الساحة العربية، لكن ما نراه تم بجهد شخصي منهم، فهم يحتاجون لمن يصنع نجاحهم ويصقل تجاربهم، انطلاقا من داخل الأردن بالدرجة الأولى.


وبينت حداد أن الموهبة فنيّاً، لا تكفي لإيجاد مبدع وخلق عمل إبداعي. "لا بد من تضافر عناصر أخرى فاعلة وضرورية، ومن هنا يأتي دور الدراسة الأكاديمية لصقل الإبداع الفطري، وهذا ما حصل معي حيث حققت ذلك من خلال الدراسة، وهذا ما أصبو إليه من صنع أعمال فنية سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة، فصقل الموهبة في العلم ساعدني على انتقاء أفضل الأدوار المتاحة، والإبداع كما قال أفلاطون، يوجد داخل أي إنسان، لكنه بحاجة إلى الصقل".

وحول كتابها التي ألفته وتقدمت لنيل درجة الدكتواره من خلاله بعنوان "صورة المرأة والرجل في الفيديو كليب"، أكدت حداد أن الثقافة الغنائية والموسيقية التي تستهدف الأطفال والمراهقين والشباب بالدرجة الأولى، حمستها لتأليف الكتاب والبحث في الأسباب التي أدت بالأغنية العربية أن تنحو نحو ذلك.

وأضافت: الأغنيات المصورة باتت تتسم بالقابلية للإيحاء والاستغراق في أحلام اليقظة والانفتاح على عوالم الطموح والرغبة في تحقيق الذات، والبحث عن مثل عليا يجري التوحد معها، بعيداً عن نموذج الجنس الذي تطلقة معظم الأغاني المصورة، وبذلك يكون لمثل هذه الوسائط والقنوات تأثيرها البالغ في اتجاهات الأطفال والمراهقين والشباب وفي ميولهم وتفضيلاتهم الجمالية والتربوية والأخلاقية، معتقدين أن ما يرونه هو الواقع، في حين أن ما يرونه مجرد صورة افتراضية له.

وتابعت: أنا أردت من وراء الكتاب؛ نقد هذه العلاقة غير المتكافئة التي تتعامل مع المرأة والرجل بشكل ينزع عن كليهما الطابع الإنساني.

وحول ارتباط الدراما الأردنية بالأعمال البدوية حصراً، ترى حداد في ذلك ميزة لصالح الدراما الأردنية، لكنها استدركت: الأردن منفردة في هذا النوع من الدراما، لكنها ليست أسيرة له، والدليل أن المسلسل البدوي "توم الغرة" حقق أهم وأعلى مشاهدة في شهر رمضان الماضي، ولك أن تعتبر أن الدراما البدوية هي صناعة أردنية بامتياز.

ورفضت حداد أن تربط تأخر الانتشار الفني في الأردن، بالضائقة المالية التي يعاني منها التلفزيون الأردني وعدم توافر الإنتاج فيه، مضيفة: إدارات التلفزيون السابقة، لو فهمت أن الدراما صناعة وسياسة وتم رصد ميزانية للإعمال الأردنية المميزة في حينها، أعتقد وقتها أن الوضع الفني سيتحسن باتجاه إنقاذ الدراما الأردنية ورفع، سوية، الفنان الأردني معاً.

وأشارت إلى أنه يجب أن يكون لنقابة الفنانين الأردنيين دور في الاطلاع، فعليّاً، على ظروف الفنانين وعملهم ودعم الإنتاج الفني بكافة أشكاله، ودعم المنتجين الذين يسهمون في الحركة الفنية والتواصل مع كافة مؤسسات المجتمع المدني. فضلاً عن التركيز على الإعلام ودعم الفنانين الحقيقيين والمحافظة على شرف المهنة وبقاء المهنة والمهنيين العاملين تحت مظلتها بأسلم وأحسن حال مهنيّاً واقتصاديّاً وأخلاقيّاً.

وعزت حداد عدم تقديمها أعمالاً في الدراما المصرية كزميلتها صبا مبارك، على الرغم من تواجدها فترة طويلة في العاصمة المصرية القاهرة، إلى تفرغها لنيل درجة الدكتواره، فضلاً عن عدم قبولها أدواراً تخالف توجهاتها الفنية.

المساهمون