مأزق الرياض: رفع أسعار النفط يصطدم بإغضاب ترامب

14 مارس 2019
المستثمرون يهربون من البورصة السعودية (Getty)
+ الخط -


تواجه منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك +" في اجتماع اللجنة الوزارية المصغر المقرر عقده في عطلة الأسبوع بالعاصمة الأذربيجانية باكو، مأزقاً صعباً، خاصة العاصمة السعودية الرياض التي تعاني من ضغوط مالية ضخمة وترغب في مواصلة خفض الإنتاج الذي أقرته المنظمة في نهاية العام الماضي ودخل حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني الماضي، على أمل رفع الأسعار ولكنها في ذات الوقت ستخاطر بإغضاب الرئيس دونالد ترامب الذي تعول عليه في قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. 

وحسب مصادر وكالة بلومبيرغ، من المتوقع أن تدعم الرياض قراراً بالإبقاء على اتفاق خفض الإنتاج، حيث أن السعودية بحاجة ماسة إلى موارد مالية لتمويل حجم الإنفاق المتزايد بالميزانية.

وتشير تقديرات معهد التمويل الدولي إلى ان السعودية بحاجة إلى سعر للنفط يبلغ في المتوسط 80 دولاراً خلال العام الجاري. وهذا المستوى من الأسعار لا يزال بعيد المنال، حيث يتأرجح سعر النفط حالياً حول 67 دولاراً. 

وتتزايد الضغوط المالية على السعودية بسبب الكلفة الباهظة للحرب اليمنية التي تقدرها صحيفة التايمز بحوالى 72 مليار دولار سنوياً و216 مليار دولار في ثلاث سنوات، بينما تشير مصادر أخرى إلى أن المبلغ أكبر بكثير، وتقدره مجلة "فورين بوليسي" بنحو 725 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى فقط منها الصفقات العسكرية للمملكة.

يضاف إلى هذه الكلفة نفقات شراء التأييد من بعض الدول في أعقاب العزلة التي يعاني منها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتراجع الشركات العالمية ورجال المال عن الاستثمار في السعودية.

وسط هذه الضغوط، وحسب وكالة بلومبيرغ، فإن الرياض ربما تضطر لمواصلة خفض الإنتاج النفطي على أمل الحصول على أموال إضافية من ارتفاع النفط. ولكن يبدو حتى الآن أن أي خفض في إنتاج أوبك تستفيد منه شركات النفط الصخري. 


في هذا الصدد، ووسط الضغوط المتزايدة من قبل شركات النفط الصخري التي تواصل زيادة انتاجها وصادراتها للسوق العالمي، اضطرت منظمة "أوبك" اليوم الخميس، لخفض توقعاتها للطلب العالمي على نفطها هذا العام، بما يبرر تمديد العمل بقيود الإمدادات لما بعد يونيو/حزيران من أجل الحيلولة دون أي تخمة جديدة.

وحسب رويترز، فإن استمرار خفض الإمدادات كفيل بتقديم مزيد من الدعم لأسعار النفط، التي زادت نحو 25% هذا العام، وهو ما سيثير غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب "أوبك" بتخفيف جهودها لتعزيز السوق.

وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقرير شهري اليوم الخميس، إن الطلب على نفطها في 2019 سيصل في المتوسط إلى 30.46 مليون برميل يومياً، بما يقل 130 ألف برميل يومياً عن توقعات الشهر الماضي ودون مستوى إنتاجها الحالي.

وتعكف أوبك وروسيا وبعض المنتجين الآخرين خارج المنظمة، فيما يُعرف باسم تحالف "أوبك+"، على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً من أول يناير/كانون الثاني ولمدة ستة أشهر. وقال التقرير إن ارتفاع الإنتاج من خارج المنظمة يؤكد على الحاجة لاستمرار أوبك وحلفائها في كبح الإمدادات.

وقالت أوبك في التقرير "في حين من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة متوسطة في 2019، فإنه يظل أقل بكثير من النمو القوي المتوقع في الإمدادات من خارج أوبك هذا العام".

وأضافت "يسلط هذا الضوء على المسؤولية المشتركة التي ما زالت تقع على عاتق جميع الدول المنتجة المشاركة (في الاتفاق) لتجنب عودة الاختلالات ومواصلة دعم استقرار سوق النفط في 2019".

وقالت "أوبك" في التقرير إن إنتاجها من النفط انخفض 221 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق إلى 30.55 مليون برميل يومياً في فبراير/شباط. ويعني ذلك التزاماً بنسبة 105 بالمئة بالتخفيضات المتعهد بها، وفقاً لحسابات أجرتها رويترز، لتزيد نسبة الالتزام عن يناير/ كانون الثاني.

المساهمون