مؤسسات دولية تترقب طرح أسهم أرامكو للاكتتاب

15 يناير 2016
إحدى منشآت أرامكو النفطية (العربي الجديد)
+ الخط -
لا تزال أسواق المال العالمية تبحث عن إجابات للعديد من الأسئلة التي تخص أسلوب تخصيص أرامكو، عملاق الطاقة العالمي وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام من عدمه، ومن بين الأسئلة الكيفية التي ستطرح بها الشركة الأكبر لإنتاج النفط في العالم، ولماذا الطرح ومتى وكيف؟
وحسب مؤسسات مالية دولية، فإن هذه أسئلة مهمة بالنسبة للمصارف العالمية التي ترغب في إدارة الاكتتاب والترويج له أو الاكتتاب به في حال السماح لها.
ومنذ إعلان ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يشرف على إعادة هيكلة اقتصادية كاملة في السعودية، عن نية طرح حصة من شركة أرامكو السعودية في اكتتاب عام، بدأت اجتهادات وتساؤلات كثيرة من قبل محللي النفط وخبراء أسواق المال، من أهمها لماذا تطرح أرامكو للتخصيص؟
يؤكد المحاسب المالي السعودي فهد الزيد، أن أرامكو مثل أي شركة تبحث عن المزيد من الأرباح، ويقول لـ"العربي الجديد": "بالتأكيد أرامكو كشركة تحقق أرباحاً هائلة، ولكن مع انهيار أسعار النفط الحاد، بات الأمر يحتاج إلى المزيد من الترشيد".
وكان مصرف "سوسيتيه جنرال" الفرنسي، قد أكد أن الاكتتاب في أسهم عملاق النفط السعودي مهم، ليس فقط من ناحية إدخال أموال للخزينة السعودية، ولكن الشفافية الناتجة عنه ستساهم في ترشيد نفقات أرامكو أيضاً، وهي خطوة مهمة للجميع، فكل الشركات حتى الكبيرة منها تسعى دوماً إلى تقليص النفقات، ولكن بشكل لا يؤثر على الإنتاجية.
ولكن متى سيتم الطرح؟ وهو السؤال الأهم بالنسبة للمصارف العالمية التي تريد الإعداد لنيل حصة من هذه الكعكة؟
لا توجد إجابة حتى الآن حول متى سيبدأ هذا الطرح الضخم وحجمه، لكن المؤكد، وحسب محللين سعوديين، فإن الأمر ما زال مبكراً، وسيحتاج ربما إلى ثلاث سنوات على الأقل قبل البدء فيه.
ويؤكد فهد الزيد أن إدارة اكتتاب بهذا الحجم لن تكون سهلة، وستحتاج لوقت طويل من التجهيز، خاصة أنه يتوقع أن يكون الاهتمام به عالمياً، ويضيف: "تدير الشركة السعودية وتملك أصولا في كل أنحاء العالم، وهي تنتج 10% من إنتاج العالم، لهذا.. الكل يترقب".
ويوضح الزيد أن هذه الخطوة ستسبقها دراسة الخيارات المتاحة بالتفصيل، وستعرض النتائج على مجلس إدارة الشركة، والذي بدوره سيقوم برفع توصياته إلى المجلس الأعلى للشركة الذي سيتخذ القرار النهائي، وبعد ذلك قد تأخذ المسائل الإدارية والتنظيمية قرابة العامين.
لكن ما هو حجم الطرح وكيف سيتم إدارة عملية بهذا الحجم؟
لا أحد يعلم على وجه اليقين كيف ستدار العملية، ولا حجمها، وهناك خلط كبير في تقدير قيمة الشركة السوقية، فأصول أرامكو الموجودة في الداخل والخارج أكبر من أن يتم تقديرها، وحسب ما أكد مسؤولون في الشركة، فإن إدارة أرامكو تدرس خيارين للطرح، الأول بيع حصة مناسبة من أصولها مباشرة والثاني طرح حزمة كبيرة من مشاريعها للاكتتاب في عدة قطاعات، وبالذات قطاع التكرير والكيماويات، وهو الأقرب للواقع. ويؤكد الزيد أن الأقرب هو أن أرامكو قد تطرح 5% فقط من أصولها للاكتتاب، لكي لا تفقد سيطرتها على نفسها.
لكن المؤكد أن أرامكو تملك خبرة كبيرة في هذا المجال، بعد أن طرحت قبل فترة ليست بالطويلة شركة بترو رابغ للاكتتاب.
وحسب الزيد فإن المقارنة صعبة بين الأمرين، ولكنه على الأقل أعطى القائمين على أرامكو خبرة في كيفية إدارة الأمور.
ولكن هذا جزء فقط من تساؤلات عديدة تدور في أسواق المال المحلية والعالمية، التي تعيش هذه الأيام ربكة بسبب أزمة الصين وتدهور أسعار النفط.

اقرأ أيضا: خصخصة أرامكو السعودية ستستغرق سنوات وقيمتها 10 ترليونات دولار
المساهمون