تخيّل موقع "بي بي سي"، كيف ستكون حياتنا في الحجر الصحي في 15 عاماً، قبل الهاتف الذكي ومنصات التواصل والتراسل والبث.
في تلك الفترة، كان "فيسبوك" يبلغ من العمر عاماً واحداً فقط، وكان لا يزال ظاهرة جامعية أميركية. ولم يكن هناك شيء اسمه "إنستغرام" أو "واتساب"، والحديث عن "وسائل التواصل الاجتماعي" لم يكن يعني شيئاً لأغلب الناس.
ووُلد "يوتيوب" في ذلك العام، ثم جاء "تويتر" في العام التالي، ولم تبدأ شركة "آبل" بإنتاج "آيفون" إلا عام 2007، ما فتح الباب أمام الهواتف الذكية التي هي الآن بوابتنا الرئيسية إلى الإنترنت، حتى عندما نكون جميعاً في المنزل.
وقبل خمسة عشر عاماً، كانت الأسر تتوافر على حواسيب مكتبية أساساً، مع سرعة إنترنت لا تتجاوز 10 ميغابت في الثانية. ويعني كلّ ذلك أن جميع أنواع الخدمات التي أثبتت أهميتها في الوقت الحالي كانت لا تزال في طريقها نحو الانطلاق.
وبدأت منصة التواصل المرئي "سكايب" عام 2003، لكنها كانت لا تزال مجرد خدمة هاتفية عبر الإنترنت، ولم تضف الفيديو إلا عام 2006. وفي تلك الفترة، كنتم ستحتاجون معدات غالية من أجل إجراء محادثة فيديو، بينما "فيس تايم" و"واتساب" يكفيان اليوم للتحدث إلى العائلة والأصدقاء.
وبفضل التكنولوجيا بات العمل من البيت أسهل اليوم، لكن الفيروس كان سيضرب الاقتصاد بنحو أسوأ لو أصاب العالم في الحقبة الماضية.
وكان التسوق عبر الإنترنت قليلاً جداً، وقبل أن تسهل الحوسبة السحابية على الشركات عملية التوسع، كان تجّار التجزئة عبر الإنترنت سيواجهون صراعاً أكبر للتعامل مع الطلبيات المتزايدة.
ومع عودة ملايين الأطفال إلى الدراسة من المنزل، تشعر منصات التعليم عبر الإنترنت بالضغط، لكن الوضع ممكن أن يكون أسوأ في الماضي، لأن أغلب الأطفال لم يكن لديهم حاسوب أو اتصال بالإنترنت في المنزل.
المستشفيات نفسها كانت ستعاني كثيراً في غياب التكنولوجيا المتوافرة الآن، التي تسهل عمليات التحقق من أعراض الفيروس وطلب الوصفات وغيرها من ضرورات المستشفيات اليوم.
أما بالنسبة إلى الترفيه، فقد كانت أجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة جديدة، وكانت الدقة العالية لا تزال في الطريق، ولم تكن أجهزة التلفاز متصلة بالإنترنت.
ولم يكن هناك مكان للحديث عن مشاهدة "نتفليكس" أو دروس اليوغا، كما هو الحال عليه اليوم. ربما كان التركيز أكثر على شرائط الفيديو.