بعد أن تدهورت العلاقات الأميركية الألمانية وتحوّلت من محايدة إلى معادية عام 1916، أصبح هناك احتمال لدخول الحرب، وكانت قدرة الطيران الأميركي أقل من مثيلاتها الأوروبية، حيث أعد هونزاكر ويلسون تقريرًا دفع الولايات المتحدة لإنشاء أول مختبر للطيران في البلاد، وهكذا تأسس المركز في العام 1917، وكان في بداياته يُخصّص ثُلثي برامجه للملاحة الجوية، والباقي للفضاء، توالت بعدها المشاريع والتطويرات ليكون المركز رائدًا في هذا المجال، ويضع بصمة في القرن الماضي.
السفر جوًا، الرحلات الفضائية، مهامٌ تقوم بها روبوتات تعتمد على الطاقة الشمسية، كلّ هذا كان يُعتبر خيالًا علميًا لأي شخص كان يعيش في بدايات القرن العشرين، لكن بفضل مركز لانغلي أصبح كلّ هذا حقيقة، كل مشاريع الفضاء الأميركية لم تكن لتوجد حرفيًا لولا هذا المركز. في ما يلي نماذج بسيطة من براءات الاختراع والإنجازات التي أتمّها المركز خلال أعوامه المائة.
الطائرات بشكلها الحديث
ابتداءً من الهياكل القوية للطائرات الحديثة وتطوير محرّكاتها وحتى التصميم الفريد للأجنحة، كلّ ذلك تمّ تصميمه داخل مركز لانغلي. وهو حجر الأساس الذي ساعد الحُلفاء في الانتصار خلال الحرب العالمية الثانية.
جعل الهواء مُهمًا
المركز بدأ فعليًا فرعًا جديدًا من أبحاث الطيران، اعتمادًا على أنفاق الرياح الأولى من نوعها التي توجد في المركز، تمّ تطوير الطيران التجاري والعسكري والعمودي. مثل الطائرات المروحية (الهليكوبتر)، والطائرات العمودية الأُخرى.
الانتقال نحو الفضاء
باحثو مركز لانغلي هم الذين وضعوا حجر الأساس لبرامج الفضاء المأهولة من قِبل الولايات المتحدة، حيث لعبت الأبحاث دورًا هامًا في مشروع ميركوري ومشروع جيمناي وصولًا إلى الدور الأهم في مشروع أبوللو.
جعل الطيران أكثر أمانًا
كثير من أبحاث المركز انصبّت على تقليل حوادث الطيران إلى أدنى حد، بداية من تصميم الطائرات المدنية، وتعزيز السلامة في المدارج ووضع الآلية الصحيحة لاختراق الرياح وإدارة المجال الجوي باحترافية عالية وحتى الحماية من الصواعق.
مُتابعة الأرض من الفضاء
مكّنت العديد من التطويرات المتنوّعة داخل مركز لانغلي الكثير من أجهزة الأقمار الصناعية على العمل بالطريقة والتوقيت الصحيح، مُساعدةً على مراقبة كيمياء الغلاف الجوي في جميع أنحاء الكوكب ونوعية الهواء وتركيز الأوزون في الغلاف والجسيمات العالقة في الهواء والكثير من الأمور الأخرى التي تؤثّر على المُحيط الحيوي لكوكب الأرض.
إدخال الحاسوب مجال الطيران
ساعد المركز في نقل الطيران من الأسلوب القديم إلى العالم الرقمي، وأدخل الحاسوب في التحكّم بالطائرت وقمرات القيادة والواقع الافتراضي للتدريب على الطيران باستخدام الحاسوب، وأهمّها إضافة المزيد من أجهزة الاستشعار على متن الطائرة التي تُمثل أهمية كبيرة في تعزيز السلامة من خلال رصد الظروف المحيطة أثناء التنقّل جوًا وعلى الأرض.
أسرع بكثير
توصّل المركز لطرق تجعل السفر الجوي أعلى سرعة بكثير، من حوالي نصف سرعة الصوت، ثم ابتكار تقنيات تمكّن من السفر بسرعة الصوت وصولًا إلى طائرات أسرع من الصوت بعدّة مرات.
جعل الإقامة في الفضاء أكثر أمانًا
حماية روّاد الفضاء من الأذى كانت هي السبب الرئيسي الذي دفع مركز لانغلي للعمل على أنظمة تجعل روّاد الفضاء يقضون وقتًا آمنًا أكثر في الفضاء، وحتى تطوير طرق لنقل الهياكل وبأسعار معقولة، كلّ هذا زاد من فرص سلامة المُسافرين إلى الفضاء.
كشف النقاب عن المريخ
كان دورًا رياديًا في مشروع فايكنغ، حيث ساعد المركز على كشف الكثير من أسرار كوكب المريخ، مع التدخّل بنسبة كبيرة في سبع مهمّات إلى المريخ، والمشاركة فيها قادمة لا محالة.
الهبوط على الكواكب دون أدنى قلق
يهدف عمل المركز المتواصل بشأن أنظمة الدخول والهبوط المتقدّمة، إلى جعل عمليات الهبوط في البعثات المستقبلية على كواكب معينة، آمنة وسهلة بشكل روتينيّ.
جعل الطيران صديقًا للبيئة
خلق المركز الكثير من ابتكارات التكنولوجيا التي تساعد على الحفاظ على البيئة في مجال الطيران، مثل تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية وتقليل الضوضاء الناجمة عن عمل المحرّكات.
اختراعات جريئة
مع تطوّر الأجيال لهياكل المركبات ومكوّناتها، لا يزال مبتكرو مركز لانغلي يطوّرون ويحصدون الجوائز لتقديمهم المزيد من الاختراعات التي تُستخدم في الفضاء ولها الكثير من التطبيقات الأرضية.