ماذا تبقّى للسوريين؟

03 سبتمبر 2015
غرق طفل سوري أثار موجة غضب عارمة (Getty)
+ الخط -
من تبقى للسوريين.. يشكون ضعف قوتهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس ولا أحد بهم رحيم، يشكون لله الأسد الخؤون المتنكر لهذا الشعب الثائر الحر الأبي وحليفه الإيراني الماكر المتجهم، والقريب الداعشي المتمكن. 
لكن الشكوى لا تكون بالطبع لمثل جامعة الدول العربية وقد ظهرت أمانتها غير متشجعة للقيام بواجباتها في إحلال الأمن والسلم بين شعوب العرب.
عدد اللاجئين السوريين أكثر من 3.9 ملايين لاجئ في بلدان الجوار، والأكثرية غير مسجلة، منهم 1.9 مليون يتحصلون على مساعدات غذائية تكفي لمجرد البقاء على قيد الحياة فقط. ويعيش مليون و300 ألف من اللاجئين في مآوٍ دون المستوى الآدمي، ولا يذهب أكثر من 600 ألف طفل لاجئ سوري إلى المدرسة، بجانب قصور مميت على صعيد الرعاية الصحية الأساسية، بشهادة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. هذا غير 20 مليونا في الداخل السوري محرومين من الأمن ومن كل شيء.
لا أعرف من يقصد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتصريحه مؤخرا بأن لديه شعورا بالعار والإحباط من عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب في سورية، وأنه سنة بعد سنة يشاهد العالم هذا البلد يتمزق، وقد قتل حتى الآن أكثر من 220 ألف سوري، فيما فقدت البلاد مكتسبات أربعة عقود من التنمية البشرية، وتخطى مستوى البطالة 50%، وتراجع نمط الحياة بمقدار 20 عاما، لعله يقصد مؤسسة دولية غير التي يديرها.
قتلت البراميل المتفجرة، وهي براميل محشوة بالمتفجرات والوقود والشظايا المعدنية تسقطها المروحيات، ما يربو على ثلاثة آلاف سوري في محافظة حلب وحدها السنة الماضية فقط، وأكثر من 11 ألف سوري مبقور البطن ومبتور الرأس بهذا السلاح الفتاك وحده وأضعاف الرقم مصابون أحياء ببتر جزئي في الأطراف، غير القتلى بغاز الكلور المحرم، ليصل الضحايا إلى مليونين بين قتلى وجرحى.
هل تجد مبررا لهذا الفشل، العربي والغربي، في التعامل مع وضع إنساني كهذا في القرن الحادي والعشرين؟ فمنذ يناير/كانون الثاني عبر 18 ألف سوري البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متواضعة بحثاً عن أمنهم المهتوك في أوروبا، غرق منهم أكثر من 500 شخص في شهرين فقط ولا بواكي لهم، مقارنةً بـ 15 شخصا فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، ومن قتل نفس واحدة كمن قتل الناس جميعاً.

اقرأ أيضا:
طفل على الشاطئ: عبء أن نعرف
خليجيون يُطالبون باستضافة اللاجئين السوريين
المساهمون