اختتم المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي انعقد اليوم في القاهرة، بعد أن استطاع جمع تعهدات مالية من دول أوروبية وعربية بلغت نحو 5.4 مليار دولار، نصفها لإعادة إعمار القطاع بعد تضرره من الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه، في حين لم يتضح على الفور الغرض الذي سيُخصص له الجزء الثاني من أموال المانحين.
وقال وزير الخارجية النرويجي، بروج برند، الذي دعت بلاده مع مصر وفلسطين إلى هذا المؤتمر، إن "المشاركين في المؤتمر استطاعوا جمع نحو 5.4 مليار دولار نصفها لإعادة إعمار القطاع، وقد التزموا بتقديم هذه المساعدات من أجل الاستجابة لاحتياجات الشعب الفلسطيني".
وكانت السلطة الفلسطينية، أعلنت عن رغبتها في الحصول على نحو أربعة مليارات دولار أميركي من المؤتمر كمساعدات لإعمار قطاع غزة، الذي شن الجيش الإسرائيلي حربا عليه يوم 7 يوليو/تموز الماضي، دامت 51 يوماً، وتسببت وفقاً للأمم المتحدة بتدمير وتضرر نحو 100 ألف وحدة سكنية، وهو ما يفوق التقديرات المبدئية التي كانت تشير إلى تضرر 60 ألف وحدة سكنية فقط، من بين هذا العدد نحو 20 ألف منزل دمر تماما أو لحقت به أضرار شديدة.
وشاركت في المؤتمر، الذي استمر ليوم واحد وافتتحه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وفود من 50 دولة، بينها 30 وزير خارجية ومؤسسات إقليمية ودولية، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
وكانت المبالغ التي أعلنت عنها الدولة المتعهدة، تجاوزت، حتى منتصف اليوم، ملياري دولار، إلا أن البيان الختامي للمؤتمر قال إنه استطاع جمع مبلغ 5.4 مليار دولار دون أن يسمي بقية الدول المتعهدة التي عملت على رفع المبلغ المتعهد به من ملياري دولار إلى 5.4 مليار دولار.
وكانت دولة قطر، أعلنت على لسان وزير خارجيتها، خالد العطية، التعهد بمبلغ مليار دولار، فيما تعهدت الإمارات بدفع مبلغ 200 مليون دولار ومثلها الكويت، وتعهدت الجزائر بنحو 25 مليون دولار.
ولم تعلن السعودية عن حجم تبرعاتها، إلا أنها وعدت في تصريحات سابقة بنحو 500 مليون دولار، كما تعهدت تركيا بتقديم 200 مليون دولار في حين تصدرت أميركا تعهدات دول الغرب بنحو 212 مليون دولار، وتعهدت بريطانيا بـ32 مليون دولار والسويد بـ10 ملايين دولار.
وتستهدف خطة إعادة الإعمار مساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة، وإعادة بناء البنية التحتية، وإعادة النهوض بالقطاع الاقتصادي، ممثلاً بالزراعة والصناعة والتجارة والتشغيل وتشجيع الاستثمار.
وتعرض قطاع غزة، في نهاية 2008، لعدوان إسرائيلي استمر 23 يوماً، وبعد نحو شهر ونصف شهر من انتهاء العدوان، اجتمعت نحو 70 دولة و16 منظمة إقليمية ودولية، وتعهد المانحون بدفع نحو 4.4 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار لم تصل معظمها حتى الآن.
وكان مؤتمر إعادة الإعمار الماضي، الذي انعقد في شرم الشيخ المصرية، عقب حرب 2008-2009 على غزة، قد جمع مبلغ 5.4 مليار دولار، ولكن الدول المانحة التي شاركت فيه، لم تلتزم بتقديم غالبية المبالغ التي وعدت بها خلال المؤتمر، مبررة ذلك بعدم وجود حكومة موحدة تمنح لها الأموال.