حصل العراق على أكثر من ملياري دولار كدعم من الدول المانحة للبلاد في حربها ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وللتخفيف من أزمة النازحين، فيما تثار مخاوف من توزيع المبالغ وفقا لأجندات سياسيّة وطائفيّة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركيّة، جون كيربي، مساء أمس الأربعاء، إنّ "مؤتمر المانحين للعراق جمع أكثر من 2.1 مليار دولار، ليتجاوز حاجز الملياري دولار التي توقّع المنظمون تحقيقها".
والتقى وزراء خارجيّة 24 دولة في واشنطن، بغية تقديم الدعم والمساعدة للعراق في معركته ضد "داعش"، ولمواجهة أزمة النزوح.
من جهته، طالب وزير الخارجيّة العراقيّة، إبراهيم الجعفري، الدول المانحة بـ"بمزيد من الدعم المالي، للتخفيف من أعباء القوات المسلحة التي تحارب داعش، والنازحين الفارين من العمليات العسكريّة".
ووفقا لبيان صحافي أصدرته الخارجيّة، فإنّ الجعفري أكّد، خلال المؤتمر، أنّ "العراق يمرّ بظروف استثنائيّة غير مسبوقة نتيجة متطلبات الحرب، وانخفاض موارد الدولة؛ بسبب تراجع أسعار النفط، إضافة إلى تكاليف معالجة الأزمة الإنسانيَّة لما يزيد على أربعة ملايين نازح داخل العراق".
وتابع "مأساة النزوح التي تعرَّضت لها عِدَّة محافظات عراقية تُصنف على أنها من أفجع وأقسى كوارث الهجرة والنزوح على مستوى العالم، وقد توزَّعت على أبناء شعبنا على مستوى جغرافية الأرض والسكان والمجموعات، وأقسى ما يُميّزها أنها كانت قسريَّة ومفاجئة وغير منتظمة، فصلت أفراد البيت الواحد".
وأشار إلى أنّ "مخيّمات النزوح حدَّدت مواقعها الظروف الأمنية، وهي غير آهلة للسكن الدائم في ظروف جوّية قاسية كظروف العراق؛ ممَّا أدَّى إلى عشرات الوفيات من الأطفال والمرضى وكبار السنّ".
وأضاف أن "المشكلة مازالت أكبر وأخطر من الإمكانات المُتاحة والمجتمع الدولي مطالب، أكثر من أي وقت مضى، لبذل المزيد من الجهود لحماية أرواح النازحين في هذه الظروف".
ودعا دول العالم إلى "تفهم الضغوط التي تواجه العراق، وتواجه الحكومة في مواجهتها المزدوجة للمشكلتين الأمنيّة والاقتصاديّة، وما نتج عنهما من أعراض مربكة، وأنَّ الدور الذي يضطلع به العراق نيابة عن العالم كله في مواجهة الإرهاب جدير بأن يُقابَل بمزيد من الدعم".
من جهته، دعا عضو تحالف القوى العراقيّة، محمد الجبوري، الحكومة إلى "استثمار هذا المبلغ للتخفيف من أزمة النازحين قبل كل شيء".
وقال الجبوري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّه "يتحتم على الحكومة وضع خطة لتقسيم هذه المبالغ على النازحين والقوات النظاميّة حصرا، وأن تشكل لجانا مهنيّة ونزيهة لمتابعتها".
وحذر من "سوء إدارة توزيع المبالغ، وأن تحظى مليشيات الحشد بحصّة الأسد منها".
وأشار إلى أنّ "سوء توزيعها سيحوّلها إلى مبالغ لا تأتي بخير للعراق، بل بسوء".